• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح246 سورة المؤمنون الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح246 سورة المؤمنون الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ{12}
تبين الآية الكريمة مؤكدة (  وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ ) , ان الله تعالى خلق الانسان , (  مِن سُلَالَةٍ ) , صفو الطعام والشراب , (  مِّن طِينٍ ) , واصل الطعام من طين .     

ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ{13}
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها (  ثُمَّ جَعَلْنَاهُ ) , ذرية ادم "ع" , (  نُطْفَةً ) , مني , { أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى } القيامة37 , (  فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ) , صلب الرجل ورحم المرأة .    

ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ{14}
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها , مبينة مراحل خلق ونمو الانسان , (  ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ) , النطفة تتحول الى دم , (  فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ) , ثم يتحول الدم الى مضغة , وهي استعارة لحجمها بالمقدار الذي يمكن ان يمضغه الانسان من اللحم , (  فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً ) , بعد المضغة تأتي مرحلة نمو العظام , (  فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ) , تأتي بعدها مباشرة مرحلة اكساء العظام باللحم , (  ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَر ) , يشير اكثر المفسرون الى انها عملية نفخ الروح فيه , فيتحول الى مخلوق "انسان" متكامل الخلقة , (  فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) , الله تعالى هو الخالق , فهل هناك خالقين سواه جل وعلا ؟ , اجاب على مثل هذا السؤال الامام علي بن موسى الرضا "ع" حين سئل عن ذلك فقال ( إن الله تبارك وتعالى قال تبارك الله أحسن الخالقين وقد أخبر أن في عباده خالقين وغير خالقين منهم عيسى بن مريم خلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله والسامري خلق لهم عجلا جسدا له خوار ) . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .         

ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ{15}
تستمر الآية الكريمة مبينة المصير الحتمي لكل المخلوقات والاشياء الاخرى ( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ   
) , ثم انكم بعد كافة مراحل الخلق  وتمام النمو ومختلف اطوار الحياة , (  لَمَيِّتُونَ ) , لابد ان يقع عليكم الموت , { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ }الرحمن26 .  

ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ{16}
تستمر الآية الكريمة مبينة (  ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) , لا تنتهي قصة الانسان بموته , بل هناك يوما موعود , (  تُبْعَثُونَ ) , يبدأ هذا اليوم بمرحلة البعث من الموت .   

وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ{17}
تضيف الآية الكريمة (  وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ ) , اجمع المفسرون على انها السماوات السبع , لكنهم اختلفوا عن سبب تسميتها بالطرائق , فمنهم من قال :   
1-    جمع طريقة لأنها طرق الملائكة . "تفسير الجلالين للسيوطي" .
2-    قيل سماها طرائق لأنها طورق بعضها فوق بعض مطارقة النعل وكل ما فوقه مثله وهو طريقه . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .         
(  وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ ) , مع ان هناك سماوات سبع , لن يغفل الله تعالى عن الخلق تحتها , ثم انه عز وجل امسكها , كي لا تقع على الخلائق فتفنيها , كآية اخرى من آيات قدرته جل وعلا .   

وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ{18}
تسلط الآية الكريمة الضوء على موارد المطر (  وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ ) , هيأ الباري جل وعلا اسباب نزول المطر , بالقدر الكافي لنمو النبات وحياة الحيوان , (  فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ) , على شكل بحار وانهار , (  وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ) , يؤكد النص المبارك ان الله تعالى قادر على انزال الماء واستقراره في الارض , فهو عز وجل قادر ايضا على ازالته .   

فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ{19}
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها (  فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ ) , انشأ الله تعالى لكم بهذا الماء , (  جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ) , بساتين مختلفة من النخيل والعنب , (  لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ ) , مختلفة الاصناف والاشكال , الالوان والمذاق , (  وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) , من كل فاكهة في موسمها .      

وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ{20}
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها (  وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء ) , الشجرة شجرة الزيتون , وسيناء جبل معروف , يسمى عادة الجبل الذي تنبت عليه اشجار الزيتون بـ "طور سيناء" او "طور سينين" , (  تَنبُتُ بِالدُّهْنِ ) , يستخرج من ثمار شجرة الزيتون زيت مبارك , نافع للغذاء والسراج وكذلك للعلاج , (  وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ ) , وايضا يغمس فيه الخبز ليأكل منه .       
( عن النبي صلى الله عليه وآله إنه قال الزيت شجرة مباركة فائتدموا به وادهنوا ) . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .         

وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ{21}
تنعطف الآية الكريمة لتسلط الضوء على جانب اخر (  وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ) , يا بني ادم ان لكم في خلق الانعام "الابل والبقر والغنم ...الخ" عبرة وعظة , حيث :
1-    (  نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا ) : البانها .
2-    (  وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ ) : جلودها واصوافها ووبرها وشعرها ... الخ .
3-    (  وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) : من لحهما .     
يضاف الى كل ذلك , ان الله تعالى سخرها وذللها لتكون منقادة طيعة للإنسان .

وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ{22}
تنعطف الآية الكريمة لتضيف (  وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ) , اي تحملون على الابل , فقد عرف عنها انها سفن الصحراء , كما تحملكم السفن في البحر .  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=53992
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28