• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حزب الله تنظيم إرهابي .... اهداف وغايات دراسة وفق معطيات الساحة السياسية العربية .
                          • الكاتب : سامي العبودي .

حزب الله تنظيم إرهابي .... اهداف وغايات دراسة وفق معطيات الساحة السياسية العربية

بعد أن صدر البيان الختامي لاجتماع وزراء داخلية الدول العربية والذي تقوده السعودية في دورة انعقاده الأخيرة في تونس2 مارس/آذار 2016 ووضع حزب الله اللبناني ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية أصبح الكلام حول ذلك ضرورياً وللرأي جولة وللمواقف صولة لكبح جماح التمادي السعودي واستخفافها بمصير الشعوب العربية وقلب الموازين وان لاتجعل من حركات المقاومة تنظيمات إرهابية ومن الإرهابيين قوى معارضة لتضفي عليها طابع الشرعية .

 

هل إن الأموال السعودية استطاعت أن تهيمن على القرار السياسي العربي ؟

وهل إن النفوذ السعودي في المنطقة  (المدعوم) من واشنطن وإسرائيل أصبح بالحجم الذي يستطيع أن يمرر إرادته وقراراته بصورة مباشر أو غير مباشر على مؤسسات القرار السياسي في الوطن العربي سواءً على صعيد جامعة الدول العربية أو دول مجلس التعاون الخليجي ووزراء خارجية العرب ووزراء داخلية العرب ......

 

وهل ان السعودية اصبحت على مستوى عالي من القدرة لقلب الموازين  وجعل من يطالب بالقضية العربية الكبرى بتحرير فلسطين من دنس الاحتلال الاسرائيلي ودعم المقاومة الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في ممارسة حقه بالعيش بحرية وكرامة وتقرير المصير في عداد التنظيمات إلارهابية ( فمالكم كيف تحكمون ) أيها العرب.... ( إن كنتم عرباً) ؟؟؟

 

أصبح القرار السعودي اليوم يسيطر على القرار العربي .... حقيقة لاتحتاج إلى دليل ونضر , وقصة الغرام (أللا) عذري بين السعودية وإسرائيل أصبحت أشهر من قصة مجنون ليلى يتغنى بها القاصي والداني , ولازال حكام آل سعود حاكماً بعد آخر يبرهنون على عمالتهم لإسرائيل من خلال المواقف والقرارات التي جاءت متناغمة مع المشروع الصهيوني في المنطقة وضرب الدول والقوى التي تشكل تهديداً لأمن إسرائيل والتي حالت دون تحقيق مشروعها الكبير (من البحر إلى النهر) ومن أهم تلك الدول هي سوريا ولبنان والعراق وإيران . 

 

إن الدور الإقليمي الذي تلعبه السعودية اليوم لايستهان به ولا يقل عن دور إسرائيل خطراً على دول المنطقة, فلطالما عمدت السعودية إلى افتعال الحروب وخلق الأزمات في المنطقة وقتل الشعوب المسلمة بدم بارد من اجل تحقيق الأهداف الصهيونية في المنطقة ( واقع حال). 

 

لقد وظف حكام ال سعود كل امكانياتهم وطاقاتهم المادية والسياسية والعسكرية من اجل الحصول على اجماع عربي حتى ان الاموال السعودية وصلت الى الازهر والذي عرف بحياديته في سبيل شرعنة المواقف السعودية تجاه قضايا البلدان الاسلامية , ولم تفتر او تتوان الماكنة السعودية عن ادلجة مواقفها دولياً قبل الشروع بعمل كانت تهم بالقيام به قبل ذلك , وذلك من خلال المؤتمرات وعقد التحالفات العربية ضد أي بلد عربي علماً ان الكثير من هذه القرارات جاءت منافية للنظام الداخلي لجامعة الدول العربية والذي نصت فقراته على عدم امكانية استخدام القوة العسكرية ضد اي بلد عربي اذا كان عضواً دائما في جامعة الدول العربية وهذا ماحصل في الحرب ضد اليمن وكذلك عدم امكانية تجميد عضوية البلد الدائم العضوية في الجامعة العربية لاي سبب من الاسباب ولكن ذلك حصل مع سوريا وتجميد عضويتها في الجامعة العربية.

 

حينما جاء الموقف العربي متماشياً مع الموقف السعودي جعل من السعودية وحشاً هائجاً تجاه دول المنطقة , فاصبحت هي من تقرر من هو الارهابي ومن هو المقاوم بحسب ما تقتضيها  المصالح الصهيو امريكية , واقناع دول المنطقة بانها قوة اقليمية عظمى يجب الانصياع الى ارادتها والدخول في حلفها ضد شعوب البلدان العربية سواءً بمحض ارادة تلك البلدان او من خلال الضغط عليها سياسياً واقتصادياً وامنياً , والالتفاف على الحقائق وتظليل الرأي العام للخروج بقرارات مشرعنة بعيدة عن ارض الواقع وشرعنة مواقفها العدائية تجاه القضايا العربية , وارتدائها جلباب المسؤولية والتدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة.  

 

ان ماحصل في اجتماع وزراء داخلية الدول العربية طعنة قاتلة في خاصرة الجسد العربي , واعطاء الشرعية الكاملة لاسرائيل بضرب جناح المقاومة الاسلامية في لبنان , بحجة محاربة الارهاب في المنطقة , وهل هنالك هدية اكبر من تلك حتى يقدمها حكام العرب لإسرائيل؟؟؟

 

رحبت اسرائيل بهذا القرار ( الداعم لها ) وعم الفرح بكل ارجاء تل ابيب , وكيف لا , والحال اليوم مع حزب الله وغدا مع فصائل المقاومة الفلسطينية , كما كان الحال من قبل مع فصائل المقاومة في اليمن والعراق .

السعودية وحلفائها حريصون على امن واستقرار اسرائيل اكثر من حرص الحاخامات على وجود اسرائيل بحد ذاتها !!!

 

مخاوف إسرائيل من حزب الله واعترافها بأنه القوة الوحيدة التي تهدد مصالحه.

 

نقلت صحيفة (معاريف) الاسرائيلية تصريحاً للمعلق العسكري الاسرائيلي ( الون بن ديفد ) انه قال): ان حزب الله اللبناني يشكل التهديد العسكري الاول على امن اسرائيل ) وقال: (ان هنالك من يشبه الحزب بتنظيم بدأ كالقط يخدش لا أكثر لكنه بالتدريج تحول الى نمر مفترس , فهو يملك حالياً (41) إلف مقاتل نظامي فضلاً عن كثيرين ممن ينخرطون في قوته الاحتياطية وان كثير منهم ذو خبرة قتالية , ولديه قوة نارية أكثر من (95%) من دول العالم , واشار بن ديفد الى خطأ من يسمون حزب الله تنظيماً ارهابياً , موضحاً ان هذا التعريف مغلوط مهنياً , اذ ان حزب الله اليوم يمتلك القدرة على توجيه ضربة اولية لاسرائيل بالاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية في يومٍ واحد و وارسال المجاميع العسكرية لاحتلال البلدات المجاورة للجدار في الجليل , انه جيش بكل ما للكلمة من معنى) , لعل بن ديفد انصف حزب الله بهذا الوصف إلى حدٍ ما.

 

اما المعلق العسكري (عامون هارئيل) فانه قال: ( ان رجال الاستخبارات في اسرائيل يتخبطون حول تقدير كيفية تاثير الحرب السورية على حزب الله , ان حزب الله استطاع خلال عمله الوثيق مع ضباط ايرانيين وروس في الفترة الاخيرة من تحسين قدراته القتالية , حيث حصل قادته ومقاتلوه الذين صمدوا سنوات في القتال على خبرة عملية ذات قيمة كبيرة , اما الان وعلى خلفية مشاركته في الحرب السورية ينضج في الجيش الاسرائيلي حقيقة مفادها : ان حزب الله تحول الى جيش بكل معنى الكلمة) , هذه هي حقيقة الامر التي دعت السعودية الى عزل حزب الله على المستوى العربي.

ان قرار وزراء الداخلية العرب اثبت انه بعيداً كل البعد عن المبادىء العربية المطالبة بتحرير فلسطين ، واجهاض كل حركات المقاومة التي تؤمن بضرورة محاربة اسرائيل وتحرير فلسطين وعاصمتها القدس الشريف , والتي تؤمن بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة , والتغاضي عن جرائم الاحتلال الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني الاعزل , وشنه حملات الابادة الجماعية تجاه الشعب المسلم في فلسطين , ( ما هكذا تورد الابل ) ياحكام العرب !!! 

 

وزير الداخلية العراقي تفاجأ بما تضمنه البيان الختامي لاجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس.

 

لقد كشف وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان انه تفاجأ بما تضمنه البيان الختامي لاجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس حول حزب الله وقال "إن اجتماع وزراء الداخلية العرب كان مخصصا لمناقشة كيفية التصدي للارهاب ومواجهة عصابات "داعش الارهابية"، لكني تفاجأت بأن البيان الختامي كان يتضمن امورا سياسية تثير الازمات فقط ".

 ان تصريح الغبان يبين كيفية الالتفاف السعودي بالحصول على اجماع عربي عن طريق التحايل على النصوص والبيانات الختامية وهذا ( اضعف الايمان ) , وكيف لا وهي الى الان لم تحقق اي هدف لها على الارض, فبالرغم من تقديمها الخسائر الكبيرة في حربها ضد اليمن الا انها هي وحلفاءها (الاعراب) لم يستطيعوا ان يحصلوا على موطئ قدم في اليمن سوى الخسائر المتتالية في المال والجند والسلاح , وكذلك الحال في سوريا والعراق.   

 

المواقف العربية الرافضة لقرار اجتماع وزراء الداخلية العرب.

ذكرت صحيفة الشروق التونسية مقالاً جاء فيه:( حين تفقد امة ما بوصلتها , وتصاب بالعمى الاستراتيجي , تسقط الثوابت الوطنية وتضيع الاولويات وتتداخل الاتجاهات وتتبدل المرجعيات الى الحد الذي يقودك فيه عدوك الى تدمير نفسك بنفسك دون ان يتورط باطلاق رصاصة واحدة , فهنيئاً لاسرائيل بهذا الامن القومي العربي وهنيئاً لها بهذا الكرم الحاتمي الذي منحها ما عجزت عن تحقيقه طوال عقود من الحرب المباشرة مع المقاومة اللبنانية , التي قدمت خلالها آلاف الشهداء وحققت انجاز التحرير عام (2000) وانتصار تموز عام (2006).

اختزل هذا المقال الكثير من الأحداث والمواقف ولعله كان بليغاً إلى حدٍ ما بوصف قرار وزراء الداخلية العرب وما قدمته السعودية وحلفائها من هدية كبيرة إلى إسرائيل على طبقٍ من ذهب.

 

أما رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة (جمال عبد السلام) فقال: ( ان الجزائر انقذت شرفها من المهزلة التي تقف ورائها السعودية , مبيناً ان السلطات السعودية وصلت الى حالة من اليأس والإحباط ماجعلها تتبنى سياسة (عليَ وعلى أعدائي ) , وإنها تنطلق الآن بسرعة جنونية لحرف آخر سفن الاستقرار والتهدئة في المنطقة).

 

ووصف رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية (موسى تواتي) الموقف الجزائري معتبراً انه كان يجب أن يكون أقوى , داعياً إلى الانسحاب من هذه الجامعة أي ( جامعة الدول العربية) والتي وصفها بانها أضحت (عبرية) وليست عربية .

 

هل إن حزب الله تنظيم إرهابي؟؟؟

لقد عمدت السعودية منذ أكثر من ستة عقود إلى تشويه الحقائق أمام الرأي العام العربي والعالمي , فبالرغم من كل الممارسات التي يمارسها حكام السعودية ضد حزب الله على وجه الخصوص لتشويه صورته أمام الرأي العام إلا أنها الآن تقف عاجزة عن صنع صورة مشوهة مقابل صورة حزب الله الموجودة في ضمير الشعوب العربية.

إن الشعوب العربية تمتلك اليوم من الوعي مايمكنها من القدرة على التمييز بين من هو إرهابياً حقيقياً ومن الذي يتستر خلف مسميات عدة وهو يدعم الإرهاب والحركات المتطرفة في المنطقة.

 

إن حزب الله يمثل كياناً سياسياً ولديه تمثيل رسمي في الكابينة الحكومية اللبنانية , وهو يمتلك قوة الثاثير على القرار السياسي اللبناني ولديه قاعدة جماهيرية عريضة في البلدان العربية كافة , مما اثبت خطاء التقدير السعودي بتشويه حقيقة المقاومة وشرعيتها أمام الرأي العام العربي والإسلامي.

 

لا اعلم على ماذا استندت السعودية وحلفائها بقرارها الأخير بتصنيف حزب الله تنظيم إرهابي ؟؟؟

وبأي الموازين تكيل السعودية كيلها .... 

إنها تثبت يوماً بعد يوم على مدى عمالتها لإسرائيل وأمريكا , وتثبت أن حقيقة الحرب التي تشنها السعودية على دول المنطقة لاتتعدى كونها حرب مصالح صهيو امريكية بنكهة طائفية.   




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=75923
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29