• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العلمانيةSecularism .
                          • الكاتب : د . حميد حسون بجية .

العلمانيةSecularism

العلمانيةSecularism
             العَلْمانِيَّة ـ بفتح العين ـ مشتقة من كلمة يونانية تعني(شعب)، وهي
ضد(الكهنة)، وبعدها استخدمت لتدل على القضايا الشعبية او الدنيوية نقيضا للكهنوتية
او الدينية.ويقول البعض انها ترجمة غير دقيقة، وان كلمة(الدنيوية)ربما تكون على قدر
كبير من الدقة للتعبير عنها.

        يقصد بالعلمانية أمران: النزوع الى الاهتمام بالشؤون الدنيوية او العلمنة
أي نزع الصفة الدينية عن نشاط من النشاطات أو مؤسسة من المؤسسات(موسوعة المورد،
1998| المجلد التاسع: 17). او انها تعني "فصل الدينوالمعتقدات الدينية عن السياسة
والحياة العامة، وعدم إجبار الكل على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين
لأسباب ذاتية غير موضوعية"(موسوعة وكيبيديا). بدأت الحركة العلمانية في عصر النهضة
Renaissance في اوروبا. وكنت ردة فعل لما شهدته اوروبا في القرون الوسطى من نفوذ
ديني للكنيسة نابع من فكرة كون الانسان والارض ماخوذين بخطيئة ادم، وبذلك فالامر لا
يقتضي منا الا الازدراء. ونتيجة لما شهده عصر النهضة من نشاط يبعث على الابتهاج
والفتنة، وما لحق ذلك من مكاسب مادية، وجد العاملون في هذا الحقل انفسهم في تناقض
مع تعاليم الكنيسة. ولما حاولت الكنيسة تلافي ذلك بفرضها تعاليمها على الجميع، تمرد
الناس عليها، متخذين من العلمانية طريقا لهم. فسعوا الى تحرير ما يقومون به من
نشاطات من هيمنة الكنيسة ورجال الدين. فالعلمانية لا تنهى عن اتباع دين معين، بل
انها تنادى فقط بأن يتم فصل الدين عن السياسة والدولة، وبأن تكون الأديان على
المستوى الشخصي: اي بين الإنسان وربه.
  بيد ان العلمانية لم تتخذ شكلها الفلسفي النظامي الا في منتصف القرن التاسع عشر،
فكان على راس ما نادت به حرية الفكر وحرية مناقشة مسائل مهمة من قبيل الوجود و وجود
الخالق وخلود الروح والالتزامات الاخلاقية وغيرها.
مراحل العلمانية: تنقسم العلمانية الى ثلاث مراحل:
مرحلة التحديث: ومن مزايا هذه المرحلة سيطرة النفعية على كل مناحي الحياة. ويكمن
السبب في زيادة الانتاج التي اعتبرت الهدف الاساس من الوجود. وبذلك برزت الدول
القومية العلمانية في تلك البلدان ونشأ الاستعمار في خارجها. وكل ذلك من اجل زيادة
الانتاج. اما الفلسفة التي استندت عليها فكانت المادية التي تؤمن بالعلم والتقنية
المنفصلين عن قيمتهما، مما ادى الى ظهور النظريات المادية التي ادت بدورها الى تآكل
الاسرة.
مرحلة الحداثة: وهي مرحلة انتقالية قصيرة، استمرت من خلالها النفعية. واصبح السوق
خاليا من القيمBusiness is business. وجرى استبدال الاستعمار العسكري الى استمار
سياسي واقتصادي وثقافي.
مرحلة ما بعد الحداثة: اصبح الهدف الاساس من الوجود هو الاستهلاك. وادى ذلك الى
تضخم الشركات والمنظمات، وجرى التحول الى قضايا البيئة والأيدز وثورة المعلومات،
وتردي وضع الاسرة، وغياب المعايير والثوابت التي كانت تحكم اخلاقيات المجتمع و توجه
التطور العلمي والتقني.
العلمانية في العالم العربي والاسلامي
      تعتبر العلمانية من ضمن الفكر الوافد مع الاستعمارعلى العالمين العربي
والاسلامي، لذلك لقيت ما لاقاه الاستعمار من رفض واستهجان.واصبحت من بين الموضوعات
المثيرة للجدل في فكرنا المعاصر. وقد صدر كتاب عن العلمانية عام 2000 بعنوان
"العلمانية تحت المجهر" يعتبر ابرز ما كتب عن الموضوع. وفيه يجري نقاش بين شخصيتين:
احداهما تدافع عن العلمانية والاخرى ناقدة لها. يقول عبد الوهاب المسيري وهو ينتقد
العولمة " ان العلمانية متتالية تاريخية تطورت بشكل حصري في السباق الغربي وعكست
الازمات والحلول والصراعات والمساومات السياسية والفكرية والنظرةالفلسفية المتكونة
وتوترات علاقة السلطة الدينية بالزمنية."
       ويرى عزيز العظمة وهو يدافع عنها "ان الخطاب العربي المعاصر حول العلمانية
تناولها تناولا سطحيا على صورة ايديولوجية مبتسرة يغلب فيها السجال على النظر
المتروي وعلى الاعتبار التاريخي."
     والطريف ان العظمة  الذي ينتقده المسيري بمحاولة فرض ما هو اجنبي على الواقع
العربي، وقع اسيرا لما دعاه هو نفسه
"سجالا".                                           د. حميد حسون بجية


     




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=567
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 09 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19