• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عزّت الشابندر يعود إلى واجهة الإعلام بتصريح جرئ وشجاع .
                          • الكاتب : اياد السماوي .

عزّت الشابندر يعود إلى واجهة الإعلام بتصريح جرئ وشجاع

لا أعتقد أنّ أحد من بين كل السياسيين الإسلاميين الذين تصدّروا المشهد السياسي بعد سقوط النظام الديكتاتوري في العراق , يتمّتع بما يتمّتع به السياسي والنائب السابق السيد عزّت الشابندر , سواء من وعي سياسي واتقان لفن إدارة الممكن وقدرته المتميّزة في التعبير عن آرائه , أو في شجاعته المنقطعة النظير في التعبير عن هذه الآراء , فالرجل قد ملأ عالم السياسة بآرائه السياسية وشغل السياسيين بجرأة هذه الآراء , وبالرغم من أنّ خصومه من السياسيين لم يدّخروا جهدا في إلصاق شتّى أنواع الاتهامات له , إلا إنّ أحد لم يستطع حتى هذه اللحظة أن يثبت عليه أي من هذه الاتهامات , وحتى الذين ادّعوا امتلاكهم لملّفات فساد عديدة وخطيرة ضدّه , لم يجرؤا بكشف هذه الملّفات , ولا أضن أي منهم صادقا , وبالرغم من كونه ليس على علاقة جيدة بحزب الدعوّة الإسلامية وقياداته , إلا أنّ أمين عام حزب الدّعوة نوري المالكي قد أعطاه مقعده في البرلمان ليكون نائبا بديلاعنه في خطوة لا أحد يعرف دوافعها من العامة , وقد ارتبط أسم عزّت الشابندر بالكثير من القضايا الساخنة على الساحة السياسية العراقية , وأنا لست في صدد استعراض هذه القضايا في هذا المقال , بقدر ما أريد التعليق على تصريح منسوب إليه تناقلته وسائل الإعلام هذا اليوم , والذي قال فيه ( أنّ الكرد عندهم قدر كبير من الاستقلالية ويعرفون ماذا يريدون ولهم قيادات تعرف ما تريد أمّا الآخرون فهم هواة ) . 
والحقيقة أنّ هذا التصريح الجرئ والشجاع ليس غريبا على السيد عزّت الشابندر , والشارع العراقي يعرف تماما هذه الجرأة والشجاعة , وربّما لم يشاهده منكسرا قط , إلا في لقاءه مع الدكتور نبيل جاسم في برنامج أكثر من حوار , حيث لم يكن مقنعا في تبرير ما نسب إليه من تقييم لرئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي حين وصفه بأنّه أغبى عضو في خلية حزبية , فهذه هي المرّة الوحيدة التي لم يظهر فيها الشابندر متفوقا على محاوريه , واليوم يضع السيد الشابندر يده على الجرح ويوّجه صفعة قوية إلى كل القيادات الشيعية التي اعتلت المشهد السياسي بعد سقوط النظام الديكتاتوري وبدون استثناء , فالقول أنّ القيادات الكردية تعرف ما تريد والآخرون هم هواة , هو تشخيص صحيح تماما وغاية في الدّقة وهو السبب في هذا الضياع والتشرذم الذي تعيشه القيادات الشيعية , واعتقد جازما أنّ السيد الشابندر استخدم كلمة هواة لتوصيف غباء هذه القيادات التي لا تعرف ماذا تريد , وكيف تتعامل مع الشركاء الذين يعرفون ماذا يريدون , فهو قد اراد من خلال هذه التصريح إيصال رسالة لأبناء شيعة العراق مفادها , إنّ التمسك بهذه القيادات الفاشلة والغبية والتي لا تعرف ماذا تريد , ستترّتب عليه نتائج خطيرة وسيؤدي في نهاية المطاف إلى ضياع حقوق الشيعة وربّما إلى ضياع السلطة من أيديهم . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=60280
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28