• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من هو الملا باسم الكربلائي ؟؟؟ .
                          • الكاتب : اسراء العبيدي .

من هو الملا باسم الكربلائي ؟؟؟

 أيام من حياتي مضت بصمت ... بعد أن نفذ مني الوقت ... مرت لحظات حتى تذكرت ... أيام نشأتي عندما ترعرت في بيئة حذرتني من ( الدين والسياسة ) وهكذا علموني أن أبتعد عن شئ اسمه ( دين أو سياسة ) ، ولكن عندما كبرت واجهت صعوبة الحياة وخصوصا عندما كان عمري 24س أتذكر دخلت دورة أقامتها منظمة نساء بيث نهرين ولقد اختاروني من بين الجميع أن اكون محاضرة أعطي محاضرة عن حقوق المرأة . فشعرت بمسؤولية كبيرة ولكني تمالكت نفسي عندما جاء المشرف وكان من الصعب جدا أن أعطي محاضرة أمامه ولنساء كبيرات مشاركات في الدورة هم اكبر مني سنا ، ولكن بفضل الله تفوقت بدرجة امتياز وأصبحت لدي قدرة على إقناع الناس وهذه القدرة بدأت انميها من خلال عملي في الصحافة والاعلام الذي جعلني أتعمق في السياسة . لذلك بدأت أقرأ للمفكر السياسي سامي ريحانا وقرأت جميع كتبه عن ( العالم في مطلع القرن 21 ) وعن احداث القرون التي سبقتنا ، ولكني بعد ذلك بدأت احاول أن أتطرق لشئ إسمه ( دين ) فإنصدمت بشئه اسمه ( الطائفية ) التي كنت لا اعرف عنها شيئا سوى قرائتي في بعض الجرائد عن السنة والشيعة . ومرت 3سنوات اصبح عمري 27سنة مازلت أتذكر في الشهر السادس من العام الماضي بالصدفة كنت أتابع قناة العراقية فسمعت انشودة ( كل قطرة دم بشرياني تهتف بإسمك ياحسين ) .
هذا الصوت هز كياني ولمس قلبي الرقيق لذلك بحثت عن اسم الشخص بالانترنيت فرأيته شخص معروف بالعالم وليس فقط على مستوى العراق . ( باسم الكربلائي ) هذا الإسم جعلني أتسائل من هو ؟ ولكني لم اشاهد له إلا صورة واحدة ومن ثم انقطع الانترنيت قبل أن أقرأ نبذة عن حياته أو أسمع له أي إنشودة . فمر يومان لأتلقى صدمة سقوط الموصل عندما دخلت عصابات داعش ، وبعد أن عاش العراق في جو من الرعب أنا الفضول كان يقتلني لكي أعرف من هو باسم الكربلائي ؟ !!! لأن الانترنيت قطعوه لمدة أربع أشهر خوفا من عصابات داعش التي بدات تتصيد بالماء العكر واستخدمت النت وسيلة لتحركاتها ، وبعد رصد أكثر من حالة تم بالاتفاق مع جميع شبكات الاتصال بالعراق قطع النت بعد ان اعلنو حالة الطوارئ في العراق .
رغم كل ماحدث انا كنت مندهشة من حالنا لاننا في البيت ليس لدينا أي قناة دينية سواء شيعية أو سنية ولكن بالصدفة جائت أختي المتزوجة وسالتها من هو باسم الكربلائي ؟ فقالت لا اعرف فقط زوجي له انشودتين كانت (تزوروني ) و (روحي مشتاقة وبعيد الدرب ) هذه الانشودتين نقلتهما لموبايلي وسمعتها . ومرت الأيام حتى تحسنت اوضاع العراق وعادت شبكة الانترنيت ولكني في تلك الفترة كنت مريضة المهم جاء الشهر الواحد اتذكر نهاية الشهر استخدمت الانترنيت ومن ثم عرفت من هو الملا باسم الكربلائي . وقبل كل تلك السنوات التي سبقت لم اعرف من هو ؟!!! اذا مضت سنة وثلاثة أشهر حتى علمت من هو الملا باسم الكربلائي . لذلك دعوني اخبركم من هو ، ليس من باب المديح والثناء ولكن لكي تعرف بعض الناس من هو ؟ والتي تجهل حقيقته من يكون ؟ .
هل هو رادود أم منشد ؟ أم ملا ؟ أم قارئ ؟ وهل سيصبح فيما بعد قارئ للقرآن ؟ لينافس مع قائمة قراء القرآن المعروفين أمثال عبد الباسط عبد الصمد وأحمد بن علي العجمي ومشاري العفاسي . أعتقد نحن العراقيين بحاجة إلى أن يلمع اسم قارئ عراقي للقرآن وسط العالم العربي الذي تعود أن يستمع للمصري عبدالباسط وللسعودي احمد بن علي العجمي وللكويتي العفاسي ، وخصوصا ان امكانية صوت الملا باسم تؤهله لذلك لان صوته افضل من اصواتهم بكثير ولكن هل سيصبح فعلا قارئ للقرآن الله أعلم .
اذا الملا باسم الكربلائي ولد في أرض الحسين كربلاء المقدسة حفظه الله بإسمه السلام القدوس وأبعد عنه شر النفوس لقب ب ( الاسطورة ، صاحب الحنجرة الذهبية ، سفير الانشاد الحسيني ، ناعي الحسين ، صوت كربلاء الحر ، أسد الشيعة ، قمر المنابر ، مالك القلوب ، حبيب الملايين ، صوت الشيعة الناطق بالحق ، البلبل الصداح ، ملك الرواديد ، اسطورة العصر والزمان ، سفير الدمعة الزينبية , خادم الزهراء, اسطورة المنبر الحسيني ) .
مهما تعددت الألقاب سيبقى ذلك ( الصوت الملائكي ) والإسم العالي المرفوع براية الله وأكبر الذي أشرقت عيناه بالنور في كربلاء المقدسة التى إستنارت بصوته الشجي الذي عرف بالولاء لأهل البيت ، وفيما بعد أصبح من رموز الانشاد في العالم الاسلامي وأصبحت له مدرسة تعرف بإسمه بين عشاق المنبر ورواده .
باسم الكربلائي ذلك الرجل الذي عشق في طفولته قراءة القصائد الحسينية أما إرتباطه بالمنبر الحسيني بدأ سنة (1981) فقرأ أول قصيدة ( حماي الدخل ) للشاعر الشيخ باقر الخفاجي في موكب عزاء الزنجيل مدينة قم المقدسة وهناك بدأت مسيرته الحسينية .
باسم الكربلائي ذلك الصوت المبارك ببركة رب السماء رافقته عناية الله فهو في كل ماقدمه إبداع فوق الحدود . سيبقى إن شاء الله شمعة مضيئة في قلوب محبيه لانه بصوته الذهبي وبنبرة الحزن في صوته تمكن من إيصال رسالته إلى العالم ، تلك الرسالة التي تتحدث عن مظلومية اهل البيت فقد ترجمها ترجمة حرفية وروحية بصوته الجبار الذي بداخله ثورة حسينية لا تهدأ . فيا إلهي إفتح لي أبواب رحمتك فابوابك من ذهب وياقوت ... وأنا لا أريد الطعام والقوت ... لاني سأجمع قوتي وزادي كالنملة المطيعة التي تجمع قوتها في الصيف وتتناوله في الشتاء. وإذا جاء الخريف ستهب علي رياح محبتك ومحبتك في قلبي يا الهي أغلقت كل أبواب الخوف ، وأنا أعلم إن عرشك في السماء لذلك سأقدس السماء وأرفع يدي وأدعو هذا الدعاء ( يارب احفظ الملا باسم الكربلائي وجميع خدام الحسين ) لاني قلبي سوف سوف ينشد دوما براية الحسين ويبقى على عهده عهد العقيدة والحق . لذلك وداعا لكل ذرة ألم لأني سأبتسم دوما مهما طال الالم فليطول لأني تلك الفتاة التي تقدس السماء تلك التي فيها عرش الرحمن الذي قال أنا اجيب دعوة الداعي إذا دعاني . فبحق قدسيتك وعضمتك إسمح لي يا ربي أن أشكرك لأنك أرشدتني العام إلى سماع اناشيد الملا باسم الكربلائي فلولا رحمتك يا الهي ماكنت أعلم بوجود رادود إسمه باسم . فبعدما أكرمتني يا الهي بالاستماع إليه تأكدت أنا على الطريق الصحيح ذلك الطريق الذي سار به على نهج الحسين درب الحق والهدى . شكرا لك يا الهي يامن سقيتني من كأس الفناء وألبستني ثوب الفناء وأغرقتني في بحر الفناء وجعلتني غبارا في ممر الأحياء وجعلتني فداءا للارض التي وطئتها أقدام ألأصفياء في سبيلك يارب العزة ، فيا إلهي أسألك ان توقد مصباح باسم الكربلائي في خدمة أمرك .
وفي الختام سأقول الشمس غابت وسوف تشرق من جديد ... أما فؤادي فيهمس لي في الظلام عن عيون الدنيا التي لاتنام ... أهكذا هي الحياة أشبه بحطام من جليد أم هي وميض من ذكريات وأحلام....وتصبح بعد حين حلم في المنام وتدق نواقيس الزمان بيد من حديد ... فكم طال حزني يا الهي إرحم دموعي قلبي يؤلمني وصوت الملا باسم الكربلائي يدمرني ويزلزلني فكم مرة وعدت نفسي أن لا أسمع صوته وأتوقف عن الإستماع لأناشيده ولكني اتفاجئ بعودة ذلك الصدى ، إنه صدى صوته الذي تحتفظ به ذاكرتي ومن ثم أجد نفسي لا أقوى إلا على البكاء والحنين لصوته الشجي . لن أقول سوى إن الملا باسم هو أجمل من أن أتوهم ضياءا من القمر وأجمل من أن أختصر الوجود فيصعب على ألأمر . فقد رهنت عقلي وبعضا من قلبي وكفاني التعلق بذلك الصوت الملائكي . لن أصبح تلك المعذبة واتساءل هل كنت أبحث عن ذلك الصوت أم عن نفسي وفي دمعي حنين لصوت ملائكة الرحمن التي أسمعها في أحلامي ، ولكن رغم كل ماقلته سيبقى ذلك الصوت يعانق السماء وأنا اتساءل إلى أين يمضي قلبي .
فمن هو الملا باسم الكربلائي أعتقد أنا لا أستطيع أن أصفه لأني أعلم إن الكلام لاينصفه لانه قليل بحقه. فإذا قيل عنه إنه حبيب الملايين اذا هو معروف من هو في قلوب محبيه وليس كلامي عنه هو الذي يستطيع أن يخبر العالم من هو ؟ ومن يكون ؟ ولكن شاءت الأقدار وإقتضى الأمر أن أكتب مقالة تتحدث عنه ليس من أجل المديح لانه اولا : غني عن التعريف وثانيا : لست أنا التي سوف أكتب عنه ويلمع إسمه لانه كالنجم الضاوي يضيء في سماء العشق الحسيني الذي أصبح على لسان كل محب لآل البيت ورسوله .
الملا باسم الكربلائي إسم لن يمحو ذكره الزمان لانه نقش بماء الذهب .فلو قلبنا صفحات التاريخ لوجدنا إنه إسطورة لن تكرر في تاريخ البشرية ويكفي فخرا إنه إسمه فاز في القرعة خمس مرات للدفن في حرم الامام حسين سلام الله عليه .
مهما تعددت الأسماء والمسميات ومهما أبحرنا في عالم العشق الحسيني سنجد كربلاء تلهج بإسم إبنها ( باسم الكربلائي ) ذلك الذي أبعدته الضروف قسرا عن أرض الحسين ولكنه حتما سيعود ، وعندما سيعود إلى أحضان كربلاء لن يعود إلا وقد أفنى عمره بخدمة مدينته التي نشأ فيها وتربى على أرضها وشرب من ماءها . رغم بعده عن العراق لكن الجميع لاحظ أن أغلب قصائده وأناشيده التى قدمها تغنت بحب كربلاء التى لها طابع خاص وحنين لا ينتهي .
باسم الكربلائي فخامة الاسم فقط تكفي أدامه الله فخرا للعراق وذخرا ممتدا لسنين وأجيال بعد أجيال ، على المدى البعيد سيبقى إرث تاريخي تتوارثه الناس ولاتنسى ذكراه لانه خالد للابدية




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=70815
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18