• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مسلمات محجبات للأزياء والجمال عارضات .
                          • الكاتب : الشيخ حسان منعم .

مسلمات محجبات للأزياء والجمال عارضات

  إمتازت الشريعة الإسلامية بملاءمتها للفطرة الإنسانية السليمة ويسرها وتحليلها للطيبات وتحريمها للخبائث وفيها سعادة الدارين. 

 
 وقد قال تعالى :
- ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)) (24 الأنفال).
- ((وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)) (157الأعراف).
- ((يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)) (185البقرة).
 
وبما أننا خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر في أيامنا نجد في مجتمعاتنا أن الحجاب الشرعي صار عزيزاً سواء بالمباشرة أو عبر وسائل الإعلام المرئي والتواصل الإجتماعي والمعيب ان شعارات مقدسة ترفع (يا أبا صالح أدركني / يا زهراء أغيثيني / ويا علي مدد ) والمظهر الخارجي تهتك ابتذال تبرج إثارة غير مبالاة. 
وأسبابه عدة بين الجهل بشريعتنا وعدم التفقه بالدين وبين الحرب الناعمة الضروس والتقصير في التبليغ وبين إهمال الوالدين أو القيمين وعدم الإهتمام بالأولويات وصلنا لمرحلة أعاذنا الله تعالى من غضب الجبار علينا.
يقول تعالى:
- ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) (25الأنفال)
 
وقد جاء عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): ...إن الله عز وجل أوحى الى شعيب النبي أني معذب من قومك مئة الف أربعين ألفا من شرارهم، وستين ألفا من خيارهم فقال (عليه السلام ) يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟
فأوحى الله إليه أنهم داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.
 
ومن هذا الواجب نقول فقد تناهى لأسماعنا وقرأنا بوسائل الإعلام المتعددة أن في بلاد عاملة (مدينة صور) بلاد الدين والإيمان والعلم والجهاد والكرامة والعفة  والعيش المشترك فتيات مسلمات محجبات ظاهراً  يشاركن في احتفال انتخاب ملكات جمال وبطريقة مشينة لم تراع حرمة الإنتماء للدين المقدس ولا للبيئة المقدسة ولا لعادات العفة المقدسة ولا للحجاب الواجب المقدس. 
 
وهناك تبريرات كثيرة للأسف تصدر حتى ممن ينتمي للإسلام ويقتدى به ويعمل في الشأن العام وله التأثير يطلب فيها سخط الخالق برضا المخلوق منها :
- أننا لسنا في دولة إسلامية ولا إكراه في الدين. 
- وأن الحجاب ليس بواجب ولا دليل عليه.
- وإن هذا يشجع الوعي والإنفتاح واللحمة الإجتماعية والوطنية مع كافة الأديان. 
- نخاف ان يقال عنا دواعش وسلفية متطرفة. 
- ما زالت فتياتنا تحت سن المراهقة (18سنة). 
- لماذا نخفي الجمال الذي خلقه الله تعالى. 
- الإيمان بالقلب و هناك محجبات فاسدات.
-  هو دليل التقدم والتطور ومواكبة العصر.
-  يحد من نشاطنا العلمي والإجتماعي. 
-  نلتقي برجال دين وزعماء أحزاب ووجهاء وسياسيين ولا ينتقدوننا.
-  أولوياتنا مختلفة نحن في حال بذل للدماء المقدسة مع أن الجهاد المقدس في الدفاع عن الأرض والعرض والمال والنفوس هو من أجل حفظ الدين وإحيائه وممارسته بالجوارح والجوانح وهكذا نقدس هذه الدماء الطاهرة ونحفظ الشهداء العظام ونهجهم المقدس. 
 
ولهذا عندما نضع المبررات اللاشرعية واللامنطقية وتترك الأولويات تصبحن المحجبات الُمسلِمات للجمال والأزياء عارضات مبتذلات.
 
وباختصار نقول بما أننا مسلمون فالميزان لكل المبررات المتقدمة يجب ان تتلاءم مع رضا الله تعالى وشريعته المقدسة كما يقول تعالى :
 
- ((أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)) (13التوبة)
- ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) (102آل عمران)
 
وإلا علينا أن نراجع إنتماءنا للأسلام هل هو لفظ باللسان أم عقيدة بالقلب وعمل للجوارح بالأركان ...؟؟؟!!! 
ومن هنا أحبتي الكرام أحببت أن أضع بين أيديكم أدلة مختصرة عن وجوب الحجاب وأهمية العفة في الإسلام وقد ورد في وجوب الحجاب للمسلمة.
 
- قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً )) (الأحزاب:59). 
 
- وقوله تعالى: (( وَقُل لِّلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ   عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ )) (النور:31).
 
والحجاب في الإسلام هو ضرورة دينية وإنكار الضروري معروف حكمه عند أهله... فإن كانت الضرورة الدينية مصدرها القرآن او إجماع المسلمين أو سيرة عملية وغيرها أو فتوى الفقهاء فهي متحققة بمصادر متعددة وهاتان الآيتان، وبالخصوص الآية الثانية قد وردت في لزوم ستر المرأة لنفسها بالشكل الذي تعارف عليه المسلمون جيلاً بعد جيل  وتفاسير المسلمين استفادت وجوب الحجاب للمسلمة منها. 
 
وأما الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) فهي كثيرة، ومن أراد تفصيلها يمكنه مراجعة بعضها في كتاب (الكافي للشيخ الكليني (ج5) ص520/ باب ما يحل النظر إليه من المرأة)، نذكر منها :
 
- حدود جواز النظر من جسد المرأة الأجنبية روى مروك بن عبيد عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: 
قلت له: ما يحل للرجل أن يرى من المرأة إذا لم يكن محرماً؟ قال: الوجه والكفان والقدمان.
 
- وعن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الذراعين من المرأة هما من الزينة التي قال الله تبارك وتعالى:  (( وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ )) قال: (نعم، وما دون الخمار من الزينة وما دون أسوارهن).
 
- النهي عن اللباس غير المحشوم روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «نهى أن تلبس المرأة ثوبا مشهورا أو تتحلى بما له صوت يسمع» . 
 
- عدم رؤية الأجنبي قدر الإمكان روي  عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال:« استأذن أعمى على فاطمة (عليه السلام) فحجبته، فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله ): لم تحجبينه وهو لايراك؟ قالت(عليها السلام): يا رسول الله، إن لم يكن يراني فإني أراه وهو يشم الريح، فقال رسول الله( صلى الله عليه وآله) : أشهد أنك بضعة مني»
 
- تجنب استعمال الطيب مع حضور الأجنبي روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «وأيما امرأة تطيبت لغير زوجها لم تقبل منها صلاة حتى تغتسل من طيبها كغسلها من جنابتها». 
 
- ونهى الاسلام عن ممازحة المرأة الاجنبية، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ومن فاكه امرأة لا يملكها حبسه الله بكل كلمة كلمها في الدنيا الف عام"
 
- ويكفينا حديث المناهي الذي قاله النبي (صلى الله عليه وآله) «نهى عن أمور ومنها:
 
نهى أن تتكلم المرأة عند غير زوجها أو غير ذي محرم منها أكثر من خمس كلمات مما لابد لها منه.
ونهى أن تباشر المرأة المرأة وليس بينهما ثوب. 
ونهى أن تحدث المرأة المرأة بما تخلو به مع زوجها .
ونهى أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم وقال : من تأمل عورة أخيه المسلم لعنه سبعون ألف ملك. 
ونهى المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة».
 
- وقال (صلى الله عليه وآله): «ومن ملأ عينيه من حرام ملأ الله عينيه يوم القيامة من النار ، إلا أن يتوب ويرجع». 
 
وأخيراً نقول ان المسؤولية كبيرة ويتحملها الجميع وبحسب موقعه وقدرته  وكلنا راع ومسؤول وخاصة لأهالي أخواتنا المسلمات الكريمات ونحن على أبواب عاشوراء ثورة العفة والحياء والحجاب المصون والطهر والإيمان على الكفر والفسوق والطغيان  لا تتخلوا عن  نهج الإسلام وتعاليمه والذي تجسد في سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام ) واستشهادها من اسبابه رعاية للستر والحجاب وتجسد بسيدة الطهر والعفاف والصبر سيدتنا زينب (عليها السلام )بالرغم من أعظم مصائب الوجود التي أحاطت بها فعليكن الإقتداء بهن قولا وعملاً.
فاجبروا ضلع سيدتنا الزهراء (عليها السلام) واحفظوا ستر سيدتنا زينب (عليهما السلام) ودماء كربلاء والشهداء العظام التي ما زالت دماؤهم الزكية تنادينا الله الله في دين الله وشريعته والحفاظ على حجابكن ان جمالكن في عفتكن وحيائكن وطاعتكن لله تعالى .
 
يقول الله تعالى : 
((تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) (229البقرة).
 
 
حرره خادم أيتام آل محمد (عليهم السلام) حسان منعم في قم المقدسة بجوار كريمة آل محمد سيدة الطهر والعفاف والحجاب فاطمة المعصومة عليها السلام .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68596
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19