في مكنون ذكرياتي بين ملذات المستقبل والحاضر أجد نفسي عند تنور أمي اتكئ إلى حائط من الطين والسقف من القصب والقش حيث العفوية والزهد حيث أجد الحنان والحب بين الناس والتراحم حيث الغيرة على الأخ والأخت والجار وابن المنطقة حيث تجتمع الوجوه في مكان واحد على طبق واحد ونفوسهم مع بعض متوحدة بالحب والتآخي متراحمة راضية بما قسم الله لها مقتنعة بقليل الرزق والجود بالموجود شعارهم ما زاد فمن نصيب الجار والأقربون أولا بالمعروف مريضهم مريضنا وفرحهم فرحنا وحزنهم حزن الجميع تجدهم في الفواتح والإعراس متحدون متماسكون فيما بينهم لا تجد الفقير عندهم يهتم بموت او مرض او عرس عنده قلوب صافية محبة فلا تلوموني حين احن لتلك الأيام تجمع عدد كبير من أهل المنطقة عند بيت احدهم كي يبدو اعتراضهم على تصرف احد أبنائه وهنا تجد الابن يمتثل لرأي الأهل والمنطقة تجد كل الشباب والنساء عند أول صراخه بالنجدة في الليل ولا تجد من يتخلف او يقول ( واني ما عليه )فهي كلمة خلقت في يومنا هذا وأصبحت تقال في كل مكان وكل زمان واشك في يوم يشيع الميت منا بشخص واحد او على الأكثر اثنان نترحم على أنفسنا ام على زماننا ام على ما فات منا وما جلب المحتل لنا وكسر هيبتنا بفرقتنا وحقق ما يريد بعد ان شتت جمعنا اقسم كنا نصلي جنبا الى جنب لا نعرف معنى للطائفية وفينا من ديانات أخرى ولم نتجرأ على التلميح حتى بحضوره لما اليوم نطعن بأنفسنا وننكل ببعض ونجعل السارق والعدو في أمان يعمل بنا ما يعمل ونحن ببعض مشغولين وأهداف لا تتعدى فتات ما يسرق المحتل وكبار الشياطين من الجيران منا طبعا ليس كلامي سوى أحرف تنتهي الى مكان وتموت لان من نخاطب أجر عملية رفع السمع والنظر كي لا يسمع ولا يرى صرخات تعني رفقا بنا وبالعراق حقيقة لابد منها نحن الى زمن الماضي الى الصدق والعفوية تجد اليوم الأمر مختلف حين تقارن بين الأمس وما كان وخوفنا من غدا وما يخفي ترنيمات تتصارع داخلنا تحول الشك الى حقيقة وهي نحن من فعل بنا ما يحدث عبر اختيار لأنفسنا وإصرارنا على تغليب المصالح على الأمن والأمان لكل منا يتذكر حين ترك السيارة في أي مكان دون ان نشعر بالخوف وكما هو الحال عندما نوصل شخص يحتاج الى توصيلة اليوم لا يمكن ان تقف في الشارع لاي شخص كان قتلت الإنسانية بين طيات الماضي والحاضر صحيح لم يكن هناك من يفجر نفسه وسط الأبرياء ولم يكن صراع ثقافي بل كانت هناك جنود تفتك اذا دخلت المناطق اليوم لا يوجد جيش فقط مسؤول يهتك بلد كامل وبعض الأشخاص على إحدى الفضائيات يمكن ان يحول بلد من مكان الى مكان أخر وتجاه اخر ومعتقد اخر لهذا وغيره نحن للماضي ونبغض الحاضر ونخاف من المستقبل لا نريد سوى الأمن والأمان |