هكذا كما مسرح فارغ المقاعد عصفت على مدرجاته رياح خريف جديد و طارت جدائل الستائر تعلن عرضاً صامتاً لا يتعدى كونه واقعا ! انه عرض قديم بحلةٍ جديدة فتعدد الشخوص لا داعي له لأنه يٌختزل بشخص واحد يهوى ان يكون كما سيزيف و صخرته الشهيرة التي ما لبثت الا ان صارت اسطورة لآلهة الاغريق القديمة وقتما قررت الالهة عقاب سيزيف لعجرفته فمنحته صخرة ضخمة و الزمته دحرجتها الى قمة جبل عالٍ و كانت كلما وقعت الزمته بدحرجتها مجددا كناية عن العقاب الابدي ! يبدأ العرض بالصراخ فيتذكر ان العرض صامت و الشخوص منعدمة !! انها عبثية الحياة و متلازمة العجرفة التي تعاني منها جعلت منك سيزيف بعصر اخر ، تهوى الشقاء و تمتهن ممارسة طقوس الكبرياء لكنك لا تتعدى اكثر من ورقة مكشوفة و طلاسم مفضوحة صرتَ كما البطل الصامت في رواية - النبطي - - كنتُ فخورا بكِ . أراك، فأشم رائحة الموانئ البعيدة. أناديك، فأذكر أهزوجة غنّاها صديق قبل أن يرحل . اليوم أراك قد تغيرتِ كثيرا ، تركضين على دروب الزمن، تسابقين العمر وتبتعدين عني .. تنسلخين عن الذاكرة التي تلتصق بخواء جمجمتي أفكارك وأحاديثك الغريبة باتت تقلقني.. تثير أسئلتي. بتّ ألحظ الفجوة بين عالمي وعالمك حتى بت مهمشاً لا اصل لرأسك المجنون و لا انت ترضخين لواقعي و هكذا نعيش الصمت على مسرح موحش رغم فخامته .. صرتِ كما الانثى التي تنهض من سبات عميق.. من غيبوبة صمت. ثائرة على كل شيء في عينيها لمعة غريبة.. غضب نسائي تراكم منذ عصور تنظر حولها.. تسير.. الساعات تهدر مثل قطار لا يأبه.. يدوس ما يراه امامه و هكذا صرنا نقيم في ثقب الباب دونما الولوج .
|