• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : بحوث ودراسات .
                    • الموضوع : المعزي المختار(ج٢) .
                          • الكاتب : السيد يوسف البيومي .

المعزي المختار(ج٢)


نبدأ من حيث أستوفقنا القارئ الكريم بعد أن أسسنا لمبادئ وأفكار البحث في كتب الديانات الآخرى.
ملامح وتلميحات:
لقد وردت تلميحات تحتاج إلى مؤونة زائدة لكي نطابقها على الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وآخرى لا تحتاج لتلك المؤونة بل هي في منتهى الوضوح، فإلى تلك النصوص:

أ ـ "هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرّت به نفسي وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته، قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة خامدة لا يطفئ. إلى الأمان يخرج الحق، لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض، وتنتظر الجزائر شريعته"(1).
وهذا ثابت ظاهر في كتب السير والأخلاق، التي تتكلم عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) من أنه إنما قد بعث لكي يتمم مكارم الأخلاق. وهو الذي ظهرت شريعته في كل المعمورة كما تنبأ أشعيا النبي.
ب ـ قال السيد المسيح (عليه السلام): "اِسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ"(2).
 وهذه نفس الصفات التي اشتهر بها النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) أنه هو الصادق الأمين، كما هو واضح من سياق تلك الآية الواردة في إنجيل متى.
وقال أيضاً (عليه السلام): " فَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ فِي حِينِهِ، طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا"(3).
ولا بد أنه من المعلومات المؤكدة في كتب التاريخ أنّه لم يسبق ولقب أحد بلقب "الأمين"، إلى درجة صاروا ينادونه بلقبه عوضاً عن أسمه المسمى به وهو محمد (صلى الله عليه وآله)، ومن الواضح أيضاً أنه لم يظهر نبي بعد السيد المسيح (عليه السلام) بديانة جديدة يمكن أن يقال عنها أنها طعام روحياً، سوى النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وقد أنتشرت ديانة التوحيد في ذاك الوقت على الشرك الذي بدء بالاضمحلال بدءاً من بعثته الشريفة (صلى الله عليه وآله).
ج ـ أن الأنجيل قد أوضح عن ماهية هذا الطعام الروحي لأن السيد المسيح (عليه السلام) قد قال أن الرب (الأب) سيرسل المعزي، وإليكم النص: " وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ"(4).
هذه هي ماهية الطعام الذي سيحمله المعزي المختار إلى البشرية، وهي تلك التعاليم التي تشبع جوعهم الروحي لكي يتعرفوا على الله عز وجل ولا بد أن تروي العطش إلى الحق بعد جاهلية عمياء.
د ـ أما أهم النبؤات التي وردت في إنجيل يوحنا، حيث قال: " إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ، وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ"(5).
وكما كان السيد المسيح (عليه السلام) كان المعزي الأول، فإن المعزي الثاني هو النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وسيكون المعزي لنهاية الزمان، وحتى يظهر السيد المسيح (عليه السلام) في آخر الزمان مع الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه).
و ـ "اسْجُدْ للهِ، فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ"(6).
فمن هو برأيكم الأمين الصادق العادل والذي انتصر على أعداءه بالرعب، إنه هو الرسول الخاتم محمد (صلى الله عليه وآله). وهذا هو خلاصة البحث عن: "المعزي المختار".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): إصحاح أشعيا النبي، ج42، من الآية 1 ـ 4.
(2): إنجيل متى، ج24، الآية42.
(3): إنجيل متى، ج24، الآية45 ـ 46.
(4): إنجيل يوحنا، ج14، الآية26.
(5): إنجيل يوحنا، ج14، الآية15 ـ 16.
(6): سفر الرؤيا، الإصحاح19، الآية 10 ـ 11.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=57730
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5