• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يامالكي طيرطير هبت رياح التغيير ..امنيات حالمة وحماس غابت عنه خبرات المسنين .
                          • الكاتب : سعيد العذاري .

يامالكي طيرطير هبت رياح التغيير ..امنيات حالمة وحماس غابت عنه خبرات المسنين

   انكسر حاجز الخوف والحكومة ضعيفة ، وكتبنا دستور الجمهورية الاسلامية العراقية ، وشكّلنا مجلس قيادة الثورة .
    هذا ماقاله لي احد كوادر حزب الدعوة الاسلامية سنة 1979 بعد ان ازدحم مسجده بشباب من اهالي النجف ومنهم الشهيد عبد الخالق والاخ ابو هاشم زيني احد اعضاء مجلس محافظة النجف حاليا ، اعتبرت كلامه ضربا من الخيال وان كنت متحمسا في حينها لأقامة حكومة اسلامية عالمية ابتداءا بالعراق ؛ لأني اعيش في الواقع وارى اغلب الناس يناصرون احمد حسن البكر ظاهرا وهم غير مستعدين لنصرة حزب الدعوة الاسلامية قبل بروز اسمه  .
   ولم اتفاعل مع الشعارات المرفوعة بعد مجئ صدام (( ياصدام شيل ايدك جيش وشعب ميريدك )) لأن رافعي الشعار هم اقلية محدودة من شباب العراق في مقابل الملايين المؤيدة او المحايدة او غيرالمكترثة بكل شئ.
    ولم اشترك في اية تظاهرات لعلمي انها  ستنتهي باعتقال الناشطين ومن ثم اعدامهم وفراغ العراق منهم على الرغم من حماسي للتغيير ليس في العراق بل العالم اجمع ولو بعد حين.
    كان قادة الدعوة اغلبهم دون الاربعين وكانوا قليلي الخبرة  والهبت الثورة الايرانية فيهم الحماس فاندفعوا لرفع شعار اسقاط النظام .
     اقترحت على قيادة الدعوة عن طريق مسؤولي الشهيد مضر عبد المهدي زوين ان يخفوا فكرة اسقاط النظام من النشرات التي توزع علينا وان يبينوا انهم يريدون اصلاح الواقع العبادي والاخلاقي والاجتماعي  لكي لايعدم الداعية  بسبب نشرة ثقافية او سياسية ؛ وكان اقتراحي قبل صدور قرار اعدام الدعاة .
     تعلمت من السياسيين المسنين بان الحماس ليس وراءه الا الدماء مع اطلاعي على عدم استعداد اغلب العراقيين للعمل من اجل  معارضة النظام  او التعاطف مع المعارضة .
    وان سبب معرفتي بالواقع ناجمة عن عدم حصر علاقاتي بالمعارضين الذين يوحون بسقوط النظام باقرب وقت ولا محصورة بالبعثيين الذين يوحون ببقاء النظام للابد بل كانت علاقاتي مع جميع الشرائح على اختلاف افكارهم وانتماءاتهم واخلاقهم ، وكنت ارى ان النظام في مرحلة الشباب ومتى ما وصل لحد الشيخوخة سيموت ويسقط .
      وشعار الشباب (( يامالكي طير طيبر هبت رياح التغيير )) شعار حماسي  تنقصه خبرة المسنين .
--------------------------------------------------------
                             الحكومة العراقية لا زالت شابة
    مرحلة شباب الحكومة ناجمة عن انتخابها من ستين بالمئة من الشعب بدوافع طائفية وقومية ومناطقية وعشائرية وحزبية او ردود افعال  .
     ورحيل المالكي هو رحيل شخص لايؤثر رحيله في الاصلاح بل قد ياتي من هو اقل منه نزاهة واكثر منه فسادا
       وفساد الحكومة ليس فسادا محصورا بشخص بل انه فساد مؤسسة كاملة  ووزارات وبرلمان وهم باقون حتى وان اجريت انتخابات مبكرة فان الذين انتخبوهم سينتخبونهم مجددا او ينتخبون اخرين يشاكلونهم في البحث عن مصالحهم ، وهذا هو الواقع .
    فشعار الرحيل ليس موضوعيا ولا واقعيا وانما هو حماس شباب لهم امنيات مشروعة واحلام  ولكنها لاتتحقق في الواقع بمجرد شعار او صرخات صادقة تنطلق من حناجر قطاع من الشعب وليس الشعب كله .
      فالحكومة الان شابة وحينما تدخل مرحلة الكهولة والشيخوخة يكون سقوطها او موتها اسهل  لضعف عناصر القوة فيها وضعف المناعة ؛ والمقصود من الحكومة هي الحكومة الحالية واللاحقة بها لدورات قادمة ان كانت على شاكلتها
       وماحدث في تونس ومصر يختلف عن واقعنا فالحكومات هناك مضى عليها عشرون وثلاثون سنة ولولا وقوف الجيش على الحياد وضغط من امريكا والدول الاخرى لما انهارت الحكومة   .
     فرحيل الحكومة العراقية لم يحن اوانه .
   -------------------------------------------------
                          العوامل المتحكمة بالحكومة من حيث البقاء والرحيل

جعل الله تعالى للحياة الإنسانية سنناً ثابتة لا            تتبدل ولا تتغيّر ولا تختلف، فجعل النتائج تستتبع المقدمات، وجعلها حاكمة على حركة الناس، وهم متساوون أمامها دون فرق أو تمييز، فالله تعالى لا يغيّر ما بهم حتى يغيّروا ما بأنفسهم:(إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم).
             ومن السنن الثابتة التي يتساوي أمامها الناس جميعاً ، هي التمتع بالبركات والحرمان منها:(ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون).
وانّ الله تعالى يبتلي دون تمييز امة عن امة وقوم عن قوم ولون عن لون، لكي يعودوا إلى الإيمان به والاستقامة على منهجه،
    قال الإمام عليّ(ع):«إنّ الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات وحبس البركات وإغلاق خزائن الخيرات ليتوب تائب ويقلع مقلع ويتذكر متذكر ويزدجر مزدجر».
والناس متساوون في العقوبة الإلهية ان غيّروا حركة التاريخ المتوجهة نحو الكمال والسمو،
    قال تعالى:(إنّا منزلون على أهل هذه القرية رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون).
     وهو تعالى سيعين المستضعفين ويجعلهم قادة البشرية (( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين )
                   لابد من الايمان بان هناك قوة غيبية تتحكم بالحياة الانسانية ضمن قوانين وسنن فمالم تتهئ    نفوس الاغلبية العراقية للتغيير نحو الاصلح لايتغير شئ .
     وهناك قوى فاعلة تتحكم بالعراق على اختلافها في النوعية والكمية  ومنها :
          اولا : قوات الاحتلال فلها الامر والنهي والطول والحول تستطيع اسقاط الحكومة ان ارادت بساعات قلائل حيث تطوق قواتها المنطقة الخضراء وتنهي كل شئ ان عصت الحكومة طلبها بالاستقالة والا فتلفون واحد يسقطها ؛ او تحرك بقية الكتل لتطالب باسقاط الحكومة الحالية كما عملت مع الدكتور الجعفري حيث حركت كتلا عراقية فاصبح مطلب رفضه عراقيا وهو مطلب امريكي بالحقيقة .
          ثانيا : انصار رئيس الوزراء وباقي المسؤولين
      لا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان هناك عدد لايستهان به يناصر رئيس الوزراء او لايعارضه وهم الدعاة المنتمون حاليا واغلب المنقطعين وعوائل الشهداء السابقين والسجناء والعسكريين والشرطة الذين عينهم المالكي ومن حصلوا على تقاعد بقرار الدمج اضافة الى الموظفين من اصحاب الرواتب العالية وهؤلاء لايعارضون المالكي ان لم يؤيدوه ، وهناك اغلبية صامتة لايهمها مايجري ولافرق لديها بين رئيس واخر ، اضافة الى عدد كبير يؤيد المالكي بدوافع طائفية وان لم يكونوا موالين له.
     وانصار بقية المسؤولين يناصرون الحكومة تبعا لهم ومصيرهم مرتبط ببقاء الحكومة فلا يطالبون برحيلها .
   وانا ارى ان القوات العسكرية مطيعة للحكومة مادامت قوية وستتخلى عنها في حالة ضعفها اما الان فهي مستعدة لقتل اي معارض ان اصدرت الحكومة  امرا بقتله وان كان المعارض رسول الله او احد الخلفاء الراشدين او الحسين او طفله الرضيع .
     ثالثا : القيادات الدينية
وهي قوى مؤثرة وفاعلة فراي واحد منها او اشارة واحدة تقلب الموازين وتجعل الحكومة في موقف محرج يفوق شعارات الشباب في ساحة التحرير بالاف المرات ، وهي الان لا تريد لحكومة المالكي ان تسقط  او لاتتدخل في معارضتها ولكي لا اصادر الراي اقصد القيادات الشيعية .    
رابعا :التيار الصدري
   وهو تيار كبير وفاعل في الساحة وبدأ يستقطب شبابا جدد دون العشرين مندفعين ذاتيا لطاعة اي امر موجها لهم ويتعاطف معهم الكثير من الناقمين على الوضع القائم خلافا للسنين السابقة
وقد حدث تغيير واضح المعالم في مرحلتنا الراهنة مقارنة بعام 2004 حينما قررت قوات الاحتلال تصفية المقاومة المسلحة او التيارات التي تعد القوة للمقاومة .
طرأ تغيير كبير على افكار العراقيين تجاه الاحتلال وتجاه المقاومةوعلى عواطفهم ومشاعرهم ومواقفهم .
وكان العراقيون يأملون في واقع جديد يتنفسون فيه الصعداء بعد ان انهكتهم الحروب والملاحقة والمطاردة والاعدامات والحصار الاقتصادي ، وكانوا يأملون تغير الاوضاع ليصبح العراق دولة متطورة كالدول الخليجية يتنعم فيها المواطنون بالعمران والرفاهية اضافة الى الديمقراطية والحرية .
وكانوا يأملون بالحركات والشخصيات المعارضة سابقا خيرا للنهوض بالواقع العراقي نهضة شاملة في جميع المجالات ليحققوا لهم الحرية والسعادة والرفاهية والأمن والاستقرار ،
وقد حدثت المعارك في تلك المرحلة في اجواء هذه الافكار والامال والطموحات وفي اجواء انتظار منح السيادة من قبل المحتلين للعراقيين في 30 حزيران من العام نفسه؛ وفي حينها واجه جيش المهدي وبقية تيارات المقاومةانتقادات واسعة وحملات اعلامية ظالمة من قبل اغلب التيارات السياسية والقيادات الدينية بالاعتراض على اصل المقاومة وعلى اساليبها وعلى افرادها ، وساهموا في اضعاف معنويات بعض المقاومين واقناعهم بالتخلي عن المقاومة بشتى الطرق والوسائل ، وتعاون البعض مع قوات الاحتلال في ايصال المعلومات وبث الاشاعات وتوهين عزيمة المقاومين بالضرب على اوتار الشرعية واراقة الدماء.
وكان العراقيون يأملون بالانتخابات خيرا لتحقق لهم كل مايصبون اليه من حكومة منتخبة شعبيا ، الا ان امالهم ذهبت ادراج الرياح فالامن ازداد سوءا بالقتل والخطف وتصفية العلماء والعقول واثارة الفتنة الطائفية ونقص الخدمات وخصوصا الكهرباء وتدهور الزراعة والصناعة الوطنية حتى اصبح العراق بلدا مستوردا اضافة الى كثرة وتزايد العاطلين عن العمل .
والانكى من ذلك الرواتب والامتيازات التي صوت عليها البرلمان لصالحه وصالح الرئاسات الثلاث اضافة الى السرقات والفساد الحكومي الاداري والاقتصادي وتوزيع المناصب والوظائف على اساس المحسوبية والمنسوبية والرشاوى التي امتدت الى جميع الدوائر .
وانعكس الاحباط على حجم المشاركة في الانتخابات الاخيرة حيث شارك فيها 60 % من العراقيين ان صحت التقارير ، وهذا دليل على ان 40% من المؤهلين للمشاركة يعارضون العملية السياسية وعلى راسها الاحتلال ، وهناك الكثير من المشاركين شاركوا بدوافع قبلية او قومية او طائفية وان كانوا لايؤمنون بالعملية السياسية .
وفي مرحلتنا الراهنة ازدادت الهوة بين الكثير من  العراقيين والحكومة وضعفت او انعدمت الثقة وازداد الغضب والنقمة وروح المعارضة .
ولذا حصلوا على تأييد واسع من قبل قطعات كثيرة من العراقيين وخصوصا الشباب الذين انخرطوا في صفوف الممهدين والمناصرين وشاركوا في البرامج الثقافية والفكرية ووجدوا رعاية معنوية بتكريمهم وتقديرهم واستيعاب قدراتهم الفكرية والثقافية والفنية.
    وقد منح التيار الصدري على لسان قائده السيد مقتدى الصدر الحكومة ستة اشهر لأصلاح الامور ، فادنى مايعمله هو التظاهرات ثم جمع التواقيع لاستبدال المسؤولين
خامسا : أنصار ايران داخل العراق
    لأيران _ قيادة دينية او سياسية -- انصار لايستهان بعددهم فبعضهم يناصرها عن قناعة عقائدية وهم عدد كبير ومؤثر من  علماء وخطباء وطلاب علوم دينية وعموم المواطنين وهناك من يناصرها لمصلحة شخصية له ولفئته او منظمته ، وهؤلاء في المرحلة الراهنة يؤيدون بقاء المالكي .
    سادسا : المعارضون الباقون وهم فصائل المقاومة بمختلف الوانها ، والارهابيون  المرتبطون بقوات الاحتلال بالتنسيق مع دولهم الذين ينفذون محططات المحتلين في البقاء تحت ذريعة الارهاب ، والبعثيون .
      وهؤلاء لم يشاركوا في تظاهرات ساحة التحرير .
واخيرا اقول لشباب ساحة التحرير ولبرلمان ساحة التحرير
اكتفوا بشعار الاهتمام بالخدمات ومحاسبة المقصرين والمفسدين والتقليل من رواتب المسؤولين واقالة فلان المحافظ او المسؤول والمطالبة باخراج السجناء الابرياء وعلاج مشكلة مئات الالاف من الخريجين العاطلين عن العمل .
وبهذا تستطيعون تعبئة اكبر عدد ا من المتحمسين وسيؤيدكم حتى اتباع الحكومة لأنهم يرون واقعية المطاليب واحقيتها وتتجنبون وسائل الاعلام التي تتهمكم بالانسياق وراء البعث او الدول المجاورة مما يضعف التعاطف معكم.
اما المطالبة برحيل المالكي فلا تستعجلوا به فلم يحن اوانه وتذهب شعاراتكم ادراج الرياح ، وليكن الشعار مطلبا واقعيا يمكن تحقيقه وليس تنفيسا عن الالم الداخلي فقط .

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5221
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28