• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : خراب العقلية العراقي .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

خراب العقلية العراقي

عقلية الشعب وثقافته , تلعب دوراً فعالاً وحاسماً , في استقرار  وتطوير البلاد , ويضع المسار السياسي على سكته السالكة الى الصواب والسلامة , وتزيد من تنوير وعيه ونضجه وادراكه بكل الامور الحياتية  , بحيث يكون قادراً على فرز الغث والسمين , مثل اخراج الشعرة من العجين , ويدفع البلاد بقوة الى انتهاج  المسار الديموقراطي بشكل حقيقي , لا زيف ولا غش ولااحتيال وتلاعب , وتجارب الشعوب التي اختارت الطريق الديموقراطي قولاً وفعلاً ماثلة للعيان  ,  حيث تخلصت من امور كثيرة تعيق تطورها واستقرارها , بذلك اثمرت في تحقيق القانون العادل وقانون براءة الذمة الذي يعرف من اين لك هذا ؟ , اضافة الى تحقيق الحياة والعيش الكريم , ودعم  جهودها في توفير الخدمات الاساسية التي تشمل جميع نواحي الحياة , من توفير الخدمات البلدية والتعلمية والصحية والاجتماعية , وفي مقدمتها , ضمان الرعاية الاجتماعية والصحية , ويصبح الوطن مشاع وملك للجميع , والمواطنين لهم الحق والمشروعية في العيش والاستقرار والعمل , في اية بقعة من الوطن , ويصبح الاخاء والتعايش اولى ابجدية المواطن . اما العكس ذلك  فتكون مسارات الوطن تتجه الى الانحدار الخطير  , الذي يدفع فاتورة ضريبته المواطن البريء , لذا فان مقومات التي اصابت العراق وقصمت ظهره  . هي التعصب والطائفية والجهل والغباء والسذاجة  , تكرسها ثقافة فاقدة البصر والبصيرة , فيقع المواطن  ضحية وكبش فداء ,  لاطماع وطموحات عدوانية تمزق جسد الوطن , ولهذا صار العراقي  لعبة ودمية تحركها ايادي منافقة وانتهازية ووصولية وجشعة وانانية  , تسلقت على اكتافه الى مراكز النفوذ والسلطة والمال , ان  داء مرض العصبية والتعصب والطائفية , والانغلاق الفكري  وجمود العقلي . دفعت المواطن ان يقع فريسة عمى الالوان بحيث  اصبح لا يقرق بين الغث والسمين , وبسهولة تامة سيطرت عليه , فئة سياسية , ليس لها شاغل سوى ابتلاع البلاد والعباد بالفساد المالي  , والشعب  تخنقه امراض النعرات الطائفية والفتن , التي يروج لها المأجورين والمرتزقة المدفوعي الثمن , بذلك وقع العراق في اتون  الخراب والحرائق المشتعلة بالتناحر الدموي , بحيث  المواطن العراقي صار  يجعل الطائفة فوق العراق , بذلك سمح لنفسه ان ينقاد  وينحر كالنعاج  ,  ان فقدان الوعي السياسي والثقافي , شطبت سمات التسامح والتعايش من مفردات اللغوية  , وبات يشعر  ان العراق ملك وطابو الى طائفته التي ينتمي اليها  تحدياً وليس الى الطوائف الاخرى  , ولايحق للطوائف ان يكون لها حصة في تقاسم  الوطن , باعتبار طائفته هي طائفة الله المختارة , وينسى ويتناسى بان العراق ملك لكل طوائفه التي تشكل نسيجه الوطني  . لذلك فسح المجال وفتح الابواب لدخول حيتان الفساد المالي , ان تنهب وتسرق وتختلس اموال الدولة , بحجة ان هؤلاء القادة السياسيين هم انصار طائفته و يدافعون عن  الاخطار التي تحيق بها , فهم فوق القانون والمراقبة  والمحاسبة والعقاب  , بذلك كبرت الجراح  بسفك الدماء بالمذابح والمجازر الدموية , وبات  العراق ساحة صراع تتقاتل عليه الاطماع الاقليمية والاجنبية  العدوانية , كما الحال الحاصل الآن .   وتحول مصيره الى مسار الخطر الجسيم , ولا يمكن التخلص من هذه الآفات الضارة  والخطيرة والمدمرة , إلا بأستيقاظ العقل بالبصر والبصيرة , وزيادة مساحات الوعي السياسي والثقافي والاجتماعي والاخلاقي , بان ينعش سمات التسامح والتعايش , ويضيق مساحات التصرفات الطائشة التي تعمق الشرخ الطائفي , وان يدرك بان كل الطوائف الدينية , متساوين في الحقوق والمواطنة , ان عقلية الانسان العراقي باتت  منخورة بالتعصب الطائفي والتطرف والانتقام والحقد الاعمى والكراهية , بحيث لايسمح بصراع الثقافات والافكار سلمياً , لايسمح بالرأي المعارض , لكنه يسمح بالتطاول على الطوائف الاخرى جزافاً  , ويسمح لنفسه ان يكون عجينة لينة تقاد الى النعرات  الطائفية , ولا يسمح بتواصل حوار الطوائف والاديان سلمياً , لايحترم الرأي الاخر , يسمح لعقلية التسلط والاستبداد وعبدة الدينار والدولار  , يسمح بارتكاب المجازر والمذابح بالطوائف الاخرى , في حين ينسى الشاغل الاول , ان يكون رقيب وحسيب ومدقق  ومنتقد لكل تصرف اهوج لايخدم الوطن من  القادة السياسيين , الذين جهدهم الاول انصب على  السرقة والاحتيال , ينسى ان يكون عين باصرة وعقل بصير بما ينتهك بحق الوطن من فضائح واجرام وارهاب , لذلك يجب اعادة بناء العقلية العراقية نحو التعقل والحكمة  والنضج والادراك بالوعي السياسي والثقافي , وان يعلم ويعرف بانه لايمكن للعراق ان يخرج من دائرة العتمة والازمة والظلام والخطر  , إلا بكنس وتنظيف ثقافة الحقد والانتقام , وان يدرك لابد العيش بسلام مع الطوائف الاخرى , ان يملك ناصية الفرز والتفريق بين الغث والسمين , لابد ان يفهم لايمكن ان يستمر جريان الدم دون انقطاع , .  ان النار وجحيم الذي يخنق العراق , يعود بالدرجة الاولى الى  سؤ اختيار  القادة السياسيين , دون معايير نزيهة 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=55123
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12