• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : الأسس الشرعية في الأعمال الجهادية دراسة في آراء علماء الطائفة الشيعية آيات الجهاد في القران والسنة النبوية ومدرسة أهل البيت عليهم السلام ( 1 ) .
                          • الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي .

الأسس الشرعية في الأعمال الجهادية دراسة في آراء علماء الطائفة الشيعية آيات الجهاد في القران والسنة النبوية ومدرسة أهل البيت عليهم السلام ( 1 )

بسم الله الرحمن الرحيم
 {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج 7
......
يقول تعالى :.{سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً }النساء91

صدق الله العلي العظيم

المقدمــــــــــــــة
يمر العراق وشعبه اليوم في أزمة حقيقية , تتكالب عليه قوى الشر الظلامية من كل أرجاء العالم الذين يحملون الشر والدمار للشعب العراقي بكافة طوائفه وقومياته ..
 يتطلب الواجب أن نكون أكثر صراحة ودقة في مواقفنا وإعلامنا , نبين لشعبنا المسلم وللعالم وللإنسانية , إن الطائفة المستهدفة في هذا الزمن هم الطائفة الشيعية والسنة المعتدلين , ولا تقف مخططات الأعداء  والنواصب إلى حدود إزالتهم من العملية الديمقراطية الجارية في العراق . لان المخطط واسع ومدعوم من القوى الرجعية الحاقدة على المذهب الحق , ومدارس التكفير في السعودية وقطر والأردن  وتركيا وغيرها , تدعو علنا إلى استئصال مذهب أهل البيت {ع} من العراق وإيران ولبنان والسعودية , وهذا  يتطلب موقفا رجوليا , من عيار المواقف الجهادية البطولية التي يسجلها التاريخ بأحرف من نور  , موقفا جديدا كان غائبا عن ساحتنا ردحا من الزمن ..
 هذا يتطلب أمرين مهمين ..
الأول: التطوع بسرايا الجهاد{ الحشد الشعبي } للدفاع عن المقدسات والأعراض والدم والمال .. هذا يتطلب معرفة المفاهيم الجهادية في الفكر الإسلامي بصورة دقيقة .ومذهب أهل البيت {ع} ورؤيتهم بأحكام الجهاد...
ثانيا :.. التوجه بكل رؤانا لمعرفة الدور الإعلامي المعادي , وما يقوم به من زرع الفرقة بين أبناء المذهب الواحد ...

ولا يفوتني أن أشير إلى خطباء المنبر الحسيني وخطباء الجمعة أن تتغير نبرتهم وخطبهم إلى مستوى يتماشى في الدفاع عن الوجود والمقدسات , وان نضيع الفرصة على النواصب من خلال وحدتنا وتمسكنا بقيادتنا الدينية والسياسية وعلى رأسها المرجعية الرشيدة ونضع نصب أعيننا الدور العظيم لولاية الفقيه التي أضحت ضرورة وطنية  ودينية  تتطلبها المرحلة الجهادية في العراق والوطن الإسلامي كله ..

يقول تعالى :  { يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين } .

الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي

25/8/2014

 مفهوم الجهاد في الإسلام وبعض أحكامه
ما هو الجهاد ...؟ وكيف يصبح المسلم مجاهدا ...؟.
هناك فرق كبير بين الجهاد وبين الإرهاب .. فقد استغل التكفيريون الجهاد وحولوه إلى إرهاب يقتلون ويحرقون الناس باسم الدين ..ّ! فما هي الصورة الصحيحة للجهاد .. وما هي أحكامه وصوره وأنواعه ومتى يكون واجبا  ..
من صور الجهاد هو القتال لإحياء كلمة الإسلام وإقامة شعائره، وهناك طوائف عديدة يجب قتالهم في الإسلام، منهم الكفار وأهل الكتاب في حال ظهور الإمام المهدي{عج }والبغاة سواء أكانت باغية على الإمام أم على طائفة أخرى من المسلمين.... وهناك شروط ذكرها الفقهاء في وجوب الجهاد... كالتكليف أي غير الطفل .. والذكورة , حيث سقط عن المرأة ..والقدرة،سواء المرض او عدم وجود القيادة الميدانية ..  فيسقط الجهاد عن النساء والصبيان والشيوخ والكبار والمجانين والمرضى ومن ليس به نهضة إلى القيام بشرطه، واعتبروا الجهاد واجبا كفائيا، وقسموه إلى جهاد ابتدائي وجهاد دفاعي، واختلف الفقهاء في مشروعية الجهاد الابتدائي في زمن الغيبة، فبعض قال بالمشروعية وبعض قال بالحرمة، أما الجهاد الدفاعي فقد اتفقوا على وجوبه، ويكون الجهاد واجباً إذا كان فيه إعلاء لكلمة الله ودفاع عن الإسلام،..  ولابد من مراجعة الفقيه الجامع للشرائط لكي يشخص الأحكام ويحصل الإذن من قبله، وإلا لدب الهرج والمرج بين الناس.

أما الإرهاب والقتل الذي يقوم به أعداء الدين والإنسانية فهو بعيد كل البعد عن روح الإسلام وإن وصفوه بالجهاد.وهناك أمور يجب مراعاتها في الجهاد نذكر بعضها:
1- لا يجوز قتل الشيخ الفاني ولا المرأة ولا الصبي ولا الأعمى.
2- لا يجوز حرق الزرع ولا قطع شجرة الثمر ولا قتل البهائم.
3- لا يجوز خراب المنازل والتهتك بالقتلى.
4- لا يجوز لمسلم أن ينهزم من محاربين إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة.
( الكافي للحلبي  ص256ـ257).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التراخي والانهزام
قال  تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ﴾ - سورة الأنفال، الآية 45..
يشير تعالى في هذه الآية إلى عوامل النصر الحقيقية في القتال، وهي الاستقامة، والثبات عند لقاء العدو، والاتصال بالله بالذكر، والطاعة لله والرسول {ص} ، وتجنّب النّزاع والشّقاق، والصّبر على الشدة وأمور المعركة، والحذر من البطر، والرياء، والبغي .... ما المطلوب بالآية :....

1-  ضرورة ثبات المؤمنين عند لقاء العدو:  كلمة (لقاء) و(لقيتم)، يكثر استعمالها في القتال. والفئة بمعنى جماعة المقاتلين ,المراد منها هنا الكفّار الحربيين أو الباغين .(الثبات) في هذا المورد عكس الفرار من العدو، والثبات بحسب ما له من المعنى أشمل من الصَّبر الذي يأمر به في قوله: ﴿وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ . -   الأنفال، الآية 46.
فعبارة (اثبتوا)، أمر يعني الثبات وعدم ترك الموقع العسكري وقت الهجوم المعادي لأنه يؤدي إلى الانكسار ويؤثر على معنوية المجاهدين ..

وموضوع الجهاد ليس نزهة , ولا قضية معنوية يمكن أن يحملها أي إنسان , فهي صعبة{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ..)( س البقرة)

ــ  إن كراهية القتال هي قضية فطرية يقولها الذي خلق الإنسان فهو سبحانه لا يعالج الأمر علاجا فوقيا غير عقلاني .. بمعنى أن يقول: وماذا في القتال؟ لا، إن الخالق يقول: اعلم أن القتال مكروه. وحتى إذا ما أصابك فيه ما تكره فأنت قد علمت أن الذي شرعه يقدر ذلك. ولو لم يقل الحق إن القتال كره: لفهم الناس أن الله يصور لهم الأمر العسير يسيرا. إن الله عز وجل يقول للذين آمنوا: اعلموا أنكم مقبلون على مشقات، وعلى متاعب، وعلى أن تتركوا أموالكم، وعلى أن تتركوا لذتكم وتمتعكم. ولذلك نجد كبار الساسة الذين برعوا في السياسة ونجحوا في قيادة مجتمعاتهم كانوا لا يحبون لشعوبهم أن تخوض المعارك إلا مضطرين، فإذا ما اضطروا فهم يوضحون لجندهم أنهم يدرأون بالقتال ما هو أكثر شرا من القتال، ومعنى ذلك أنهم يعبئون النفس الإنسانية حتى تواجه الموقف بجماع قواها، وبجميع ملكاتها، وكل إرادتها.

والحق سبحانه وتعالى يقول: "كتب عليكم القتال وهو كره لكم"  سبحانه يقول لنا: أعلم أن القتال كره لكم ولكن أردت أن أشيع وانمي  فيكم قضية، هذه القضية هي ألا تحكموا في القضايا الكبيرة في حدود علمكم؛ لأن علمكم دائما ناقص، بل خذوا القضايا من خلال علمي أنا؛ لأنني قد أشرع مكروها، ولكن يأتي منه الخير. وقد ترون حبا في شيء ويأتي منه الشر. ولذلك ينبهنا الحق تعالى  إلى أن كثيرا من الأمور المحبوبة عندنا يأتي منها الشر، فيقول الواحد منا: "كنت أتوقع الخير من هذا الأمر، لكن الشر هو ما جاءني منه". .. وهناك أمور أخرى نظن أن الشر يأتي منها، لكنها تأتي بالخير. ولذلك يترك الحق فلتات في المجتمع حتى يتأكد الناس أن الله سبحانه وتعالى لا يجري أمور الخير على مقتضيات ومقاييس علم العباد، إنما يجري الحكم على مقتضى ومقاييس وعلم رب العباد. ... مثال على ذلك ...

    كثير من الناس يقولون إن القتال سبب للركود الاقتصادي , هذا من الناحية الواقعية صحيح , ولكن الجهاد هو مقدمة لسيطرة أبناء الشعب على أموالهم كي لا يتحكم به الآخرون , فلو ترك أبناء البلدان الجهاد بسبب الكره فان تلك الأمة ستكون امة ذليلة . وسيأتي يوم يطلب أبناء البلد من الأعداء أن يعملوا لهم مستشفى أو مدرسة أو يستوردوا شيئا معينا ,  بينما الانتصار بالجهاد وبالصبر والتحمل والمشقة ,  يصبح القرار بيد المجاهدين وهم الذين يتحكمون بثرواتهم ويخططون لمدينتهم ومستقبل أبناءهم .

ثانيا القرار السياسي: مرت على الطائفة الشيعية فترة طويلة تزيد على ألف عام تحت حكم الطوائف الأخرى , التي  اقل منهم عددا  كان الدور معروفا, أذلوهم ..منعوهم من ممارسة شعائرهم ,وزيارة أئمتهم , ولو حصل في وقته جهاد لما خسر الشيعة أكثر من مليون شهيد ومفقود في دهاليز الأمن والمخابرات الصدامية والمقابر الجماعية ...

 إضافة للحروب التي أكلت الأخضر واليابس ,وأزيلت قراهم ومدنهم من الخارطة الاجتماعية ...لو جاهد أبناء العراق ساعتها لما كانت الخسائر والنتائج المذلة بحق الطائفة ...أصبحنا تترجى رجال الأمن وحزب البعث الكافر إجازة  قراءة حسينية  يتفضلون بها علينا .. إضافة إلى إبعاد أبناءنا عن جميع الوظائف السيادية  وغيرها ....
من صور الجهاد:. فجر يوم الخامس من حزيران 1963 م  داهم رجال الكومندوس الذين تم إرسالهم من طهران، منزل الإمام الخميني لاعتقاله , تم نقله إلى طهران في سجن (نادي الضباط) ثم نقل إلى سجن القصر.انتشر خبر اعتقال الإمام في قم وضواحيها، فانطلق الناس نحو المنزل يرددون شعار " الخميني أو الموت " ودارت  المواجهة مع قوات النظام، في قم المقدسة , ولم يكتف النظام بذلك، فأرسل عدة طائرات مقاتلة للتحليق في سماء المدينة  لإدخال الرعب في  قلوب الجماهير وتم مواجهة الانتفاضة بالسلاح للسيطرة على الأوضاع. بعدها بادرت العجلات العسكرية لجمع أجساد الشهداء والجرحى من الشوارع , في غروب ذلك اليوم كانت مدينة قم تعيش حالة النكبة والحزن.

وصل خبر اعتقال الإمام إلى طهران ومشهد وشيراز وسائر المدن فتفجر الموقف الشعبي , ونزلت دبابات النظام وقواته المسلحة إلى الشوارع للحيلولة دون وصول المعارضين , وتحركت جميع مدن إيران تهتف "الموت أو الخميني " وتوجه الناس  نحو قصر الملك.كسيول بشرية في  مركز العاصمة. وقد استخدم الملك أفضل الخبرات الأمنية والسياسية الأمريكية آنذاك للقضاء على الانتفاضة. ا

وفي الثلث الأول من عام 1964 تصور النظام بان الشدة التي واجه بها الجماهير أدت إلى نتيجة ودفعت المجاهدين إلى اختيار السكوت، فحاول النظام الإيحاء بان وقائع العام الماضي قد تم نسيانها. وتم أطلاق سراح الإمام الخميني ونقله إلى قم المقدسة ,  وبعد اطلاع الجماهير عمت مظاهر الفرح قم بأسرها وأقيمت الاحتفالات في المدرسة الفيضية وسائر الأماكن ودامت عدة أيام.

 وفي فجر الرابع من ت 2 عام 1964 حاصر الكوماندوس منزل الإمام في قم وتم اعتقاله  ونقله مباشرة إلى مطار(مهر آباد الدولي) حيث كانت طائرة عسكرية بانتظاره فنقلته إلى (أنقرة) وفي عصر ذات اليوم نشر السافاك خبر نفي الإمام بتهمة التآمر على النظام!  ثم  نفي ولده الحجة  الشهيد مصطفى الخميني إلى تركيا . وفي عام 1965 ميلادي تم نقل الإمام وأبناءه إلى النجف بالعراق .. هذه صورة من صور الجهاد الشيعي في العصر الحديث ....

ــــــــــــ
 

يتبع

 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=51021
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16