• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : يوميات ابو دعدوش ... ح2 .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

يوميات ابو دعدوش ... ح2

اليوم الرابع 
في خطبة الجمعة , اسهب ابو دعدوش في الحديث عن ضرورة مساهمة المرأة المسلمة في توفير الراحة للمجاهدين , الذين يقاتلون من اجل الاسلام ومن اجل خلافته , ومنها المناكحة الشرعية , وأكد للنساء انهن سينالن الثواب والاجر الجزيل , انتهت الخطبة ومضى الى البيت . 
في البيت , صعد الى سطح المنزل , يسترق النظر الى الشارع , فابتسم , حين رأى الفتيات تتسابق الى مراكز الجهاد النكحي , بغية الاجر والثواب , تناول هاتفه النقال واتصل بأحد ما , قال له ضاحكا مستبشرا :      
- الامور تسير حسب الخطة ! . 
فجأة , ومن دون سابق انذار , اختفت بسمته , امتقع لونه , استشاط غضبا , عندما رأى ابنته دعدشه تسابق رفيقاتها الى ما دعا اليه ابيها , بهمة ونشاط , بمرح وسرور , وسعادة بالغة ! . 
 
***************** 
اليوم الخامس 
بعد صلاة العشاء تسلق ابو دعدوش المنبر ليكلم الحضور بأمر هام , حمد الله واثنى عليه وقال مبشرا مستبشرا :
- وصلنا الان الى مرحلة دعشنة المرحلة ...
لم يكمل كلامه , فقد نهض احدهم  ليصرخ  بأعلى صوته :
- تدعيش ! . 
رد الحضور بأصوات مرتفعة اهتزت لها الجدران :
- داعش ... داعش ! .
- تدعيش ! , 
- داعش ... داعش ! .
بعد ان هدأت الاصوات , جلس الجميع في اماكنهم , اكمل ابو دعدوش كلامه , كان احد الجالسين ينظر اليه ويقول : 
- ما اعظمك يا ابو دعدوش ! . 
يرددها كثيرا , بينما كان الشخص اللصيق له يستمع اليه وينظر الى ابي دعدوش فقال : 
- اريد ان اكون رجلا عظيما ! . 
سمعه فرد عليه : 
- يقولون ان وراء كل رجل عظيم امرأة ! . 
- هكذا اذا ! .
ثم نظر الى المداعشات في الجهة الاخرى , وقعت انظاره على رفيقته وقال : 
- انا ورائي امرأة ! . 
حالما فرغ ابو دعدوش من كلامه , طلب حضور ذينك الشخصين , قال لهما : 
- عما كنتما تتحدثان اثناء خطبتي ؟ . 
اخبراه بما دار بينهما من حديث , فتقدم ابو دعدوش للذي يريد ان يكون عظيما فقال له : 
- ان كنت تريد ان تكون عظيما فاكتفي برفيقتك المداعشة ... اما اذا كنت تريد ان تساويني في عظمتي فأنا ورائي خمسون امرأة ... ينبغي ان يكون لك مثلها ... اما ان كنت تريد ان تكون اعظم مني .. فينبغي ان يكون لك اكثر من ذلك ! . 
- فهمت يا اميري العظيم ! .  
كان السكون مطبقا , فاستطاع الجميع ان يسمع كلامهما , اثناء ذلك نهضت دعدشة متوجهة نوحهما , حتى وصلت الى مسافة داعشية منهما , وقفت متمايلة بجسدها , دافعة صدرها نحو الامام , رافعة رأسها الى السقف وضعت كلتا يديها على جانبيها , لتقول بصوت مرتفع , ملئه الكبرياء والانفة  :  
- أبي ... أريد ان اكون امرأة عظيمة !! .
 
**************** 
اليوم السادس 
ركنت سيارة المداعشين امام بيت ابو دعدوش , ترجلت دعدشة وهي تقهقه ويقهقه لقهقهتا المداعشين , التفتت نحوهم  , صرخت فيهم :  
- تدعيش ! .
اجابوها بصوت عال : 
- داعش ... داعش ! . 
- تدعيش ! .
- داعش ... داعش ! .
تركتهم لتدخل البيت , لاحظت جلوس دعدوش في الحديقة , شارد الذهن والافكار , اقبلت نحوه باستغراب سألته :   
- ما بك ... لماذا انت هكذا ؟ .
- اتركيني يا دعدشة اريد ان اختلي بنفسي قليلا . 
- الا ينبغي لك ان تكون مع المداعشين في مثل هذا الوقت ؟ . 
- لقد عدت للتو من فترة مداعشتي ... والان اريد ان افكر قليلا . 
- داعشني في افكارك اذا ! . 
- لا تداعشيني في مداعشاتي الفكرية .
- بل سوف افعل ... هيا اخبرني اين وصلت في مداعشاتك ؟ . 
- كنت اقول لنفسي لماذا نحن هكذا ... نشهر السلاح بوجه العالم ... نخيرهم بين ان يكونوا دواعش .. فيسلموا من اذانا ... او يرفضوا .. عندها يكونون كفارا .. فتعمل فيهم سكاكيننا وقنابلنا ... وماذا سننتظر منهم بالمقابل ... ان يسلموننا رقابهم ام انهم سوف يتصدون لنا ويواجهون عددنا بأعدادهم وسلاحنا بسلاحهم وسكاكيننا بسكاكينهم ... فتكون الحرب ! .
- انه الجهاد ... يجب ان ندعشن الجميع والا فلنطهر الارض منهم بالقتل حتى نفنيهم عن بكرة ابيهم . 
- ان هؤلاء الذين تخيرينهم بين التدعيش او القتل كانوا بالأمس خير اصدقاء لنا ... خير جيران ... خير احباب ... لم يسيئوا لنا ولم يجبروننا على اعتناق اديانهم ومذاهبهم .. ولم يفرضوا علينا جزية او أي ضريبة ... رغم قلة عددنا  فيهم ... فلماذا لا نجازيهم بالمثل ؟ ! . 
- ماذا ... أتريدنا ان نحابي ونجامل الكفار ؟ ! . 
- وماذا عن السلام والطرق السلمية لنشر دعشتنا ؟ . 
- لا سلم ولا سلام مع الكفار ولنجاهدنهم حتى يتدعشنوا او يدفعوا الجزية وهم صاغرون ! . 
- الى متى سوف نجاهد الكفار ؟ .
- باب الجهاد مفتوح لا يغلق يوما من الايام . 
- في الجهاد سنخسر انفسنا .. اخوتنا .. احبتنا .. اصدقاءنا ... اما السلام سوف يحفظ الجميع .. الارواح والاموال والممتلكات .         
- قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار . 
- أتظنين ان من يقتل منا سوف يدخل الجنة .. وقد كان سببا في ضياع الامان واضطراب الناس بين مقتول ومعاق .. بين فاقد ومفقود .. بينما الاسلام دين السلام والرحمة . 
ظهرت عليها علامات عدم الرضا , تململت , تضجرت , ثم نهضت تروم المغادرة , فأردف دعدوش قائلا :  
- لو سالمناهم لسالمونا ! . 
لم تتمالك نفسها من الغضب , فردت عليه : 
- النكاح ... اقصد الجهاد سيستمر حتى اخر كافر على المعمورة ! . 
 
*************** يتبع



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=54235
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18