• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : العشبة المقدّسة .
                          • الكاتب : اسراء البيرماني .

العشبة المقدّسة

 ككل عام يعاود مارس بالحياة ، لغة الانتعاش مفهوم لا تستوعبه الا الأرواح المفعمة بالتفاؤل.. رحيل الشتاء لم يكن مأساويا بالنسبة لها هذا العام .. الشتاء فصلها المقدس  فذكرياتها معه فاحت بالبن و المطر
لأنقضاء ايام الشتاء بالنسبة لها حفل توديعي خاص .. ليالي الشوكولا الساخنة و رعشات البرد وقتما غلفها الشعر بهالات انبعاث جديد .. ميلاد جديد .. حتى الإحساس بالحياة كان جديد كان لها وقعا خاصا في قلبها، لم تأبه لعهد قطعه لها سهوا بـ - ان كل الفصول ستكون لك جميلة -
لعلها كلمات وحسب .. لن تدقق بالتفاصيل ففيها صحوة ساذجة من نشوى جميلة .. صحوة تبحث في المستقبل.
المستقبل رهان فاشل لا مغامرة في ضرب سواحله الغادرة و لربما كانت واعدة
 أما مارس فهو صديق حميم يحل ببهاء .. يلون لها الايام بمنسأة من الياسمين .. يحمل اليها موعدا بعد غياب ... فلربما كان لقاءا مميزة  كلكامش .. سلالات التاريخ نسيج من الرغبات التي تقدس الخلود .. إيقاع الحياة نغم تستسيغه بشغف ومارس يأتي بأشرعة سلام و لقاء فريد.
يحدثها:-
المسرح حياة اخرى . -
- خشبة و ستائر و ممثلون و أضواء تطفأ.
- حتما أنك تغفلين عن المضمون بنظرة سطحية .. كلكامش يقاتل من اجل الخلود .. من اجل الحياة .. يبحث عن عشبة و أخرى كي لا يفنى
و هل هناك من لا يفنى . -
- بلى .
- من ؟
- مشاعر تمتهن الصمت مرة و الجهر اخرى.. الخفاء مرة و الظهور اخرى .. مشاعر تتنفس ذاتها بلا رئة فتخضّر جذوع أعمارنا بها من جديد و هنا سر الخلود  تلك المشاعر لا تموت .. حتى انها أصلب من مقصلة الفناء او التلاش
يحل موعد اللقاء .. الفستان الأسود .. بلى هو الفستان ذاته .. مستغانمي لها رأي كما رأي مرآتي فـ - الاسود يليق بي اكثر-
تضرب عالمه بحلة لون كحلي ترك فيه انطباع خاص.. حشود تتكتل لتشهد الصراع على عشبة الخلود .. و هو من سماها بـ - عشبتي المقدسة - لا يزال متأملاً نسغ شجر مارس .. ظلت تلازمه أينما حل فالعالم الجديد غربة كان فيها هو الملاذ .. تخيم لحظات صمت ينفصلا بها عن الضجيج فيقف أمامها متأملا
- ما ترى ؟
بدر يكتمل و أهلة تنتهي الى بحار عميقة اجوبها بأشرعتي علّني أصل الى نهاية. -
قيدتني يا انت . -
سأقف عند سواحلها كقرصان الليل أعتق على رمالها امنياتي .. -
تٌقطَع الكلمات بتمتمة جمهرة الحشود فالعرض سيبدأ بعد لحظات .. ترافقه بزهو فتجاوره على مقاعد المسرح الحمراء .. تطفأ الأنوار .. تدور الصراعات على الحياة .. انكيدو و العشبة .. كلكامش و الخلود و هما بين البوح و الاضمار .. يغلفهما مارس بالحياة
يهمس لها :-
- منذ ان خسر آدم حضوره في الجنان الى الان و هو يبحث عن الخلود .. و اليوم احمل اليك سلة الطقوس المتوارثة فامنحيني غايتي في الخلود
- و كيف ؟
- هكذا فقط و انت بجواري .. ايـــه كلكامش المخدوع ... تبحث عن عشبة حياة تخلدك !! هه ... هذي عشبتي بجواري .
ينتهي العرض وتسدل الستارة و أمسية تطوى بأجندة تأبى صفحاتها النسيان .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=47900
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28