• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح303 .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح303

 للسورة الشريفة فضائل كثيرة منها ما جاء في كتابي ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ سورة السجدة في كل ليلة جمعة اعطاه الله كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما كان منه وكان من رفقاء محمد واهل بيته عليه وآله السلام وفي ثواب الأعمال عنه عليه السلام من اشتاق الى الجنة والى صفتها فليقرأ الواقعة ومن احب ان ينظر الى صفة النار فليقرأ سجدة ولقمان وفي الخصال عنه عليه السلام قال ان العزائم اربع اقرأ باسم ربك الذي خلق والنجم وتنزيل السجدة وحم السجدة .

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
الم{1} 
تقدم الحديث عنها . 
 
تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{2} 
تقرر الآية الكريمة (  تَنزِيلُ الْكِتَابِ ) , القرآن , (  لَا رَيْبَ فِيهِ ) , لا شك , (  مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ) .   
 
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ{3} 
تنقل الآية الكريمة قول كفار مكة بحق القرآن (  أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ) , افتراه وخلقه محمد , فكان الرد حاسما (  بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ) , الخطاب للنبي الكريم محمد "ص واله" والمعني به عموم الثقلين , (  لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ ) , يذكر النص المبارك احدى وظائف القرآن الكريم , الانذار , قوم لم يأتهم نذير قبله "ص واله" , ويصطلح عليهم أهل الفترة , فترة انقطاع الرسل { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }المائدة19, (  لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ) , بما تنذرهم .    
 
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ{4} 
تضيف الآية الكريمة (  اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) , لا يعرف ان كانت من ايام الدنيا ام من ايام العالم الاخرة , غير ان المعلوم ان كلا العالمين لم يخلقا بعد , (  ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) , بما يليق به جل وعلا , يرى بعض المفسرين ان العرش مورد او مصدر القدرة والاقتدار , العلم واللطف ... الخ , (  مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ) , ليس لكم ايها الكفار من دونه ناصرا ولا محاميا يدفع عنكم العذاب او حتى يخففه , (  أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ) , بمواعظه جل وعلا .  
 
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ{5} 
تضيف الآية الكريمة مستكملة موضوع سابقتها (  يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ) , " يعني الامور التي يدبرها والامر والنهي الذي امر به واعمال العباد كل هذا يظهر يوم القيامة فيكون مقدار ذلك اليوم الف سنة من سني الدنيا وقد سبق في سورة الحج اخبار في هذا المعنى" –تفسير القمي- , (  ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ) , الامر والتدبير , (  فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) , يختلف المفسرون في النص المبارك فمنهم من يرى :    
1- ان يوما واحد في العالم الاخر يعادل خمسين الف يوم من سني الدنيا . 
2- ان العدد المذكور للمبالغة والكثرة , لبيان شدة اهوال يوم القيامة التي سوف يقاسيها الكافر , بينما ستكون هينه وميسرة على المؤمن . 
 
ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{6}
تضيف الآية الكريمة استكمالا للموضوع  ( ذَلِكَ ) , الخالق المدبر , (  عَالِمُ الْغَيْبِ ) , ما غاب عن الخلق , عن الحواس والمدركات , (  وَالشَّهَادَةِ ) , ما شهده وحضره الخلق وادركته الحواس , (  الْعَزِيزُ ) , المنيع في ملكه , الغالب على امره , (  الرَّحِيمُ ) , بعباده المطيعين .   
اشارة : 
(  الرَّحِيمُ ) خاص للمؤمنين فقط , اما ( الرحمن ) فيشمل البر والفاجر .  
( عن ابي عبدالله "ع" : الغيب ما لم يكن والشهادة ما قد كان ) . "تفسير البرهان ج4 للسيد هاشم الحسيني البحراني" . 
 
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ{7} 
تستمر الآية الكريمة (  الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ) , احكم خلق كل شيء , موفرا له ما يحتاجه , ممكنا اياه من ممارسة نشاطاته , دون ان يخرج كل ذلك عن حكمته وقضاءه , (  وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ ) , وهو جل وعلا الذي خلق آدم من طين .   
 
ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ{8} 
تستمر الآية الكريمة في نفس الموضوع (  ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ ) , ذريته , وطريقة تكاثره , وسميت "نسل" لأنها تنسل منه , (  مِن سُلَالَةٍ ) , يرى السيوطي انها العلقة , بينما يرى القمي " هو الصفوة من الطعام والشراب " , (  مِّن مَّاء مَّهِينٍ ) , النطفة .    
 
ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ{9} 
تستكمل الآية الكريمة الموضوع ( ثُمَّ سَوَّاهُ ) , قومه بتصوير خلقته , " استحاله من نطفة الى علقة ومن علقة الى مضغة حتى نفخ فيه الروح" –تفسير القمي- , (  وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ) , ثم مرّ بمرحلة نفخ الروح ليكون حيا بعد ان كان جمادا , (  وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ) , خصّت للسمع والبصر والتعقل , (  قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ) , مع كل ذلك شكركم قليل . 
 
وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ{10}
تروي الآية الكريمة على لسان المشككين والمكذبين (  وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ ) , أي اختلطنا فيها و أندرست معالم اجسادنا في التراب , (  أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) , استفهام انكار , انبعث مرة اخرى بعد ان يتجدد خلقنا , (  بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ ) , لقاء الله تعالى في البعث .  
 
قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ{11}
تخاطب الآية الكريمة النبي الكريم محمد "ص واله" ان يجيبهم (  قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ ) , يستوفي نفوسكم ملك الموت واعوانه "عزرائيل – ع - " , (  الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ) , أي اوكلت به مهمة قبض الارواح , (  ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) , الحساب والجزاء .   
(  عن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما اسري بي الى السماء رأيت ملكا من الملائكة بيده لوح من نور لا يلتفت يمينا ولا شمالا مقبلا عليه كهيئة الحزين فقلت من هذا يا جبرئيل قال هذا ملك الموت مشغول في قبض الأرواح فقلت ادنني منه يا جبرئيل لأكلمه فأدناني منه فقلت له يا ملك الموت اكل من مات أو هو ميت فيما بعد أنت تقبض روحه قال نعم قلت وتحضرهم بنفسك قال نعم ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله عز وجل لي ومكنني منها الا كالدرهم في كف الرجل يقلبه كيف شاء وما من دار في الدنيا الا وادخلها في كل يوم خمس مرات واقول إذا بكى اهل البيت على ميتهم لا تبكوا عليه فان لي اليكم عودة وعودة حتى لا يبقى منكم احد.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله كفى بالموت طامة يا جبرئيل فقال جبرئيل ما بعد الموت اطم واعظم من الموت ) . "تفسير القمي" .     




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=71316
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18