العالم المتمدّن والمتحّضر قد بكى بدموع من دم لمشاهد مأساة العصر والإنسانية التي تنهال فيها معاول أوباش العصر وهم يحّطمون هذا الإرث الإنساني والتاريخي لحضارة وادي الرافدين التي تعود لآلاف السنين في متحف الموصل التأريخي , إنّ هذه الوحوش الكاسرة هم أبنائنا وهم عراقيون أقحاحا , ومن عشائر عراقية وعربية لا يرتقيها الشّك في نسبها , وهم ثوّار العشائر الذين تغّنت بهم ورقصت لهم القيادات السياسية والدينية والعشائرية السنيّة , وروّجت لهم قنوات العهر العربية وقنوات الحقد الطائفي العراقية , هذه القنوات التي كانت تزّف البشرى للعالم عن وصول قوّات ثوّار العشائر على مشارف بغداد وإسقاط الحكم الصفوي الرافضي المجوسي . 

كنّا نقول لهم إنّهم إرهابيون وقتلة متمّرسون , فكانوا يقولون لنا إنّهم ثوار العشائر , وكنّا نقول لهم إنّهم ظلاميون وتكفيريون , فكانوا يقولون لنا إنّهم مهمّشون وأصحاب حق ضائع , وكنّا نقول لهم سيأتي يوما تندمون فيه ولن ينفع ندمكم , وسيستفحلون عليكم ويذوقونكم ذّل العيش ومهانة الموت , فكانوا يقولون لنا هم أهون لنا منكم أيها الرافضة المجوس , الغالبية العظمى من أبناء سنّة العراق وعشائره العربية قد اصطّفوا معهم وانخرطوا في صفوفهم وشاركوا في إجرامهم وقتلهم للأبرياء من الشيعة والمسيحيين والأيزيديين , وشاهدوهم وهم يفجّرون المساجد والأضرحة التاريخية وسكتوا عنهم بعد أن توّرطوا في دعمهم وإدخالهم لمحافظات ومدن الغرب العراقي السنّي , ماذا ستقولوا للعالم وللتأريخ , هل ستقولوا أن نوري المالكي هو من جاء بداعش وأدخلها للعراق لتأليب العالم على سنّة العراق المساكين والمهمّشين ؟ وهل يعتقد قادة سنّة العراق أنّ دموع التماسيح التي يذرفونها على آثار وحضارة العراق التاريخية ستنطلي على الرأي العام العراقي والعالمي ؟ عفيه عليكم يا ثوّار العشائر تحطيم حضارة العراق وإرثه التاريخي المجيد .