منذ اللحظة الأولى التي تمّ فيها تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة كمرّشح عن التحالف الشيعي الهزيل والطريقة التي اختير بها كمرّشح لهذا التحالف , والتأييد اللامسبوق الذي توالى على ترشيحه , أدركت أنّ حكومة العبادي ستكون هي الأضعف والأوهن في تأريخ الدولة العراقية المعاصرة , وكنت واثقا أنّ هذا التسارع اللامسبوق في إعلان التأييد للعبادي كان بهدف قطع الطريق أمام رئيس الوزراء نوري المالكي صاحب الاستحقاق الدستوري والانتخابي , وجعله يرضخ لهذا الانقلاب , وكنت واثقا أيضا أنّ ثمن إزاحة نوري المالكي عن استحقاقه سيكون باهضا ومؤلما , وسيكون على حساب السيادة والإرادة الوطنية وحقوق المكوّن الشيعي , لكن وللأسف الشديد لم يكن لأحد أن يتصوّر أن يصل الإذعان والتخاذل والجبن لهذا المستوى وهذا الحد الذي يتم ّ فيه التخلي عن أبناء الشيعة الذين هبوّا لتلبية نداء المرجعية الدينية العليا في الجهاد وقتال أعداء الله والوطن والإنسانية , وتركهم لقمة سائغة لقصف طائرات التحالف الدوّلي بحجة القصف الخطأ , وعدم مساعدة المتواجدين في ساحات الجهاد والقتال وإيصال السلاح والعتاد والغذاء إليهم وتركهم محاصرين حتى نفاذ ذخيرتهم , ليتمّكنّ أبناء البغايا من أسرهم وقتلهم ورمي جثثهم في النهر بعد استعراضهم في شوارع الفلوجة وسط هلاهل وزغاريد بغايا جهاد النكاح وهتافات أبناء البغايا من داعش وبقايا البعث , فهذا أمر ينبغي التوّقف عنده بجدّية , فدماء أبناء شيعة العراق طاهرة ومقدّسة وهي ليست مجالا للمزايدات والمساومات السياسية , وكل قطرة دم شيعية تراق في غير مكانها لهي أطهر وأشرف من كل هذه الحكومة المنبطحة وهذا البرلمان المتواطئ , وهذه القيادات الذليلة والجبانة , فالقائد الذي يستقبل قتلة أبناء شعبه بالأحضان , الأولى أن يبصق في وجهه ويرمى بالأحذية , لا أن يمّجدّ ويستمرّ في قيادة التحالف الشيعي .
إنّ قيادة التحالف الوطني الشيعي وبعد هذه السلسلة من التنازلات المهينة والإذعان للإملاءات الأمريكية والابتزازات الكردية والسنيّة , أصبحت تشّكل خطرا على مستقبل شيعة العراق وحقوقهم , والذي يؤسف له أنّ هذه التخاذل والإذعان من قبل هذه القيادات يجري أمام أنظار المرجعية الدينية العليا التي باركت لهذه القيادات وسارت وراء شعاراتها الكاذبة والمخادعة بحكومة المقبولية الوطنية , إنّ ابناء شيعة العراق وأخص منهم حملة السلاح الذين لبوّا نداء المرجعية العليا في الجهاد والدفاع عن الوطن , مطالبون بوقفة جدّية بوجه هذا الإذعان والتخاذل والجبن , من خلال الدعوّة لاستبدال هذه القيادات الذليلة والجبانة , والدعوّة لإسقاط حكومة العبادي المتخاذلة , والدعوّة لإعلان الإقليم الشيعي بحدوده من سامراء وحتى الفاو , وترك داعشهم لهم وعصائبنا لنا , وليس من حق أي جهة أن تفرّط بدماء أبناء الشيعة بعد اليوم . |