• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح225 سورة طه الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح225 سورة طه الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً{105}
تكشف الآية الكريمة (  وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ ) , عن ان هناك من يسأل عن حال الجبال يوم القيامة , (  فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً ) , النص المبارك يحمل بين طياته الجواب على مثل هذا السؤال , سيكون حالها كالرمل , تمر عليه الرياح فتفرقه . 

فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً{106}
تستمر الآية الكريمة بالجواب على السؤال المتقدم (  فَيَذَرُهَا قَاعاً ) , بعد ان نسفت الجبال , تكون الارض قاعا منبسطة , لا شيء فيها بارز , لا نبات ولا اشجار , (  صَفْصَفاً ) , مستوية , ملساء .   

لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً{107}
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقاتها (  لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً ) , لا ترى فيها منخفضا , (  وَلَا أَمْتاً ) , ولا حتى مرتفعا , ولا اي شيء بارز .  

يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً{108}
تستمر الآية الكريمة في نفس الموضوع مبينة : 
1-    (  يَوْمَئِذٍ ) : عند حدوث ذلك .
2-    (  يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ ) : يتبع الناس داعي الله تعالى الى المحشر , وهو اسرافيل "ع" .
3-    (  لَا عِوَجَ لَهُ ) : كل الناس يتبعونه بشكل مستقيم وثابت , لا يمكن لاحد ان ينحرف او يتأخر او حتى يتوانى عن دعوته .
4-    (  وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ ) : خفضت الاصوات وسكنت خضوعا للرحمن جل وعلا .
5-    (  فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً ) : صوتا خفيا , ويرى السيوطي في تفسيره الجلالين انه صوت وطء الاقدام في نقلها الى المحشر .   

يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً{109}
تبين الآية الكريمة (  يَوْمَئِذٍ ) , عند ذاك , وفي ذلك المقام , (  لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ ) , احدا , (  إِلَّا ) , استثناء :
1-    (  مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ ) : من اذن له الرحمن ان بالشفاعة , فيشفع .
2-    (  وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً ) : يختلف فيها المفسرون , فمنهم من يذهب :
أ‌)    قول الشافع في المشفوع .
ب‌)    بأن يقول لا إله إلا الله . "تفسير الجلالين للسيوطي" .        

يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً{110}
تبين الآية الكريمة (  يَعْلَمُ ) , ان الله عز وجل يعلم :
1-    (  مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ) : من امور القيامة .
2-    (  وَمَا خَلْفَهُمْ ) : ما مضى من الحياة الدنيا .
(  وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) : لا يحيط به جل وعلا الناس علما , الا بما وصف به نفسه جل وعلا .       

وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً{111}
تبين الآية الكريمة امرين ( حالين ) :
1-    (  وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ) : ذلت وخضعت له خضوع العناة وهم الاسارى في يد الملك القهار . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .
2-    (  وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً ) : يبين النص المبارك ان الخاسر في ذلك اليوم من حمل الشرك معه .    

وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً{112}
تنعطف الآية الكريمة لتبين (  وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) , من يقوم بالطاعات على ايمان بالله تعالى , (  فَلَا يَخَافُ ) , لا يخاف من :
1-    (  ظُلْماً ) : بزيادة سيئاته , او بمنع ثواب مستحق له .
2-    (  وَلَا هَضْماً ) : بنقصان اجره وثوابه .      

وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً{113}
تبين الآية الكريمة (  وَكَذَلِكَ ) , ذكر ما تقدم , (  أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ) , انزل الله تعالى القرآن الكريمة باللغة العربية , لغتهم , ليفهموه , ويدركوه محتواه ومضمونه , (  وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ ) , كررنا فيه الوعيد , بأنواع مختلفة , (  لَعَلَّهُمْ ) :        
1-    (  يَتَّقُونَ ) : الشرك والمعاصي .
2-    (  أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً ) : او يحدث لهم القرآن الكريم تذكرة فيها العظة والعبرة في احوال من تقدم من الامم السابقة .  

فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً{114}
نستقرأ الآية الكريمة في ثلاثة موارد :
1-    (  فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ) : (  فَتَعَالَى اللَّهُ ) , تعالى الله في ذاته وصفاته عن مماثلة المخلوقين , وارتفع وتسامى وتنزه عما ينسبه له المشركون , (  الْمَلِكُ الْحَقُّ ) , النافذ أمره ونهيه بالاستحقاق . " تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .  
2-    (  وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ) : مما يروى ان رسول الله (ص واله) كان يعجل بقراءة ما ينزل عليه من الآيات الكريمة , وقبل ان يفرغ جبرائيل "ع" من قراءتها , يذهب الى هذا الرأي جملة من المفسرين منهم ( السيوطي في تفسيره الجلالين , القمي في تفسيره "تفسير القمي" , الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ج3 , والسيد هاشم الحسيني البحراني في تفسيره البرهان ج4 .
3-    (  وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً ) : سل الله تعالى زيادة العلم , وكان الرسول الكريم محمد "ص واله" يزداد علما كلما نزل عليه شيئا من القرآن الكريم .
( عن النبي صلى الله عليه وآله قال إذا أتى عليّ يوم لا أزداد فيه علما يقربني إلى الله فلا بارك الله لي في طلوع شمسه ) . " تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .  


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=50561
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29