• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحكومات كلها جائرة! .
                          • الكاتب : محمد تقي الذاكري .

الحكومات كلها جائرة!

بعث لي احد علماء البحرين ما كتب له بعض المؤمنين يستنكر تصرف الحكومات في توزيع الثروات وان اليوم بيت المال بيد الدولة ولازم توزعه كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله و...
وفي الحقيقة، نعم الثروات لم توزع والعدالة غير موجودة نظرا لعدة امور:
منها ان المجتمع بعيد كل البعد عن القانون الاسلامي، بل وفي الأغلب لا يقبل به اذا اضرت بمصالحه.
ومنها ان المجتمع بعيد كل البعد عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يطالب به الا اذا كانت له مصلحة بتطبيقه.
ومنها ان الحاكم يحكم بالقوة القهرية على الأغلب وليس بالحكم الالهي .
ومنها ان الحاكم لم يلتزم بالاحكام الالهية إن قلنا ان انتخابه كان وفق الاطر الصحيحة.
ومنها ان الدساتير الموجودة في دولنا كلها، ولا تستثني دولة في العالم، أُخذت من القوانين الوضعية الغربية، حتى ان بعضها يرجع الى أكثر من ١٠٠ عام، اي انه لايصلح لهذا الزمان على الاطلاق، وهي التي تسلط الحاكم على رقابنا.
ومنها ان بيت المال يمتلئ برضا الناس وليس بالقهر.
ومنها ان سراق بيت المال وضعو الاسس التي تؤدي بالنتيجة الى افلاس الأُمم.
ومنها ومنها وهكذا دواليك!
ومن الكلام ان هذا المؤمن يبحث عن دولة مثالية توزع بيت المال على الناس، والمثاليات تبقى في الاذهان ولاتتعداه.
فالحكومات التي هي باسم الاسلام لم تفهم الاسلام، وتتلاعب بآراء الناس، ان قلنابوجود الانتخابات، وتحكم على المعارض الاحكام المغلضة، وان كان مسالما، كما حصل في الشهيد الشيخ النمر والعشرات امثاله في كل دولنا ومن دون استثناء، حتى .....، نعم كلهم يحكمون على المخالف السياسي بالسجن و... مع علمهم انه كان مسالما، بل ولايميزون بين المسالم ومن شهر السلاح(!)
بينما انك لم تجد ذلك في زمن الرسول والامام علي عليهما السلام، بل ولم يعيروا له الاهتمام، ولم ينظروا له باشمئزاز مثلا، بل ومنعوا أصحابهم التعرض للمعارض الذي شتم وصعد المأذنه وحرّض الناس للثورة على المعصوم، وهناك العشرات من الشواهد التاريخية.
نعم الحكومات الغربية، ومع الاسف الكثير(!) فهموا كيف يحكمون ودساتيرهم تساهم في تطبيق الديمقراطية النسبية، واقول مع الاسف، لأننا مع وجود شواهد من الحريات في تاريخنا وديننا بعيدون كل البعد عن الحريات، والغربي مع تاريخه الاسود في هذا المجال يفهم الحرية ويطالب بها، بل والقانون يعلمه ذلك!
بل ولو قال أحدنا في بلدان الشرق الاوسط ان الحرية الموجودة في دولة .... لأتهموه بالعمالة، بل ولو ذكر احدنا ان رسول الله صلى الله عليه وآله اعطى الحرية السياسية ولم يسجن احدا، لقالت الدولة: انك تُحرض على الدولة وتقصد اننا نكمم الأفواه و....
نعم مع الأسف الشديد، اقولها بملئ فمي ان حكوماتنا، حتى .... هي في قعر جهنم الا مارحم ربي، ولكن هل انهم فقط، او نحن ايضا؟
هنا محل الكلام، ربما نحن ايضا معهم لنسليهم، او ننظر اليهم بنظرة رحيمة، او نحن في دهاليزها وهم أحسن منّا مكانا؟
انظر الى الآيات الكريمة التي تبحث النقاش والحوار بين الله والشيطان، والآيات التي تتكلم عن الآخرة وإغواء الشيطان لبني البشر وكيف ان الشيطان يتبرأ منا آنذاك !
نعم قد يكون الحاكم هو الذي قدم شكواه ضد شعبه وقال: الهي قد وليت عليهم من كان مثلهم! وسبحان الله لو غلبنا في المحكمة الهية وأصبحنا نحن في قعر جهنم وهو ينظر الينا بنظرة رحيمة، أليس في النصوص: كيفما تكونوا يولى عليكم؟
فلو تراحمنا رحمنا الله ولو تساهلنا في التعامل فيما بيننا لحكمنا من يتساهل معنا وهكذا.
وان الله ليس بظلام للعبيد.
١٣/١/٢٠١٦



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=73013
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29