• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : جلسة خاصة .
                          • الكاتب : اسراء البيرماني .

جلسة خاصة

فكرة كونها عزباء كانت تروقها جدا حتى أنها كانت لا تطيق ان تتخيل نفسها على ذمة احدهم .. هم أشباه بعضهم حتى ان ذممهم خاوية و ضمائرهم شبه منعدمة و المرأة مقتنى أنيق و حسب يمكن استبداله بسهولة كمفاتيح السيارة او ماركة عطور معينة او حتى هاتف نقال  
عشقها للحرية من حيث كونها حرة نفسها و ملكة أفكارها الطليقة يجعلانها أكثر تمردا على فكرة الارتباط يكفي أنها اجتازت فترة النقاهة و انتهت مشاعرها إلى ثلاجات الموتى 
حياتها الخاصة جو صنعته بنفسها فكانت مزاج خاص لا يفك طلاسمها الا رقم سري يحفظه دماغها .. ففكر البعض معها في تصادم حاد لا ينتهي الا بانتصار أفكارها و طريقة تختارها لتعيش .. المرأة بالنسبة لها كيان خاص يرسمها منظارها الشخصي فلا تروقها اغلب النساء  
قالتها وهي تحدث صديقتها)) محدودية بعضهن تشعرني بالغثيان-
 
 - و كيف ؟
) تقصدين كيف اتقيأ ؟ ( قالتها مازحة -
 لااااا .. اقصد شكل المحدودية يا فصيحة- 
 - هه .. هي لا تتخيل أنوثتها من غيره و كأنها تسير باحثة عمن يخمد براكين مشاعرهن الغبية اللاهبة ... الفكرة المتطبعة في أذهانهن القاصرة - الحياة رجل - تصرح بملأ الفم بأنها تريد زوجا!! 
  انت دبلوماسية .. حرري مفهوم الحرية الشخصية لديك -
 - و اين حق الذوق العام .. الحشمة مطلوبة صديقتي .. اغلب نقاشاتهن عارية تكاد لا تسترها الا شراشف الـ.. 
 شششش اصمتي -
 - لن اصمت .. وددت لو اقتلعت لسانها تلك التي تصرح بملأ الفم وهي تريد الزواج وقد دخلت الثلاثين .. اما يكفي ابتذال ؟؟ اما يكفي تعري الأفكار ؟؟ ساذجات لا يستهويهن الا الجنس الأخرق .. لو تفكر في كيانها هي بمنظار أوسع لما اعتبرت نفسها ناقصة تبحث عمن يكملها..
 الامر ليس هكذا .. هي مضطره لذلك .. ثم الا تلاحظين انها فعلا ناقصة ؟؟
- ناقصة أدب .. نعم ألاحظ ذلك .. تستشري هيستريا الزواج على أفكارها فتمشي كالبهائم -
 لا تظلميهن ربما تعيشين في بيت برجوازي و حياة مرفهه يغنيك عن الزواج اما هن فيفتقدنها. ابحثي في حياتهن بتأن ستجدينها جب من العذاب
 و الزواج سيضمن السعادة و الخلاص ؟- 
 ربما -
 -هه .. هذا لان الرجال أمناء و غيارى صحيح !؟
 لازال هناك بصيص أمل في ثلة حميدة هنا و هناك -
 على اي حال هي لا تبحث عن غيور و لا عن رجل اساسا -
 اذن عن ماذا ؟- 
 عن ذكر و حسب ... إفهمي -
 إيتها القاسية -
 - و لكن ... ما فائدة الزواج ؟ اقنعيني بمبرر حقيقي ... لكن بعيدا عن نظريات امي المعنونة بالاستقرار و مشتقاته. 
 هذا ما يمليه المنطق ثم انك في مجتمع شرقي لا يتقبل العزباء -
 - ماذا ؟؟ مجتمع شرقي ؟؟ قلتيها اذن !! أهذا تبريرك المنطقي يا عبقرية ؟ المجتمع الشرقي ؟؟؟ مجتمعك هذا مرتع شاسع للبهائم البشرية.. هو لم يتقبل العزباء فهل تقبل المطلقة ؟ و هل تقبل الأرملة .. وهل تقبل الأنثى من الأساس ؟ حين وأدوها في البوادي كنتِ في اصلابهم تتقلبين حتى وصلتِ الى هنا و لازال المجتمع الشرقي يؤمن بجاهليتة المتفسخه و لكن بنحو اخر .. هو يأدك و لكن بشكل اخر .. رفض عزوبيتك فأطلق عليك لقب العانس بجدارة .. و رفض انفصالك فكنت كائنا مخجلا في المجتمع تضيق عليك حلقات الخناق فوأدك في قعر المنازل كسكراب قديم !! هه قرار مثالي ... متغافلين عن مشاعرك كما تغافلوا عن حقك المغيب في شرقي ساذج متفسخ كنت ضحيته فصرت منفصلة ! اي مجتمع وضيع هذا الذي به تفكرين !! ؟؟
 يعني ... ان الزوج هو متكأ المرأة بعد رحيل والديها .. هكذا هو المفهوم العام -
 - هه .. باعتبار ان الزوج هذا قد ابتلع عشبة انكيدو فخَلٌد في الحياة !!! هراااااء .. شرقيون ارتقوا فان القاع ازدحم . (قالتها بحدة) 
 -اصمتي ماذا دهاك اليوم ؟ هل جننت ؟ أولست امرأة ؟
 - بلى .. بأفكاري وكياني الخاص لا بفكر الشرق العقيم .. الشرق الذي يزوجني لأجل الغريزة تحت غطاء الاستقرار و ما الى ذلك ! هه 
 الغريزة احد مكونات النفس البشرية .. لا عار في ذلك .. انت بلا غريزة ؟-
 - اسمعي .. أؤمن بزواج الفكر و انسجام الطباع و المشاعر لا بزواج الغرائز .. الغرائز تأتي مكملة لا أساس 
 الا ترغبين ببيت و زوج و اولاد ؟- 
 لا قطعا -
 -عجيب !!! اذن بماذا ترغبين ؟
 - ارغب بأنسان فقط .. الانسان الذي يعشقني ... يعشق شخصيتي و دماغي .. يعشق أفكاري و يؤمن بما أؤمن .. رجل لا يرى غيري فيكتفي بي و لا يكتفي مني ... و هنا الغريزة جاءت مكملة .
 وماذا بعد ؟- 
 - رجل يتفجر إحساسا .. رجل ثمين .. غيرته جنون و عشقه أسطوري فأكون أنثاه الثمينة المبجلة و حواءه الوحيده المصطفاة بين العديد 
 و اين نجد هذا الأسطوري في زمانك هذا ؟- 
 حتما هو موجود لكنه شحيح جدا -
 - اذن ؟
 - اذن لن اتزوج مادام الأسطوري محال .. العزوبية و الأسطوري أمران يروقانني جدا .. فالأسطوري رجل مثالي شحيح في زمني و العزوبية حكاية سعيدة اعيشها كل يوم بمحض أفكاري الطليقة وبراحة قصوى 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=48152
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28