• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح284 سورة القصص الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح284 سورة القصص الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ{26}
تستمر الآية الكريمة في سرد تفاصيل قصته "ع" (  قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ) , لرعي الاغنام , (  إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) , " فقال لها شعيب اما قوته فقد عرفته بأنه يستقي الدلو وحده فبم عرفت امانته فقالت انه لما قال لي تأخري عني ودليني على الطريق فأنا من قوم لا ينظرون في ادبار النساء عرفت انه ليس من الذين ينظرون اعجاز النساء فهذه امانته" –تفسير القمي- . 

قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ{27}
تروي الآية الكريمة كلام شعيب مع موسى "ع" (  قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ) , عرض عليه الزواج بإحداهما , (  عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ) , على ان تكون اجيرا في رعي غنمي مدة ثمان سنين , (  فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ ) , فأن زدت فتفضلا من عندك , (  وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ) , بإتمام العشر , (  سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ) , في حسن المعاملة .    

قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ{28}
تروي الآية الكريمة جواب موسى "ع" (  قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ) , اتفاقا , (  أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ) , الثمان او العشر سنين , (  وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ) , شهيد او حافظ , وهو ختام الاتفاق .

فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ{29}
تعود الآية الكريمة لسرد تفاصيل القصة (  فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ ) , مما يروى انه "ع" امضى عشر سنوات في الرعي , (  وَسَارَ بِأَهْلِهِ ) , بامرأته الى مصر , (  آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً ) , ابصرا نارا من الجهة التي تلي الجبل , (  قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا ) , هنا , (  إِنِّي آنَسْتُ نَاراً ) , ابصرت نارا , (  لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ ) , خبرا عن الطريق , وكان قد ضل الطريق , (  أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ) , شعلة من النار تستدفئون بها .  

فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ{30}
تستمر الآية الكريمة في سرد تفاصيل القصة (  فَلَمَّا أَتَاهَا ) , وصل عندها , (  نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ ) , من الجانب الايمن لموسى "ع" في البقعة المباركة من تلك الشجرة , وكان النداء الالهي (  أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) . 

وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ{31}
يستمر النداء في الآية الكريمة (  وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ) , فألقاها , (  فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً ) , فلما رآها تضطرب كالحية , هرب من الخوف , (  وَلَمْ يُعَقِّبْ ) , لم يرجع , (  يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ) , فكان النداء مطمئنا اياه "ع" بذهاب الخوف وحلول الامان . 

اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ{32}
تستمر الآية الكريمة في الموضوع (  اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ ) , ادخل يدك في طوق قميصك , (  تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ) , ذات شعاع , من غير علة , وقد كان موسى "ع" اسمر البشرة , (  وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ) , ان ادخل يدك مرة اخرى في طوق قميصك فترجع الى حالتها الاولى , او ان العدو سيرهب من ذلك , وطريقة تهدئة خوفه بوضع اليد على الصدر , (  فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ) , العصا واليد فيهما الكفاية ان يكونا حجة وبرهانا لفرعون وقومه , (  إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ ) , خارجين عن الطاعة . 

قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ{33}
تروي الآية الكريمة على لسانه "ع" (  قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً ) , ذلك القبطي , (  فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ) , يؤاخذوني به , فيقتلوني .  

وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ{34}
يستمر كلامه "ع" في الآية الكريمة (  وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً ) , عرف هارون "ع" بالفصاحة وحسن البيان , بينما كان موسى "ع" يعاني من علة في لسانه , (  فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي ) , يسأل الباري عز وجل ان يكون هارون "ع" معه معينا بتقرير الحجة والزام الخصم بها , (  إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ ) , لا يصدقون بي . 

قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ{35}
تروي الآية الكريمة مجيبة له "ع" (  قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ) , نقويك به , (  وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا ) , ونجعل لكم غلبة عليهم , فلا يمكنهم الوصول اليكما بسوء , (  أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ) , تضمن النص المبارك وعدا ربانيا بنصرة كل من آمن بموسى وهارون "ع" , وكذلك كل من كان مع الحق .

فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ{36}
تعود الآية الكريمة لسرد تفاصيل القصة (  فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ ) , لما حضر "ع" لدى فرعون بما لديه من الآيات البينة الدلالة , (  قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى ) , كان الجواب من جهة فرعون ان قرروا ان هذا سحر مختلق , (  وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ) , مضيفا انهم لم يسمعوا بما جاءهم به "ع" لدى اسلافهم .   

وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاء بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{37}
تروي الآية الكريمة كلام موسى "ع" في جوابهم (  وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاء بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ ) , الله تعالى اعلم بمن ارسله بالهدى , (  وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ) , وهو جل وعلا اعلم بمن سوف تكون له العاقبة الحسنة في الدنيا او في الاخرة على اختلاف الآراء , (  إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) , ان الكفار لا يفوزون بالهدى في الدنيا , ولن يفوزوا بحسن العاقبة في الاخرة .   



 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64123
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20