حينما يتحدث بعض السياسيين من على منابرهم وفي أمسياتهم التي يحيونها وفي مجالسهم التي يعقدونها وانت تسمع لهم كانك ترى ابا ذَر يحدثك عن الزهد ، او ترى عمار بن ياسر وهو يحدثك عن التفاني او مالكا الأشتر وهو يتحدث عن الإيثار او حبيب او زهير بن ألقين او او او .... نعم هم يجيدون الخطاب وتوجيه النصيحة والقاء اللوم على الآخرين والتحدث باسم الله والنبي والقران والمرجع .... لكنهم لا يجيدون ولن يجيدوا ولو لمرة واحدة ان يتحدثوا باسم أنفسهم حتى لا تنفضح حقيقتهم ، وينكشف للناس زيفهم وهم والله كما قال القران في وصف اصحاب الكهف ((وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ))(( لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا))
يملأ مجالسهم النفاق وتفوح من أحاديثهم رائحةُ الكذب، يقولون مالايفعلون ويفعلون ما منه ينتفعون ، ولن يتخلّوا او يضحوا بشيء قدر تخليهم وتضحيتهم بابناء جلدتهم وبكرامة شعبهم ، والأنكى من ذلك كله ان لهم الصدارة في كل شيء فان أقيمت الجماعة تصدوا للإمامة وان عقد مجلس للوعظ اعتلوا المنابر وان طلبت تلاوة القران قاموا يرتلون اياته، حديثم باسم الدين وباسم الشعب والمذهب والطائفة والقومية ،ومالقي الدين والمذهب والقومية من البؤس قدر مالقي منهم ،

ولعمري كم ينطبق علينا وعليهم قول الشاعر

لنا مَلك وليس له رعايا
 وأوطان وليس لها حدود
وأجناد وليس لهم سلاح
 ومملكة وليس بها نقود
أيكفينا من الدَولات أنّا
 تُعلَّق في الديار لنا البُنود
وأنا بعد ذلك في افتقار
 إلى ما الأجنبيّ به يجود
تجوز سيادة الهنديّ فينا
 وأما ابن البلاد فلا يسود
إذن فالهند أشرف من بلادي
 وأشرف من بني قومي الهنود
وكم عند الحكومة من رجال
 تراهم سادة وهم العبيد
((كلاب للأجانب هم ولكن
 على أبناء جِلدتهم أسود))
وليس الإنكليز بُمنقذينا
 وإن كُتبت لنا منهم عهود
متى شَفِق القويّ على ضعيف
 وكيف يعاهد الخِرفانَ سِيد
ولكن نحن في يدهم إسارى
 وما كتبوه من عهدٍ قيود
أما والله لو كنا قروداً
 لما رضَيت قرابتنا القرود