• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سبعة إجابات ومازال التساؤل قائما؟ ـ 2 .
                          • الكاتب : منظر رسول حسن الربيعي .

سبعة إجابات ومازال التساؤل قائما؟ ـ 2

 كيف يفكر العراقي اليوم؟؟ هل حلّت التحديات الامنية و الصعوبات المعيشية في العراق محل كل فكر؟ وهل صارت اسعار النفط هي المكان الوحيد الذي تتوجه إليه أنظار قسم كبير من أبناءه فيما تتوجه أنظار قسم كبير آخر ناحية الإرهاب والدماء السائلة في كل مكان وناحية التدخلات العسكرية التي تجد مبرراتها ومسوغاتها في الفكر المنحرف لداعش الذي تشتغل عليه أجهزة الاستخبارات الاقليمية والدولية؟ ؟ من المسوؤل عن الذي يجري في المنطقة و العراق على وجه الخصوص ولماذا ؟؟ هذه الأسئلة تبدو مشروعة في وقت يصبح فيه نجوم الفساد «قادة الفكر»؟،

 يتصور الكثير من الناس ان التداخل في مواقف الدول و الانظمة او الاحقاد السياسية و تقاطع المصالح الاقتصادية تسببت بهذا السوء الذي تعيشه المنطقة؟ في حين يغفل الكثير عن الحقيقة؟ حقيقة ثلاث مشاريع عالمية معادية كبرى يجري تنفيذها تلتقي في المصالح والجذور تستهدف كل ما هو قائم في دائرة كبيرة مركزها كربلاء أو بمعنى أدق تمثل استعدادات إستباقية لإفشال مشروع معين تترقبه نأتي على ذكرها بشئ من التوضيح او التبسيط كما مبين ادناه  

1ـ الارهاب

ان الارهاب صنيعه غربيه خالصه خصصت لاعادة ترتيب ادارة الصراع العقائدي و الحضاري بواسطة دفع الاسلام لدخول الصراع امام ذاته بدلا من دخوله للدفاع عن ذاته وهو ايضا حجه غربيه مباشره لمحاربة الاسلام وقتل المسلمين فضلا عن الاستنزاف البشري والاقتصادي للمجتمعات الاسلاميه, حيث عملت بريطانيا على نشر الفكر الوهابي التكفيري في شبه الجزيره العربيه من خلال معاهدة دارين لعام1915 قدمت فيها الدعم المطلق لاقامة الدوله السعوديه كان الجانب الديني والفكري لها ممثلا بالمذهب الوهابي لمؤسسسه محمد بن عبد الوهاب مستندا لفتاوي ما يسمونه (شيخ الاسلام) ابن تيميه الذي ظهر بعد مضي خمسة قرون على ظهور الاسلام, وكان ابن تيميه قد أفتى بعد ان سئل عن بلدة ماردين المسلمه التي احتلها المغول هل هي بلد حرب ام بلد سلم فأجاب مفتيا(لا بلد حرب ولا بلد سلم وأنما قسم ثالث يعامل فيها المسلم بما يستحقه ويقاتل (يقتل)الخارج عن شريعة الاسلام منهم بما يستحقه) اما الفقرة المقتبسة عن ابن تيمية و التي أوردتها «داعش»، في شريط إحراق الاسير لديها الطيار الاردني الكساسبة كانت كما يلي: «فَأَمَّا إذَا كَانَ فِي التَّمْثِيلِ الشَّائِعِ دُعَاءٌ لَهُمْ إلَى الإِيمَانِ, أَوْ زَجْرٌ لَهُمْ عَنْ الْعُدْوَانِ, فَإِنَّهُ هُنَا مِنْ إقَامَةِ الْحُدُودِ، وَالْجِهَادِ الْمَشْرُوعِ». هذا اجتهاد يخالف النص القرآني على العكس من المذاهب الاخرى كان الاحرى به فعل الصحيح هو الدعوة لنصرت المسلمين لا قتلهم ولا تركهم تحت رحمة المحتل او معاملة الاسير معاملة حسنة كما أقرته الشريعة الاسلامية . لقد كانت هذه الفتاوى الدخيلة مصدر الهام الحركات الارهابيه التي ظهرت خلال العقود الماضية ومارست العنف المسلح بموجبها و بدون ان تقدم حلولا ولا برامج و لا تعرف هي نفسها هل تريد اعادة التأريخ كما كان ام كما يجب ان يكون , يمكن القول و ببساطة أن هذه الحركات الارهابية تشكل النتيجة والسبب في آن واحد لترسيخ الهزيمه واعادت تسويقها في المجتمع العربي والاسلامي و اعتبارها قدرا من خلال طرحها لمفهوم اللابديل واعاقة البحث عنه,

 وكان رجل المخابرات السعودي اسامه بن لاذن قد اسس تنظيم القاعده الارهابي في مدينة بيشاور مطلع عقد الثمانينيات بحجة الجهاد العالمي لتحرير افغانستان من الاحتلال السوفيتي حيث المأوى باكستاني والتمويل سعودي والتسليح والتجهيز امريكي ,  كتحالف مشؤوم سدد ضربة ثلالثية الى الامن والهدوء الذي يشهده المجتمع العربي والاسلامي جعلته يدفع ثمن ظهور هذه التنظيم الارهابي ومشتقاته مثل طالبان والقاعدة و داعش والنصرة وبوكو حرام بحور من الدماء وخراب لم يحدثه زلزال عنيف وعلى مدى ثلاث عقود ولا زال يقدم الارهاب نفسه بديلا ومنفذا للسياسة الامريكيةـ الاسرائيلية التي كانت مطبقة في المنطقة والمتمثلة بالاستدراج والصدمة وبين صدمة واخرى يتشكل واقع سيء جديد.

 لو قيض لأي انسان عاقل النظر في نتائج الارهاب و ما سيخلفه في المنطقة و تأثيراته المباشرة على الفرد سواء في سوريا او العراق و غيرها سيجد بنية تحتية تحتاج الى عقود من عمر الاجيال القادمة حتى تتم اعادتها الى ما كانت عليه و سيجد صراع و تفتيت طائفي وعرقي عمقته الدماء وسيجد أيضا الضبابية في المستقبل المنظور فضلا عن المعضلة الانسانية الانية التي تواجه الملايين من المهجرين والنازحين والسبايا واليتامى والارامل بلا مآوى ولا مأكل(اغلبهم من اهل السنة الكرام ) والاهم في كل هذا اصبحت راية الاسلام والنبي (ص) متهمة بهذه الاعمال اللانسانية , 

ورد في الروايات المنقولة عن النبي الكريم (ص) قال مخاطبا الصحابي عمار بن ياسر (رض) سوف تقتلك الفئة الباغية يا عمار وعندما استشهد وهو يقاتل ضمن صفوف جيش الامام علي (ع) قال الذين قتلوه من جيش معاوية , ان الفئة الباغية هي التي اخرجته للقتال  لا التي قتلته؟؟ هذا ما نراه واقعا عندما يروج الاعلام الداعشي ان سبب مأساة المحافظات الست في العراق هو المسؤول الفلاني او رئيس الوزراء الفلاني دون ان يذكر من المسؤول عن مأساة اهل السنة في مصر وتونس وليبيا والصومال وسوريا و ومالي ونيجريا ...وهي دول لا يتواجد فيها الشيعة, ان حقيقة ما يجري حاليا في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول نتاج أزمة اخلاقية تعانيها الانظمة الوهابية الحاكمة في السعودية و دول الخليج تعمل على تصديرها بسبب تهربها من استحقاقات تجاه شعوبها تحت غطاء حقد مذهبي و طائفي والدليل على ذلك الكويت دولة خليجية تحكمها اسرة حاكمة تتكون من خليط مذهبي ومستقرة تشهد هدوء نسبي وغير متورطة بمشاكل الدول الاخري بسبب نظامها الديمقراطي خلاف نظيراتها الاخرى. 

2ـ العولمة

العولمة كغزو ناعم يستهدف السيطرة على الادراك والوعي الفردي والمجتمعي وعلى وجه الخصوص النشئ الجديد الذي لم تتكون الحصانة  الداخلية له بعد في فهم العالم والتعامل مع الحياة والدين متخذة من التربية والثقافة كمدخل أو استراتيجية  لاعادة  تشكيل الشخصية المنتمية لمجتمع شرق اوسطي او عالمي واحد عممت فيه نمط الحضارة الغربية في المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية  تكون اسرائيل جزء منه.

3 ـ الشرق الاوسط الكبير

ان مشروع الشرق الاوسط الجديد اعلنت عنه رسميا وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس في عام 2006 ابان حرب تموز بين اسرائيل وحزب الله اللبناني عندما وصفت الهجوم الاسرائيلي ببداية انطلاق شرق اوسط جديد ومن الملفت للتظر كان تصريحها بعد قصف ملجأ يقطنه اطفال ونساء من قبل اسرائيل؟, ومن الامور المهمة الدالة على معاني كبيرة وخطيرة تلك الفتوى التي رافقت الهجوم الاسرائيلي انذاك و الصادرة عن عدد من كبار رجال الدين السعوديين؟ بعدم جواز الدعاء للمقاومة بالنصر على اسرائيل؟؟؟  

مما لا شك فيه ان منطقة الشرق الاوسط والعراق تحديدا هي اقدم منطقة في العالم على الاطلاق حيث شهدت اول خلق الله سبحانه وتعالى هو النبي ادم وحواء(ع) واول الخلق الذي دون التأريخ,  لقد ارتبطت هذه المنطقة بالحراك الروحي والانساني للبشريه منذ بدء التأريخ أو التدوين وأخذت مكانتها التأريخيه بعد ان ولد النبي ابراهيم (ع) أبو الانبياء في أور عام 1900 قبل الميلاد وتلبية لامر الهي غادرها مهاجرا الى وادي غير ذي زرع (مكة المكرمة) ليرسى القواعد هناك .وقد سبقه النبي نوح  (ع) حيث ولد وأبتعث في المنطقة ذاتها وتشير ألكثير من المصادر ان التنور الذي فار منه الماء في الطوفان الذي أغرق قوم نوح يقع في المكان الذي شيد عليه مسجد الكوفة. ويعود تأريخ هذه المنطقة الى ألالف الرابع قبل الميلاد عندما أقام السومريون مملكتهم عليها وأقام ألاكديون ثم البابليون والعيلاميون والكلدانيون ممالكهم فيها على التوالي و كان الملك السومري جلجامش قد بحث فيها عن سر الخلود وسميت الاقوام التي عبرت الفرات بالعبرانيه ومن بابل انطلق نبو خذ نصر لسبي اليهود عام 586 ق م. و شهدت حروبا وصراعات في حقبة ما قبل الميلاد خاضتها ممالك الفراعنة والفرس والسومريون والبابليون الأكديون والاشوريون. وفي صدر الاسلام أنطلق منها المسلمون لفتح بلاد فارس وبلاد ما وراء النهر واصبحت الكوفة عاصمة  للدولة الاسلامية في عهد خلافة الامام علي (ع) واتخذ مسجدها الذي استشهد فيه مقرا له. و في كربلاء استشهد الامام الحسين (ع) واصحابه الميامين في 1 محرم سنة 61 هجريه في واقعة الطف ويضم العراق مراقد الامام علي والامام الحسين والامام موسى الكاظم والامام محمد الجواد والامام علي الهادي والامام الحسن العسكري صلوات الله وسلامه عليهم وعلى النبي الكريم اجمعين وتوجد غيبة الامام المهدي المنتظر(عج) الذي يملاء الارض قسطا وعدلا, 

على ضوء ما ذكرناه نستخلص حقيقة ان مستقبل العراق ليس بهذا السوء المفرط كما يتصور البعض و إنما لديه عمق تأريخي مفعم بروحية الاسلام التي جسدتها سيرة أهل البيت(ع) و يعيش فيه ((مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )) ناس يمتلكون هذه الروحية ومستعدين للجود بالنفس والنفيس و بالتالي يمكن القول ان موقع هذا البلد في مسألة ظهور الامام (مشروع الامام المهدي العالمي) محور لا يفرض ولا يفترض وانما حقيقة أكدتها المقومات الموجوده فيه والاحداث التي مرت عليه. وللحديث بقية انشاء الله تعالى .  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=75647
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 26