قادة وسياسيون أكرادا يتباشرون بأنباء سارّة يحملها مسعود بارزاني تتعلّق بمستقبل كردستان سواء بالتحوّل إلى الكونفدرالية أو الاستقلال في ظل وصول العلاقات مع بغداد إلى طريق مسدود , وبدورنا نقول لكاكا مسعود الكونفدرالية ليست نظاما لتقاسم الصلاحيات ضمن نطاق الدولة الواحدة , بل هي اتحاد بين دول مستقلة ذات سيادة تجمعها أهداف سياسية أو اقتصادية أو أمنية , وترتبط فيما بينها بواسطة معاهدات دوّلية وهيئات مشتركة ترعى الكونفدرالية , وبكلتا الحالتين يحتاج إقليم كردستان أولا للانفصال عن العراق وإعلان الاستقلال , وحين تصبح كردستان دولة مستقلة ذات سيادة ومعترف بها من قبل دول الإقليم ودول العالم الأخرى , حين ذاك يحقّ لدولة كردستان الوليدة أن تقيم اتحادا كونفدراليا سواء كان ذلك مع العراق أو إيران أو تركيا أو حتى مع دولة الواق واق , فالمهم أولا إعلان الانفصال والاستقلال عن العراق .
وحتى أكون صريحا مع الجميع , أنا كعراقي شيعي أرى إنّ مصلحة أبناء شيعة العراق تقتضي أن يتمتعوا بالأمن والاستقرار والرفاه في مناطق تواجدهم ومقدّساتهم , ويستثمرون مواردهم بالشكل الذي يضمن لهم ولأجيالهم القادمة الرخاء والازدهار والتقدّم , فإذا كان العراق الموّحد يحقق لأبناء شيعة العراق هذه الأهداف , ففي هذه الحالة يكون التمّسك به والدفاع عنه والتضحية من أجله أمرا صحيحا ومنطقيا , وبالعكس إذا كان العراق الموّحد لا يجلب لأبناء شيعة العراق سوى المزيد من الدماء والدمار وسرقة الموارد , فلا حاجة لنا بهذه الوحدة , وسيصبح من العبث الاستمرار بالتمّسك بمثل هذه الوحدة , وليذهب كل مكوّن لتحقيق ما يراه مناسبا لمكونه .
لكن هل يستطيع كاكا مسعود أن ينفصل ويعلن عن استقلال كردستان وإقامة الدولة الوطنية الكردستانية ؟ أم إنّه يسوّق هذه التصريحات من أجل ممارسة المزيد من الابتزاز مع الحكومة الاتحادية ؟ الذي أعرفه عن كاكا مسعود أنّه أجبن من أن يقوم بهذا العمل , لكنّه أصبح متمرّسا بابتزاز الحكومة الاتحادية الهزيلة والضعيفة , وها أنا أياد السماوي أقول لكاكا مسعود , والله يا كاكا مسعود لو كان الأمر بيدي لقلت لك من البداية , برو .. برو .. برو .