• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : انتفاضة النجف ودورها في ثورة العشرين .
                          • الكاتب : علياء موسى البغدادي .

انتفاضة النجف ودورها في ثورة العشرين

تمر علينا ذكرى ال  91 لثورة العشرين في العراق .تركت اثر كبير في الحياة السياسية الوطنية والفكرية في تاريخ العراق .لم تكن ثورة طارئة بل كان لها ممهدات سبقت الثورة كان لها اثر واضح في نشوب الثورة . ومن اهمها انتفاضة النجف عام 1918م حيث كانت النجف مابين 1915_1917 تحكم نفسها بنفسها الى ان تعيّن في اب 1917 حميد خان، بوظيفة ممثل الحاكم السياسي في النجف. في تلك الفترة ازدهرت التجارة في النجف لأرتباطها مع تجار البصرة وذلك لزيادة الحاصلات الزراعية القادمة لها من مناطق اخرى وكانت تطلبها الاطراف المتحاربة الانكليزية والتركية ونتيجة لهذا الفن وبدافع من العقلية البدوية فأن أهل النجف قد اشتروا الاسلحة للحفاظ على ثرائهم وحياتهم وحدثت حادثة حيث قام (نجم البقال) في النجف بمفاجأة السلطة وذلك بقتل الكابتن (مارشال) حاكم النجف السياسي في حينها. وفد لعبت النجف دور بارز في الجهاد والثورة . بالرغم من السياسة الطائفية التي كانت تطبقها الدولة العثمانية بحق شيعة العراق، إلاَّ انهم لبوا بقيادة علمائهم، نداء الجهاد الذي اصدره شيخ الاسلام في اليوم السابع من تشرين الثاني عام 1914م، بوصفه الرئيس الروحي الرسمي وصاحب أرفع منصب ديني في الدولة العثمانية، هذا يبيّن حرصهم على الديار الاسلامية وتناسي الخلافات أمام الغزو الاستعماري الكافر. فحارب المجاهدون الشيعة بقيادة علمائهم الأفاضل، جنباً إلى جنب، مع القوات العثمانية ضد القوات البريطانية التي نزلت في الفاو جنوب البصرة، وكان عدد المجاهدين حسب التقارير التركية، يقدر بـ 18000ألف مقاتل، أما في منطقة القرنة فقدر عددهم بأربعين ألف. توزع المجاهدون على ثلاث جبهات:

 

القلب: مركز القرنة، يقوده العلماء: مهدي الحيدري، وشيخ الشريعة، ومصطفى الكاشاني، عبد الرزاق الحلو.

الجناح الأيمن: مركزه الشعيبة، يقوده العلماء: محمد سعيد الحبوبي، وباقر حيدر، ومحسن الحكيم.

الجناح الأيسر: مركزه الحويزة، يقوده العلماء: مهدي الخالصي وولده محمد الخالصي، وجعفر الشيخ راضي.

لكن العثمانيين مُنوا بالهزيمة في معركة الشعيبة، وكان السبب الرئيسي لذلك انتحار سليمان عسكري بيك، فراحوا يتهمون العرب بأنهم كانوا سبب الهزيمة.وكان من جراء الهزيمة أن ثارت النفوس وانتشرت روح التمرد في جميع أنحاء الفرات الأوسط والأسفل، فشعرت القبائل الضاربة في هذه المنطقة، بأنه قد آن الاوان للقضاء على كل حكم أجنبي واحتلال غريب سواء كان ذلك من قبل الأتراك أو الأنكَليز. شحذ العائدون من حركة الجهاد الهمم وضاعفوا من حماسهم للعمل ضد الانكَليز، خاصة بعد سقوط بغداد في 11 آذار 1917م والذي وصفه السيد مهدي الحيدري بانه (( سقوط الإسلام من السماء إلى الأرض )).فاتفق القادة الدينيون وزعماء العشائر على تأسيس حزب لمواجهة الاحتلال البريطاني من خلال مشروع اسلامي يسعى لاقامة حكومة اسلامية، ودعم الجهود الرامية إلى الوحدة العربية المستقلة تماماً عن النفوذ الأجنبي.وقد وضع هذا المشروع علماء مجتهدون منهم: عبد الكريم الجزائري، محمد جواد الجزائري، محمد علي بحر العلوم ومحمد علي الدمشقي الذين أسسوا لتنفيذه تنظيماً حزبياً وهو حزب النهضة الإسلامي، وأقاموا له هيكلاً ونظاماً داخلياً، وكانت الأحزاب في ذلك الوقت تسمى على الأغلب جمعيات، فغلب عليها هذه التسمية وأصبح معروفاً باسم (( جمعية النهضة الإسلامية )) وكانت هيئتها الادارية تتكون من:

محمد علي بحر العلوم رئيساً

محمد جواد الجزائري عضواً

محمد علي الدمشقي عضواً

عباس الخليلي سكرتيراً عاماً

كما انضم إلى الجمعية معظم رؤساء النجف وزعمائها المحليين ، وضمت أيضاً كسبة مثل المدعو ((ابن العيدة)) ((والحاج نجم البقال)) اضافة إلى انضمام بعض رؤساء العشائر إليها كمرزوق العواد ورايح العطية ووادي العلي وسلمان الفاضل. وكان للجمعية جناحان سياسي وعلى رأسه العلماء والمثقفون والشعراء، وعسكري يعتمد الجهاد. قادت جمعية النهضة الإسلامية ثورة النجف في 19 آذار 1918م والتي صادفت الذكرى الأولى لأحتلال بغداد من قبل الانكَليز، فقتل الحاكم السياسي البريطاني: الكابتن مارشال من قبل الحاج نجم البقال وهو عضو في الجناح العسكري اضافة إلى جرح أحد مساعدي الحاكم.وتحول هذا الحادث إلى انتفاضة شبه شاملة فرضتها ظروف المنتفضين على مدينة النجف، فأدركت السلطات البرطانية خطورة الموقف، فاستعاضت عن اقتحام المدينة واحتلالها عسكرياً بفرض حصار على المدينة من كل الجهات. استمرت الثورة 45 يوماً اشترك فيها الألوف من أهالي النجف، وعن الجانب البريطاني اشترك في القتال وفي الحصار أكثر من ثمانية آلاف جندي.انتهت الثورة باعدام قادة الجناح العسكري ونجاة سكرتير الجمعية الذي حكم بالاعدام واستطاع الهرب من المعتقل، ونفي تسعون عضواً من أعضائها، منهم تسعة مدى الحياة في الهند حيث قضوا سبع سنوات في المنفى قبل أن يُعفى عنهم. أما البريطانيون فقد قدرت خسائرهم بسبعمائة قتيل، وكان من المتوقع اشتراك عشائر الفرات الأوسط في الثورة وتصبح شاملة إلاَّ ان تسرع الجناح العسكري في اعلان الثورة حال دون ذلك.

ويمكن اعتبار ثورة النجف كأول ثورة لمدينة عربية ضد الاحتلال البريطاني وشنق من أبناء المدينة أحد عشر شخصاً وهم بهذا أول عراقيين يشنقون، وأول مجموعة عراقية تجاوز عددها المائة شخص تساق إلى المنفى وأول سجناء سياسيين يستقبلهم سجن بغداد.

 

 

 

فشلت انتفاضة آذار 1918م في النجف لعدم كفاية الدعم لها، ولأن البريطانيين اتخذوا من جهة اخرى اجراءات قوية بما في ذلك الحصار الذي اعقبته حملة من الابعادات والاعدامات العامة.وبرغم من كل الاحداث التي مرت بعد الانتفاضة من استفتاء بريطاني للمدن العراقية وبعدها الهيجان الكبير للفرات الاوسط ضد المحتلين الغزاة البريطانيين . اريد ان اشير الى اهمية مدينة النجف الاشرف في التمهيد والدعوة لثورة العشرين الخالدة .حيث يقول الدكتور علي الوردي في كتابة لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث،الجزء الخامس/ ص: 116 (اتفقت الآراء على ان أول من نادى بالثورة المسلحة في الفرات الأوسط هو السيد علوان الياسري، وان أول من أيده في ذلك هو السيد محمد رضا الصافي). وهذا يعني ان النجف الأشرف إضطلعت بدور بارز سياسياً في بداية هذا القرن، بقيادة علمائها ومراجعها الشيعية العليا، سواءً في مقاومة السياسة الطائفية التي كانت تطبقها الدولة العثمانية بحق سكان ولايات البصرة وبغداد والموصل من المذهب الشيعي، أو في الدفاع عن بيضة الاسلام ضد القوات البريطانية الغازية التي نزلت في الفاو في عام 1914م لاحتلال الولايات الثلاثة، ملبيةً في قتالها للبريطانيين، نداء الجهاد الذي اعلنه شيخ الاسلام في استنابول في اليوم السابع من تشرين الثاني عام 1914م، ثم مقاومة الاحتلال البريطاني ونشاطها الفعّال في التهيئة والتوعية لثورة العشرين التي عرفت بالثورة العراقية الكبرى ومشاركتها في أحداثها، تلك الثورة التي رغم فشلها في طرد البريطانيين من العراق، إلاَّ انها جعلتهم يغيرون خططهم حول طريقة حكمهم للعراق وتأسيسهم لدولة العراق الحديثة بعد جلبهم فيصل الأول ليتبوأ عرشها وينتدبونه على مقدّراتها.


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : كاظم الحسيني الذبحاوي من : العراق ، بعنوان : أسرار الخيبة !! في 2011/06/28 .

أرجو على الكاتبة المحترمة والقرأء الآخرين ماجعة كتاب أسرار الخيبة في معركة الشعيبة للأب الروحاني والقائد الصمداني سماحة السيد هبة الدين الحسيني المشتهر بالشهرستاني ،ومذكرات الشيخ محمد رضا الشبيبي ومذكرات الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ،ثم مراجعة وثائق تلكم الحقبة التي كتبها الصديق ولم يكتبها العدو لترون كيف أن الأهداف المعلنة لمعركة الشعيبة وحصار النجف ومعركة 30 حزيران 1920 غير الأهداف الحقيقية التي لم تخرج عن رعاية المصالح العملاقة لقادة الرأي في العراق تحت مسمى الجهاد وهو لم يكن كذلك ؛بل كان جهاداً للحصول علىى مصالح من الدولة العلية العثمانية الكافرة أيضاً ولكن الفق بينها وبين بريطانيا هو أن الأولى ترفع شعار الإسلام ،والحديث بعد ذلك يطول . ترقبوا مقالتنا تحت عنوان ( المحنة الكبرى) أنشرها فيهذا الموقع المبارك وأنا كاظم الحسني الذبحاوي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7208
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29