أتيت لهذه الدنيا وحيدا 

وامضي هاربا منها وحيدا

تمجد كل طبّال حقير

وتترك عبقريا مستزيدا

ملوك نحن لكن في حياة 

على تيجانها وضعت عبيدا 

وما ندري بها في أي درب 

نسير -ولا نسير- بها جنودا 

ونهوى الموت شفّافا جميلا 

وقد كسرت بنا روح قيودا 

**

رفيق العمر ليس لدي شيء 

سوى رب اطيل له السجودا 

سئمت الخائنين بكل درب 

تعاهدني خيانتهم عهودا 

أقول لخاطري يكفي كلاما 

بغاب يحتوي ابدا قرودا 

سكبت العمر محترقا وهذا 

زمان لا يريد به الأسودا 

يحطم كل ابداع جميل 

ويحرق في حدائقنا الورودا 

وما ذنب الشريف اذا تمادى 

عليه الدهر محترقا وجودا 

وجوه للذئاب تصول ظلما 

وأخرى انشبت ظفرا عنيدا 

وكلب تأنف الشرفاء منه 

يحاول عضنا عضا شديدا 

كأن الله في يده سوار 

يدوّره كما يهوى سعيدا 

فلا الايمان يمسك فيه شيئا 

ولا كان الخلود به خلودا