• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : كيتو سعيد يا احفاد بابل وامتداد سومر واشور... .
                          • الكاتب : الشيخ عقيل الحمداني .

كيتو سعيد يا احفاد بابل وامتداد سومر واشور...

أكيتو (بالسومرية: أكيتي سنونم) (ريش شاتين بالأكادية)، هو عيد رأس السنة لدى الأكديين والبابليين والآشوريين والكلدانيين من بعدهم. ويبدأ عيد رأس السنة الجديدة في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة 11 يوماً. ويعود الاحتفال برأس السنة الرافدية في الأول من نيسان إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، إذ تم على عهد هذه السلالة العمورية ترتيب حلقات الحياة بشكلها شبه النهائي في حياة سكان بلاد ما بين النهرين سواء من الناحية الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
من الجدير بالذكر أن تأريخ يوم السومريون كان يعتمد على عدة عناصر طبيعية وأهمها القمر، فقد كان معلوما بأن شهر \"نيسانو\" (نيسان) يبدأ بحسب التقويم الآشوري بليلة الاعتدال الربيعي، إلا أنّ المدوّنات الأثرية تبقى المرجع الأوّل والأخير ومنها الألواح المسمارية في متحف لندن.
عند الشعوب القديمة كان الشهر القمري يبدأ مع القمر الجديد. من الجدير بالذكر يأن طول هذه الفترة كان حوالي 29 يوم و12 ساعة و44 دقيقة و3 ثواني يتوسطها اكتمال القمر مرّة واحدة شهريا، مما يعني بأنه لا يمكن تحديد تاريخ مرقـّّم لرأس السنة الجديدة لأن القمر الجديد سيتغيّر تاريخه الرقمي كل سنة بالتقويم الحديث.
كلمة أكيتو كانت تسمى أو تُلفظ عند بعض الساميين ( حِجتو ) وذلك في اللغة الأكدية والعربية لاحقاً ، أما في اللغة السريانية الآرامية فلا تزال كلمة ( حج ) تعني الإحتفال أو الحفلة . وفي اللغة البابلية القديمة كانوا يسمون هذا العيد ( ريش شاتم ) ، ريش تعني : رأس ، و شاتم تعني : سنة . وفي لغة ( السورث ) المحكية لحد اليوم في العراق من قِبَل الكلدان لا نزال نقول : ( ريش شاتة ) رأس السنة ، لاحظ تقارب هذه الألفاظ مع العربية !!. 
هذا العيد كان معروفاً منذ الأزمنة العتيقة لبلاد ما بين النهرين في مدن مثل ( أريدو ، أور ، لجش ، كيش ، أوروك ) 
كان أكيتو في جذوره القديمة الأولى عيداً شعبياً لجز صوف الماشية والأغنام ، وكان يُحتَفَل به بين شهري آذار ونيسان ، ويُمثل رأس السنة الجديدة ( الإعتدال الربيعي ) ، ثم أصبح من المتعارف عليه الإحتفال بهِ في اليوم الأول من شهر نيسان كل عام في إقليميَ الوسط والجنوب من بلاد النهرين .
وهكذا راح البابليون يحتفلون بعيد الأكيتو في اليوم الأول من شهر نيسان ( نيسانو ) والذي يعني : العلامة ، وفي العربية ( نيشان ) لأنها العلامة أو النيشان على حلول فصل الربيع والإعلان عن ولادة الحياة ورمزاً للخصب وحَبَل الأرض بكل ما هو أخضر .. وهو لون الحياة . 
كان الإحتفال بهذا العيد يستمر لمدة ( 11) يوماً متواصلة ، وقد يسأل القارئ عن : لماذا الرقم ( 11 ) في عدد أيام الإحتفال هذا !، والجواب مشروح بدقة في مقال للكاتب والمؤرخ المعاصر السيد ( حبيب حنونا ) والمنشور في مجلة ( المنتدى ) التي كانت تصدر في مشيكان لأكثر من (35) سنة ، العدد 33 لسنة 1998 حيث يقول الكاتب ( بإختصار وتصرف ) : [ لاحَظَ الإنسان في بادئ الأمر أن دورات الطقس والمناخ تتكرر وتُعيد نفسها كل إثني عشر دورة من دورات القمر تقريباً ، فسمى تلك الفترة ( سنة . سنتة . شنتة ) إكراماً لإله القمر ( سن ) ، فقسموها إلى أربعة فصول وسموها بمسمياتها : ( الربيع ) وهو أول فصول السنة وكرسوه للإله ( مردوخ ) الإله الحكيم ورب الكون . يليه فصل ( الصيف ) وكرسوه للإله ( ننورتا ) إله الرياح الجنوبية ورب القنوات والسدود والري ، ثم فصل ( الخريف ) وكرسوه للإله ( نابو ) إله الكتابة والحكمة وإبن الإله مردوخ ، ثم فصل ( الشتاء ) وكرسوه للإله ( نركال أو نرجال ) وهو إله الموت والعالم الأسفل ، معتقدين أن الشمس تكون في منازل تلك الآلهة خلال تلك الفصول . 
أما الأشهر الأثني عشر فكانت أشهراً قمرية يبدأ كل منها مع ميلاد قمر جديد ، وإعتبروا الأول من نيسان هو عيد رأس السنة ، لكنهم أدركوا بعد فترة زمنية طويلة أن عيد رأس السنة الذي إعتادوا أن يحتفلوا به في الربيع بدأ يتراجع تدريجياً إلى الوراء بحيث أصبح يقع ضمن فصل الشتاء !!، ثم بعد فترة زمنية أخرى أصبح يقع ضمن فصل الخريف !!، وإستنتجوا من كل ذلك أن الطقس والمناخ تتحكم به منازل الشمس في الكون ، وإن دورات القمر ليست لها علاقة بذلك ، وأن السنة القمرية لا تتطابق مع السنة الشمسية ، وأن هناك إختلاف بينهما هو أحد عشر يوماً ، ومن أجل أن تتناغم الفصول التي تتحكم بها الشمس مع التقويم القمري ، أعادوا صياغة التقويم القمري بإضافة أحد عشر يوماً ما بين نهاية شهر آذار وبداية شهر نيسان ، وأصبحوا يحتفلون بتلك الفترة كرأس أو بداية للسنة الجديدة . 
ثم بعدها أدخلوا شهراً إضافياً بعد كل ثلاثة سنوات قمرية ، فإعتبروا السنة الرابعة ذات ثلاثة عشر شهراً ، لكي يكون التقويمان الشمسي والقمري متكافئين ( ولا يزال اليهود لحد الأن يستعملون مثل هذا التقويم الذي إقتبسوه من البابليين أثناء تواجدهم في الأسر ) !. 
المصادر 
****************************
مقدمة في أدب العراق القديم طه باقر . 
مدخل إلى حضارات الشرق القديمف . فون زودن .
تأريخ حضارة وادي الرافدين أحمد سوسة .
-أكيتو- .. عيد الربيع البابلي ، جذوره ، أيامه ، عائديتهِ الحكيم البابلي الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 .
ويكبيديا - اكيتو.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=76597
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18