• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : بابيلون ح25 .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

بابيلون ح25


كلف كل منهما بمهمة خاصة , بينما استمر جيشه بالتقدم نحو القائد زندكار , الضابط زاناكاف انفصل عنه برفقة عشر فرق , ليسلك طريقا جبليا , اما الضابط سيزون انفصل ايضا عنهما , برفقة عشر فرق , ليسلك جهة اخرى عبر الغابات المجاورة .
كان القائد زندكار مبتسما لوصول جيوش وحوش الخناكل ومن يرافقهم , اشتبكت جيوشه معهم , كانت الثوار على وشك الانهيار , فخفف عليهم الضغط وزادهم عزيمة سماعهم بوصول وحوش الخناكل .
جيش الخناكل كان اكثر عددا , فكانت له الغلبة في الميدان , لذا اطلق القائد زندكار علامة لتدخل فرقه الخمسون المختبئة في الغابة , اطبقوا بدورهم من خلف وحوش الخناكل , اشتبكوا معهم في قتال مرير , عند ذاك اطبق الضابط زاناكاف بفرقه من خلفهم , تلاه الضابط سيزون , لكن من جهة اخرى , أبتلعوهم كما يبتلع الحوت فريسته , ارتبك القائد زندكار , فقرر الهرب , في الطريق , كلمه الوزير خنياس عبر الشاشة الرادارية :
-    الى اين يا زندكار ؟ .
-    لقد انقلبت كفتي الميزان سيد الوزير ! .
-    أتهرب تاركا جنود الامبراطورية خلفك ؟ .
-    سيدي ... لا يمكنني البقاء اكثر .
-    أتعرف معنى هذا ؟ .  
لم ينتظر الوزير خنياس الجواب , فأمر احد الوحوش الطيارة ان يسدد احدى صخوره عليه ليقتله , اقترب الوحش الطائر الامبراطوري من عربته , سدد الرماة نحوه , فقتلوه .
ظهرت صورة الامبراطور امام الوزير خنياس , الذي بادر الى الانحاء :
-    ماذا يجري يا خنياس ... جيوشنا تهزم وتسحق ! .
-    سيد الامبراطور المعظم ... لا غرابة في ذلك ... وحوش الخناكل اشداء .. اذكياء .. وضباطنا مغرورين ! .
-    وماذا تفعل انت ؟ .
-    انتظرهم على مشارف ايروس ... سوف اتولى الزمام بيدي هذه المرة ! .
-    احذر ولا تغتر انت ايضا ... يجب ان تعلم ان هناك اضطرابات في جميع مدن الامبراطورية ... ينادي الاغبياء بتنحيتي وتنصيب خنكيل بدلا مني ! .
-    اعلم ذلك ... وقد اصدرت اوامر مشددة تقضي بإعدام كل من يتفوه بمثل هذه التفاهات ! .  
-    حسنا لنرى تدبيرك يا خنياس ذو العيون الخمسة ! .
                        **************************
عمّت الاضطرابات في جميع مدن الامبراطورية , اعمال شغب , تصادم مع الجنود والشرطة , مطالبين بخلع الامبراطور زنجدار وتنصيب القائد خنكيل محله ,   
                      ****************************
بعد هروب القائد زندكار انكسرت جيوشه , تفرقت في الغابات والوديان , بينما احتفل الثوار ووحوش الخناكل بهذا النصر الجديد .
اجتمع ينامي الحكيم مع القائد خنكيل وضباط كلا منهما , لتدارس الوضع الجديد :
-    ايروس الان بعد مسير يوم من هنا ! .
-    سوف لن تكون هناك حروبا الا على مشارفها ... فقد سحبوا جيوشهم اليها ! .
-    سيكون قتالا مرا ... يجب ان نقسم جيوشنا الى عدة اقسام ... كما ويجب ان لا نعتمد على من لدينا ... سيدي ينامي الحكيم اطلب المزيد من الدعم والمزيد من المتطوعين ... كل ما لدينا لا يكفي لخوض غمار حرب ايروس .
-    اعلم ذلك جيدا ... قد ارسلت بطلب المزيد من المتطوعين .
-    ان خنياس سيتولى القيادة هناك ... وهو محتال جدا ... ينبغي الحذر ! .
-    اعلم ذلك ... لكن ( هو ) وعدني انه سيتولى قيادة المعارك على مشارف ايروس .    
انبهر الجميع لسماع ذلك , استبشروا فيما بينهم , فأردف ينامي الحكيم :
-    مهمتي تنتهي هناك ... عند ايروس ! .  
مشيرا بيده نحو الطريق المؤدي الى ايروس , في اليوم التالي , تدفقت الجيوش نحو بوابات ايروس , جيوش الوزير خنياس من الداخل , وجيوش الثوار والخناكل من الخارج , اكداسا من اللحوم المعدة للتقطيع , لم يكفهم الغذاء , فأكلوا الحشيش , يكاد النهر المجاور ينفد ماءه , الجنود يراقبون الجنود , بينما القادة يسترقون النظر الى الميادين , يفكرون بالخطط الانسب , يبحث كلا منهما في نقاط ضعف الاخر , ليلج من خلالها , احدهما يجب ان يدوس , والاخر يجب ان يداس تحت الاقدام ! .
حلق وحش الوزير خنياس فوق شريط تقابل الجيوش , كانا شريطين طويلين , كثعباني امازون , يتأمل ويفكر بالخطة الافضل , وهو يرى القائد خنكيل يعبأ جنوده هنا وهناك , ويختلس النظر لينامي الحكيم يعبأ ويعيد ترتيب سراياه , حلق وحشه الطائر الى ما خلف الثوار , فشاهد خطوط الامدادات مستمرة , المزيد من الثوار يلتحقون بالميدان , واخرون ينقلون البضائع والمؤن , وغيرهم يدحرج الحجارة المعدة لقاذفات اللهب , ثم اقفل عائدا الى مقره .
استقبله احد قادة جيشه :
-    كيف تسير الامور ... سيدي الوزير ؟ .
-    ستكون حربا طويلة الامد ! .
-    لدينا القدرة على خوض أي نوع من الحرب ... مهما كانت مدتها طويلة ام قصيرة ! .
-    لكني لا اريد اطالتها ... المزيد من الوحوش سوف يلتحقون بالقائد خنكيل ... يجب ان تسدوا كل الثغرات .
-    اصدرت اوامري بقتل كل من يحاول الالتحاق بالقائد خنكيل الخائن ! .
-    احسنت يا جلبعيط ! .
-    متى سنضع خطط المواجهات سيدي الوزير ؟ .
-    يجب ان نهلكهم من التعب والسهر ! .
-    كيف ذلك ... سيدي الوزير ؟ .
-    سترى ! .  
فتحت مجموعة من البوابات , خرج منها الف وحش طائر , حامت فوق تمركز الثوار , القت اكداسا من الافاعي والعقارب , لكن .. ليست حقيقية , دبّ الرعب بين صفوف الثوار , ظنوها حقيقية , تركوا اماكنهم , اختلت صفوفهم  , رجفت بهم موجة من الهرج والذعر , اخذ ينامي الحكيم يصرخ فيهم :
-    الا ترون انها مجرد لعب اطفال ... أتخدعون بلعب اطفال ؟ ! .
-    ألم اقل لك يا سيدي ينامي الحكيم ان الوزير خنياس محتال ! .
-    اعرف ذلك جيدا يا صديقي خنكيل ! . 
أرخى الليل سدوله , هجع الثوار للراحة , بعد يوم طويل , امضوه في العمل الشاق , اما معسكر الوحوش , فلم ينم بعد , لا زالوا ينتظرون الحفلة , احضروا الكثير من البراميل , سكبوا محتوياتها امام معسكرهم , كانت مملوءة بمختلف انواع الحشرات والديدان , ثم اضرموا النار , هربت الحشرات منها , لكن باتجاه معسكرات الثوار , هجمت على الخيام , شرعت بنهش الاجساد , عمّ الصراخ , وحدثت فوضى اخرى شبيه بفوضى الصباح , لكنها اكثر خطورة , فالعدو هذه المرة لا يكاد يرى بسبب الظلام وصغر حجمه , امضوا ليلتهم تلك على هذه الوتيرة , حتى اشرقت الشمس , معلنة نهار يوم جديد .
كانت صفوف جيوش الوحوش لا زالت متناسقة متسقة , اما صفوف الثوار فقد فعلت الفوضى فعلتها , بادية على وجوههم اثار التعب والسهر , شرعوا بإعادة تنظيم انفسهم , فلا يعلم متى ستبدأ المعركة .
فتحت البوابات , لتخرج الوفا من الوحوش الطائرة , حامت فوق معسكرات الثوار , ثم ألقت عليهم المزيد من الافاعي والعقارب , لكن هذه المرة كانت حقيقية , شاهدها الثوار , استهزئوا بالأمر :
-    يا لغباء الوحوش ... يعيدون نفس الخطة مرتين ! .
-    سوف أخذ منها لعبا لأطفالي ! .
-    هذه الكمية اكثر مما القوه يوم الامس ! .    
حالما وصلت الافاعي والعقارب الى الارض , وبعضها سقط على الرؤوس والاكتاف , مارست دورها بالنهش واللسع , مثيرة رعبا حقيقيا هذه المرة , اما وحوش الخناكل فكانت تخشى العقارب اكثر من اي شيء اخر , تشتت صفوفها هي الاخرى .
اقترب القائد جلبعيط من الوزير خنياس مستعلما :
-    سيد الوزير ... أليس الوقت مناسبا للهجوم ؟ .
-    ليس بعد ! .
***  يتبع

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=71667
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28