• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عقيدة التوحيد والفرق بين توحيد الناس وتوحيد الامام الصادق (ع). .
                          • الكاتب : صادق الموسوي .

عقيدة التوحيد والفرق بين توحيد الناس وتوحيد الامام الصادق (ع).

 ان نظرية  توحيد الخالق عز وجل في  افراده  هو توحيد ابليس الذي صرح لا اعبد الا الله ،
انما التوحيد يكون باطاعة الاوامر الصادرة من الله سبحانه حتى لو امرنا السجود لصنم من الاصنام ،
وكلمة التوحيد مدلولها توحيد عدة اشياء بشيء واحد ، اما افراد الشيء لا يعد توحيدا ، فقد علمنا الامام الصادق (ع) معنى التوحيد ودرجاته وعلومه في هذا الحديث :
 
حديث الامام جعفر الصادق (ع) عن التوحيد ومعرفة الله تعالى وفيه خصال كثيرة
 
 
دخل رجل على الامام الصادق (ع) فقال له الامام ممن الرجل ؟
قال :- من محبيكم ومواليكم .
فقال (ع) :- لايحب الله رجلاً حتى يتولاه ، ولايتولاه حتى يوجب له الجنة ثم قال (ع) من اي محبينا انت ؟ فسكت الرجل ولم ينطق (!)
فقال سدير وهو احد اصحاب الامام كان جالساً في المجلس :- وكم محبيكم يابن رسول الله ؟
فقال (ع) :- على ثلاث طبقات :-
طبقة احبونا في السر والعلانية وهم النمط الاعلى شربوا من عذب الفرات وعلموا باوائل الكتاب وفصل الخطاب وسبب الاسباب ، وهم النمط الاعلى اهل الفقر والفاقة وانواع البلاء اسرع اليهم من ركض الخيل ، مستهم البأساء وزلزلوا وفتنوا فمن بين مجروح ومذبوح متفرقين في كل بلاد قاصية ، بهم يشفي الله السقيم ويغني العديم بهم تنصرون وبهم تمطرون وبهم ترزقون وهم الاقلون عددا الاعظمون عند الله قدراً وخطرا ،
والطبقة الاولى النمط الاسفل احبونا في العلانية وساروا بسيرة الملوك فألسنتهم معنا وسيوفهم علينا
والطبقة الثالثة النمط الاوسط احبونا في السر ولم يحبونا في العلانية ، ولعمري لئن كانوا احبونا في السر دون العلانية فهم الصوامون بالنهار القوامون بالليل ترى اثر الرهبانية في وجوههم اهل السلم وانقياد ......
قال الرجل :- انا من محبيكم في السر والعلانية .
قال الامام (ع) :- ان لمحبينا في السر والعلانية علامات يعرفون بها .
قال الرجل:- وما تلك العلامات ؟
قال (ع) :- تلك خلال ؟ اولها عرفوا التوحيد حق معرفته واحكموا علم توحيده والايمان بعد ذلك بما هو وما صفته ثم علموا حدود الايمان وحقائقه وشروطه وتأويله .
قال سدير :- يامولاي ما سمعتك تصف الايمان بهذه الصفة .
قال (ع) :- نعم يا سدير ليس للسائل ان يسأل عن الايمان ماهو حتى يعلم الايمان بمن .
قال سدير :- يابن رسول الله ارأيت ان تفسر ما قلت ؟
قال (ع):- من زعم انه يعرف الله بالاسم دون المعنى فقد اقر بالطعن لان الاسم محدث.
ومن زعم انه يعبد الاسم والمعنى فقد جعل لله شريكاً .
ومن زعم انه يعبد بالصفة لا بالادراك فقد احال على غائب .
ومن زعم انه يعبد الصفة والموصوف فقد ابطل التوحيد ، لان الصفة غير الموصوف .
ومن زعم انه يضيف الموصوف الى الصفة فقد صغر الكبير (وما قدروا الله حق قدره) .
قال سدير :- فكيف سبيل التوحيد ؟
قال (ع) :- باب البحث ممكن وطلب المخرج موجود .
ان معرفة عين الشاهد قبل صفته ، ومعرفة الغائب قبل عينه
قال سدير :- وكيف تعرف عين الشاهد قبل صفته ؟
قال (ع) :- تعرفه وتعلم علمه ، وتعرف نفسك به ، ولاتعرف نفسك بنفسك ، وتعلم ان ما فيه له وبه كما قالوا ليوسف (ع) (أأنك انت يوسف)؟ قال يوسف (انا يوسف وهذا اخي) ، فعرفوه به ولم يعرفوه بغيره ولااثبتوه من انفسهم بتوهم القلوب ...........
وللحديث بقية ولكننا نكتفي بهذا المقدار .......................
 
الخلاصة من حديث الامام الصادق (ع) .
اننا عندما نتمعن بهذا الحديث العظيم نرى ان الكثرة من المسلمين هم مشركين وكفرة وخارجين عن الدين لانهم لم يعرفوا الله حق معرفة ولم يدخلوا في دين الحق الخالص ولم يدخلوا الاسلام الحقيقي واعني بذلك اسلام الروح وليس اسلام الجسد (لان الله لاينظر الى صوركم وابدانكم بل ينظر الى قلوبكم) فهولاء لم يوحدوا الله حق توحيد . وفي حين ان القران الكريم يوضح هذه الحقيقة على المؤمنين انفسهم فيقول عن اكثرهم (وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون) الا الذين وصلوا الى علم التوحيد الخالص واصبحوا من المؤمنين المخلصين بعد دخولهم دين الحق ، ووصلوا لهذه المعرفة بنور هدايته ورحمته وفضله سبحانه وتعالى لان هذا العلم هو هبة من الله ورسوله والائمة لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد ، ولا يمس هذا العلم الا المطهرون ، لانه ليس هو علم حصولي بل هو علم حضوري كما قال الامام الصادق (ع) للذين يدّعون بأنهم علماء في العلم الحصولي (ليس العلم بالتعليم انما العلم بالله وصفاته واسمائه انما هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء في عباده)
وقال (ع) (انكم لاتكونوا صالحين حتى تسلموا ابواباً اربعة لايصلح اولها الا باخرها ، وضل اصحاب الثلاثة فتاهوا تيهاً بعيدا)
وهذه الابواب الاربعة هي ( التوكل على الله ، والتفويض لامر الله ، والرضا بقضاء الله ، والتسليم لامر الله )
وهذه الاركان هي اركان الدين الالهي وهي مقامات لاهل السير والسلوك ، الراغبين والطالبين والسائرين والمريدين وغيرها من المقامات العلى من الفناء والمحق .
وان الرسول الاعظم (ص) والائمة (عليهم السلام) بهذه الاحاديث يرشدونا الى الطريق الذي يوصلنا الى معرفة الله حق معرفة .
واعلم ان التقرب الى الله بعدد انفاس الخلائق .
فسيكون بحثنا عن الطرق التي توصلنا الى الله تعالى والحجب والموانع التي تمنعنا من هذا السير في هذا الطريق واذا امرنا الله باتباعه فقال تعالى(ان هذا صراطي مستقيماً فتبعوه ....) وهو الصراط المستقيم الذي ينبع من دين الحق سبحانه 
 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : علي حسين الخباز من : العراق ، بعنوان : مباركة في 2011/07/17 .

عزيزي الاستاذ صادق الموسوي نبارك لك هذا اليقين الباحث عن مفردات الولاء وتقبل مودتي ودعائي





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7732
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 19