لا أعتقد أنّ عراقيا منصفا قد شاهد اللقاء الخاص الذي أجراه الإعلامي المتألق الدكتور نبيل جاسم مع الفريق الركن المتقاعد وفيق السامرائي , إلا وصفقّ لكل كلمة قالها في هذا اللقاء , فقد كان واضحا وصريحا وصادقا ويقطر أصالة وشجاعة ووطنية , فالرجل لم يهدف من هذا اللقاء الردّ على المزاعم الظالمة والاتهامات الباطلة التي يروّجها المتآمرون على وحدة هذا الوطن أمثال مسعود بارزاني وأحفاد محمد النجيفي وأذنابهم , بل كان همّه الأول تحريض العراقيين على الوقوف بوجه المخاطر التي تهدد وحدة بلدهم , ودعوة أصحاب القرار للوقوف بحزم وقوّة بوجه كل من يتآمر مع الأجنبي ويدعوه للتدخل بالشأن العراقي الداخلي بحجة حماية المكوّن السنّي أو أي ذريعة أخرى تحت يافطة تسليح العشائر السنيّة , والرجل تحدّث بكل شجاعة عن الدور التخريبي والتآمري الذي يقوم به مسعود بارزاني وحفيدي محمد النجيفي بحق العراق والعراقيين , وتحوّل أربيل إلى قلعة وملاذا آمنا لكل الخارجين عن القانون والمتورطين مع الإرهاب الدعشي وبقايا البعث المجرم .
وإنصافا لهذا الرجل الغيور والشجاع , انقل للقارئ الكريم حديثا قد جرى بيني وبين المرحوم الشهيد علي حسن عليان السامرائي عام 1995 في آخر زيارة له للأردن قبل رجوعه للعراق واستشهاده على يد جلاوزة البعث القذر , حيث سألته عن رأيه بالتحاق وفيق السامرائي بصفوف المعارضة العراقية في ذلك الوقت , فكان جوابه رحمه الله , إنّ وجود وفيق السامرائي في صفوف المعارضة العراقية سيرهق صدّام ونظامه , وهو في نفس الوقت قوّة للمعارضة العراقية في سعيها لإسقاط النظام البعثي , في وقت كان مسعود وصدّام شركاء في حملات قتل العراقيين , ولا حاجة للتذكير بجريمة مسعود بحق العراقيين بشكل عام والأكراد بشكل خاص , حين استدعى قوات الحرس الجمهوري لدخول أربيل عام 1996 من أجل القضاء على قوّات الاتحاد الوطني التي كانت قاب قوسين أو أدنى من هزيمته , فتحية للعراقي الغيور والشهم وفيق السامرائي , وتحية لكل وطني مخلص وشجاع وحريص على العراق وشعبه , وتحية لكل عراقي وقف بوجه مسعود وعصابته الخارجة عن القانون .