• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الولد مسرور على سرّ أبيه .
                          • الكاتب : اياد السماوي .

الولد مسرور على سرّ أبيه

لا حاجة لتعريف العراقيين من هو مسرور ومن هو أبيه ومن هو جدّه , فهو حفيد الملا مصطفى البارزاني الذي تمرّد على كل الحكومات العراقية بما فيها حكومة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم الذي استدعاه من منفاه في الاتحاد السوفيتي بعد ثورة الرابع عشر من تموز واستقبله في بغداد استقبالا رسميا وشعبيا شارك به كل أبناء الشعب العراقي , كثائر من ثوّار العراق , وهو أبن رئيس الإقليم الحالي مسعود برزاني الذي أذعن لصدّام وتحالف معه من أجل القضاء على عدوه اللدود جلال الطالباني , فهذا هو إرث الحفيد مسرور بارزاني الذي هاجم الحشد الشعبي ووصفه بأنّه مليشيا مدعومة من إيران , وكأنّ الدعم الإيراني سبّة وعار , متناسيا أنّ هذا الدعم هو سر بقاء تمرّد جدّه الملا مصطفى زمنا حتى أبرّم المقبور صدّام اتفاقية الجزائر مع شاه إيران بحضور الراحل هواري بو مدين عام 1975 , مما أدّى إلى انهيار تمرّد جده خلال ساعات والهروب إلى الولايات المتحدّة الأمريكية وبقائه فيها حتى مماته عام 1979 .
فمن الطبيعي جدا أن تكون مليشيا الحشد الشعبي أكثر خطرا على مسرور وأبيه من ( تنظيم الدولة الإسلامية ) , لأنّ تنظيم الدولة لم يتجرأ ويقول سندخل كركوك وأي مدينة عراقية أخرى متى ما نشاء ونقرر ولن نطلب الإذن من أحد , ومسرور وأبيه يعرف جيدا صدق وجدّية هذا الكلام وقائله , ولهذا فهو يدرك تماما أنّ المشكلة الأكبر لحكومة أبيه ستكون مع هذا الحشد حول كركوك والمناطق الأخرى التي سيطرت عليها قوّات البيشمركة بعد سقوط الموصل ومحافظات الغرب العراقي بيد داعش , والتي قال عنها مسعود إننا لم نعد بحاجة لتطبيق المادة 140 فهي قد طبّقت بالكامل , إشارة إلى عدم الانسحاب منها مستقبلا , ومسرور وأبيه يعرفون تماما أنّ الحشد الشعبي هو القوّة الحقيقية التي سترغمهم على الانسحاب من كركوك وكل المناطق التي سيطرت عليها البشمركة بعد العاشر من حزيران , ويعلمون أيضا أنّ معركتهم القادمة ستكون مع هذه المليشيا المدعومة من إيران , فانضمام الصغير مسرور لجوقة المهاجمين لهذا الحشد الرّباني لم تأتي من فراغ , بل أنّ هذا الهجوم قائم على مخاوف حقيقية يراها مسرور وأبيه قادمة لا محالة , ومسرور يعلم علم اليقين هو وأبيه أنّهم سيكونون وجها لوجه أمام كل العراقيين شيعة وسنّة في صراع مفتوح حول كركوك والمناطق التي سيطرت عليها البيشمركة بعد العاشر من حزيران , وسيكون هذا الحشد الرّباني هو القوّة الاساسية في هذا الصراع  القادم لا محالة .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=59255
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29