لا شك هناك خلاف وصراع وتنافس بين اليسار واليمين وكل طرف يتهم الاخر بكل ما يحدث من سلبيات ومفاسد وتخلف وحتى صراعات دموية وما تحل في البلاد من كوارث ومصائب
وكما اليسار يتكون من مجموعات و قوى مختلفة ومتنوعة كذلك اليمين يتكون من مجموعات وقوى مختلفة ومتنوعة ولو دققنا ونظرنا للواقع نظرة موضوعية لاتضح لنا ان السبب في كل ماحدث من سلبيات ومن كوارث ومصائب نتيجة لأخطاء وتصرفات بعض المجموعات التي حسبت نفسها على اليسار فاي موقف خاطئ غير مدروس او تصرف غير عقلاني من قبل هذه القوى خاصة في مثل الشعب العراقي يحسب على كل اليسار وبالتالي يقلل من شعبيته ومن سمعته ويشل حركته
لا شك قد تهيأت للقوى اليسارية فرصة بعد التغيير الذي حدث في العراق في عام 2003 للعمل كان من الممكن ان يكون له دور مهم وفعال في المساهمة في بناء الوطن وتحقيق مستقبل وطموحات الشعب لو وحدت نفسها وانطلقت من واقع المجتمع وظروفه وتخلت عن مصالحها الخاصة
فلو درسنا اوضاع هاتين المجموعتين ولنبدأ بالجموعة الاولى اي المجموعة التي يطلق عليها اليمين الرجعية المتخلفة التي هدفها مصالحها الخاصة التي صنعها الواقع ونتاج الظروف الموضوعية فهذه القوى من الطبيعي ان تحافظ على تلك الظروف وذلك الواقع وتحميه وتدافع عنه بكل الوسائل والتصدي بقوة لاي جهة تحاول وتعمل على تغيير الواقع وتجديده وتبديل الظروف وهذا موقف طبيعي ومقبول من قبل المجتمع بشكل عام وكثير ما تنال هذه المجموعة اوبعضها التأييد الكبير من قبل الجماهير العريضة والواسعة
ولو عدنا الى المجموعة الثانية اي المجموعة التي يطلق عليها اليسار التقدمية و التي افرزها وخلقها التطور التغيير التجديد الذي بدأ في حياة الانسان وخاصة المعيشية والثقافية والتي نسميها القوى الديمقراطية واليسارية والعلمانية وقوى اخرى قريبة منها فكان المفروض بهذه القوى جميعا الوحدة اولاودراسة الوضع دراسة منهجية عقلانية وتحدد كيفية الانطلاق وما هي القوى التي تقترب منها وما هي القوى التي تكون حذرة منها وتنزل الى الناس وتكون معهم في كل اوضاعهم وحالاتهم وتنطلق من واقعهم بدون ان تصطدم بثوابتهم الاساسية فالتغيير والتطور يحدث بالتدريج ويتوقف بالدرجة الاولى على وعي وصبر وتضحية القوى الداعية للتغيير والتجديد فالشعب العراقي بشكل عام في المرحلة الابتدائية فلا بد من فهم وضعه ومراعات حالاته العقلية والعقائدية لهذا فالكوارث والمصائب التي لحقت بالشعب والوطن وخيبة الامل التي اصابته كان بسبب القوى الديمقراطية واليسارية والعلمانية وليس بسبب القوى المعادية لها
فكان المفروض بهذه القوى اي القوى اليسارية والديمقرطية والعلمانية بعد التغيير بعد التحرير الذي حدث في العراق عام 2003 ان تتخذ الاجراءات التالية
اولا ان تتوحد جميعها في تيار واحد وتتحرك وفق خطة برنامج واحد منطلقة من خدمة الشعب متجاهلة كل المصالح الخاصة والمنافع الفئوية
ثانيا ان يضم هذا التيار كل العراقيين بكل الوانهم واطيافهم عربا كردا تركمان سريان شبك مسلمين مسيحين صابئة سنة شيعة وكل من يؤمن بالديمقراطية ويسعى لبناء عراقي ديمقراطي تعددي موحد
ثالثا تكون مهمة هذا التيار الاولى والوحيدة في هذا الوقت هي ترسيخ الديمقراطية ودعمها في كل المجالات حتى لو ادى ذلك الى التضحية بالاستحقاق الانتخابي الخاص بكم
رابعا ان يكون قرب اوبعد التيار من القوى الاخرى من خلال قرب او بعد تلك القوى من الديمقراطية الدستور العملية السياسية
خامسا تحاول ان تكسب ود والتقرب من القوى الاسلامية خاصة القوى القريبة منها وحتى التحالف معها وبهذا كسبت مجموعة من الاسلام السياسي ومن الممكن ان تقف معها في مواجهة بعض الاطراف الاسلامية المتشددة والتي تناصبها العداء والتي لا تقبل بوجودها من اكبر الاخطاء ان تعادي كل المجموعات الاسلامية
سادسا التخلي عن الافكار والمواقف القديمة وهو رفض الجميع ومحاربة الجميع والتغني بالمقاومة والكفاح المسلم والانقلابات العسكرية والثورة والثوار حيث اثبتت فشلها وعقمها وكانت وباء على المجموعات التي دعت اليها وعلى الشعوب نفسها واعتقد هذه الحقيقة واضحة ولا تحتاج الى دليل
لا شك ان بعض القوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية سارت في هذا الاتجاه ونهجت هذا المنهج ودعت الى ذلك الا ان المؤسف والمؤلم لم تجد هذه الدعوة قبولا من قبل الكثير من هذه المجموعات بل ردت بقوة داعية الى القتال الى حمل السلاح رغم انهم لا يمثلون شي ولا يعرفهم احد كل خمسة ستة اقامت لها حزب وانشأت لها تيار واخذ كل واحد يزأر معتقدا انه اسد رغم انه ليس فارة بل دون النملة امثال سعدي يوسف وعزيز الحاج واخرين لم نعرف عنهم اي شي فاتهموا القوى التي دعت الى وحدة اليسار وعشاق الديمقراطية والعمل معا لبناء العراق الديمقراطي عراق القانون بالعمالة والخيانة والجبن ودعوا الى الثورة الى الكفاح المسلح واثبتت الايام ان هؤلاء مجموعات مأجورة تنفذ مخططات اعداء العراق تحركهم المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية الممولة والمدعومة من قبل ال سعود لمنع العراقيين من السير في طريق الديمقراطية فهذا سعدي يوسف يتهم العراق انه فارسي والعراقيين فرس وقرر تمزيق الجنسية العراقية والتجنس بالجنسة المصرية لان مصر عربية لا يدري ان مصر اكثر عجمة من العراق كما ان عزيز الحاج اصبح بوقا لال سعود والمجموعات الوهابية والصدامية لانها دعت الى ذبح العراقيين وهكذا اتضح ان كل هذه المجموعات هي دكانين مأجورة
ونسمع اخر اسمه نزار رهك من اتباع هذه الجوقة المأجورة والتي مهمتها افشال العملية الديمقراطية في العراق والعودة الى الدكتاتورية وعودة حكم الفرد الواحد حيث اطلق على المجموعات الوهابية والصدامية التي كلفت من قبل ال سعود بذبح العراقيين بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وسبي العراقيات اسم المقاومة الشريفة في الوقت نفسه يتهم الشعب العراقي وقواه في العمالة والخيانة والفارسية المجوسية
كما انه يؤكد على انه مع سعدي يوسف في ذبح العراقيين العجم وتدمير العراق الفارسي لكن سعدي يوسف تخلى عن العراق العجمي ورحل ليت السيد رهك يتخلى عن العراق كسيده ويبحث عن وطن عربي وليت كل الذين على شاكلتهم يتخلوا عن العراق الفارسي ويرحلوا ويبحثوا عن بلد عربي انهم سبب مأساتنا ومصائبنا
فهؤلاء هم الذين دمروا وذبحوا اليسار وجعلوا من انفسهم معول هدام في كيان اليسار والتيار الديمقراطي وهؤلاء هم السبب في كل مصائب الشعب العراقي وما حل به من تخلف وعنف وفساد نتيجة لتصرفاتهم وشعاراتهم الغير عقلانية والغير موضوعية مستهدفة الاساءة الى اليسار والتيار الديمقراطي ومن ثم عزله وضعفه وانهائه