• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : شرفة انتظارك .
                          • الكاتب : بان ضياء حبيب الخيالي .

شرفة انتظارك

وانت تمضي....
تسرج الوحدة خيولها
لغزو قبائل اخضراري...
 تسكب السماء مدامعها
فيرتديني الشتاء،
تصدح أبواق مدينة قطبية
لأوبتي من ربيع خجول معك....
أنضوي بين السائرين...
مواطنة شوق بين شعب مضنى
يمشي نائما
يبكي كلما همّت البسمة
بالتنفس على شفتيه
رغم يقينه أن الحزن الأخضر
سيرعوي بطوفان عودة
هكذا قالت الكتب العتيقة....
وها أنا ذي... أتنفس بصيص ضوئها
مسورة بكل حلكة الغياب...
بانتظار طوفانك
تحول عالمي لشرفة سبات
تتحرى عطر طيفك فتفيق...
بنفسجية...
عيون المساء
وشوارع المدينة يتامى
تلحفت دثارات انتظاراتها
ونامت خاوية.
تتماوج الوان الشفق
تعيث بسحرها أنامل العتم
تشكلها كائنات تمتد لقلبي
تبعثر صرر حزن ركنتها قباء ذاكرتي...
ككل مساء....
قطار ذكريات يملؤني ضجيجا
يمنح فضاءاتي الشحيحة الأوكسجين
دفقات دخان أسود
وكثيرا من مترجلين قدامى
جاءوا من إصقاع ذاكرة نائية.
يصدح القمر
مرنّما حوالق اللبلاب
تتدفق نبضاتي فيض رصاص
يردي جلدي
أتقدم خطوة أخرى بطريق إحتراقي
طقوس انتظارك مراسيم مقدسة
تعمدنّي مواسم جوى جديدة
 قدري
أمضي بزوادة عشقي حافية حدّ تمزّقي
وقدرك السادر أصمّا في رحيل
مازال يبللني مطرك
وتعصفني قوتي الكاذبة
بعد كل عصور
هاجرت فيها اسراب حنينك
لتتلفع اغصاني قلف حزنها
متخشبة عن الحياة
مازلت تتباعد بانتصار الملوك...
وانا أميرة العبيد
ارفل بسلاسل بلهي ساكنة كوجه بحر
ابتلع رفيف افراحه ومضى يندبها...
نبض اهوج يستكين ويصرخ
لأسواط دكتاتور اعمى
تتوالد دوائر المي عند سطوحه المائية
واغور متباعده كما الثواني
المتسربة من جراب الزمن
 لم يكن لي أن أدرك...
أكان لي؟
تتناثر كلماتك المبتعدة  في اغواري
فراشات تساقط دقيق سحرها
على خدود وردي فأتفتح بك
وانت... تتسرب بكل عالمي للبعيد
سذاجتي وشم ٌ....
تركتك تمضي بي وبقيت...
رمحت بفرس غجرية تحترف الرحيل
و اكتفيت ببقاءكالغياب.
أين أنت...؟
وانت الباقي الوحيد هنا وهنااااااااك
أين أنت...؟
 وهويتي المنفى حتى تفئ.
يدك العابثة بخرائط قلبي
استعمرت جيوش عطرها ارضي شبرا فشبرا
حتى اصبحت كل مدائني مدينتك
وكل بواصلي تؤشر قبلة واحدة...
خذني لوطن...
 شريدة دون موانيك سفائني
والبحر دقائق صبر
تقضمني فتنتزع سنيني قلفا
مزروعة بيديك انتظارا
اشجار الخوخ تلونها الفصول
وتكتفي بفصلك ورودي
لايمسني شتاء
قلبي المجهد متشرد اعمى
يفترش ارصفة الضباب وحيدا
بعد انفضاض خطاك وهطول ندمي
متكئ بحيطان حكايا ما خبا نارها
وقودها كل مسراتي و سنيني.
دم هانئا بغابات ذاكرتي المعمرة
لن تنفض أشجاري أوراق عشقك يوما
ولن ترتدي بعدك الا إخضرار حكاياك


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : عبدالهادي البابي ، في 2011/10/03 .

إلى الأخت والشاعر ةالجميلة بان ضياء الحبيب ..تحية طيبة وبعد:
فقد قرأتُ مقاطع متفرقة من تحفتك النادرة [شرفة انتظارك ] فوجدتها فعلاً هي عبارة عن شرفة (من الرغبات الحالمة ) معلقة في صيرورة الزمن المنسي الذي لاضجيج فيه ولاصخب ، ولكنها ترسل دفقات من الحب الخجول إلى عالم الوقاحة والجهل ، وعندما تتناثر تلك الدفقات الباردة على وجه الزمن المتعب ، تجعله ينتفض وينهض من نومته الكسولة لينطلق إلى آفاق الصباح وأسراره الجميلة ..
وقد أستوقفتني هذه الكلمات :
أتقدم خطوة أخرى بطريق إحتراقي
طقوس انتظارك مراسيم مقدسة
...نعم وكل شيء في قصيدة بان هو طرق محترقة....ولكنها تؤدي بالنتيجة إلى الغايات الجميلة والنواهي السعيدة ..
الكاتب الأعلامي عبدالهادي البابي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6807
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19