أكتب هذه السطور وأنا أتابع سير العمليات العسكرية أولا بأول وتوالي الانتصارات الساحقة والباهرة لقواتنا المسلّحة الباسلة وقوّات الحشد الشعبي البطلة وهي تدّك آخر معاقل داعش في صلاح الدين لتحرر حي القادسية وتسيطر على شارع الباشا والمستشفى العسكري وسط المدينة , وتطهرّ عشرات النواحي والأقضية في المحافظة , فضلا عن قتل المئات من أوباش داعش والبعث المجرم , وقطع العديد من طرق الإمداد عنهم . ففي الوقت الذي عمّت فيه مظاهر الفرح والغبطة مشاعر أبناء الشعب العراقي بهذه الانتصارات على الإرهابيين المجرمين الذين روّعوا أبناء الشعب العراقي بكل أطيافه بجرائمهم البشعة ودمرّوا إرث العراق التاريخي وحضارته , تتصاعد أصوات بعض السياسيين السنّة الذين تقاعسوا عن واجبهم في الدفاع عن مدنهم وأعراضهم ومقدّساتهم , عن وجود انتهاكات وجرائم قتل وحرق بيوت للسكان المدنيين العزّل السنّة في المناطق المحررّة ولدوافع وتصفية حسابات طائفية توّجه الاتهامات فيها لقوّات الحشد البطلة التي تنهض بواجب تحرير مدنهم نيابة عنهم بعد أن سلّموا بيوتهم ومدنهم لداعش وتخلوّا عن حماية أعراضهم .
فأين أنتم يا قادة سنّة العراق من هذه الانتصارات الساحقة ضد وحوش وبرابرة العصر ؟ وأين هم قادة السنّة ولماذا لم نشاهد أحدا منهم يتقدّم الصفوف كما هم الأبطال هادي العامري والشيخ قيس الخزعلي والمجاهد أبو مهدي المهندس ؟ ألا تستحون على أنفسكم يا قادة سنّة العراق وقاسم سليماني يتقدّم المقاتلين في الخط الأمامي الأول لينقذ نسائكم من دنس أوباش داعش ؟ متى ستنتفض غيرتكم ورجولتكم وتنزعوا ثوب الذّل والهوان وتكونوا مع الرجال المقاتلين جنبا إلى جنب ؟ أم إنكم ستكتفون كالنجيفي الذي أضحك العالم عليه وهو يمسك بالرشاش من دون شاجور العتاد ؟ فصفحات التأريخ لن ترحم أحد وستذكر للأجيال القادمة وبالتفصيل الممل كيف لبس الشيوخ ملابس وباروكات شعر النساء من أجل أن يهربوا من قبضة العدالة , في الختام أقول لكم يا قادة سنّة العراق استحوا على أنفسكم وكونوا رجالا كالرجال وانهضوا بالدفاع عن بيوتكم وأعراضكم , وكفاكم صخبا وترديدا للأكاذيب