• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وأعتنقُ... ديانةً رابعة (قراءة في ديوان "الديانة الرابعة" لجاندارك صقر) .
                          • الكاتب : عماد يونس فغالي .

وأعتنقُ... ديانةً رابعة (قراءة في ديوان "الديانة الرابعة" لجاندارك صقر)

  ها أنا جاندارك... ها نحن... ها كلّنا في الواقع نقف أمام شاعرةٍ، دعيني أخرق ادّعاءً قد يبدو مبالغةً، من طراز القلّة. لستُ ههنا أضفي عَلَيْكِ إطراءً، وأنا أضنّ بالكلمة، لأنّها تروح عندي حدّ الألوهة. أمَا آمنتُ أنّ "الكلمة هو الله"؟!

أمام نصوصكِ، تبادرين بقصائدَ، لا عاموديّة صحيح. ولا تشبه "المقفّى موزون"، لا شكلاً ولا مضمونًا. لكنّكِ تقدّمين فيها طبقَ شعرٍ راقٍ، يرفع شخصكِ إلى مرتبة الكلمة في ملء قامة "الإنسان". 
 
دعيني في هذه العجالة أعود بكلمة "شعر" إلى حالةٍ إنسانيّة في حقلها المعجميّ، لأقول إنّكِ تكتبين شعرًا في ما به تشعرين. لأنتِ تكتبين ما تعيشين، وأكثر، عشتِ ما تكتبين. في قصائدكِ حياةٌ دوّنت بيراعِ مبدعة. ملكَتِ ارتشفاتُ الواقع المعيوش على شخصكِ الشاعريّ، فتلقّفتِها قناعاتٍ خطّتها يدُكِ بمداد الروعة الميتولوجيّة، ما جعل تذوّق القارئ تمتّعًا، لكأنّه في هيكلٍ يعبق بفَوحِ بخور الطقوس عبادةَ الإله.
 
وفي عودٍ إلى العنوان، ولجتُ معكِ قصيدته، تقولين: "أعتنق عشقكَ أنت، ديانةً رابعة". ورحتُ في بالي أسبرُ غور دياناتٍ ثلاث، عشتِ إطار قصيدتكِ في محلّتها، لأجدَكِ تمارسين شعائر جوهرٍ متجذّر في عمقها، تخرجين به ديانةً رابعة، وأصبتِ. أمَا الحبّ أساسُ وصْلِ الإنسان عاموديًّا بما آمن به من إله... هذا الله الذي ربطَ وحدة ديانات الشرق السماويَّة على ما عُٰرِفَت؟
 
ومشت الطبيعةُ معكِ في تجسّدات مشاعركِ الطائفة على الدنيا. هكذا أدخلتِ القمر يحدّثكِ عن واقع الحبيب الذي رحل... 
في الواقع، توأمتِ نفسكِ الشاعرة مع الكلمة، تزاوجتما عهدًا لا أراه في غير ديمومةٍ بعدُ يقوم. عهدًا شاهِداه الحبّ والإبداع، يعمّدُ مواليدَه بماء الارتفاع إلى علُ، حيث ارتقاءاتُ بدعةِ الإنسان بلا حدود.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=74069
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 02 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29