بفارغ الصبر، انتظر محبو أهل البيت عليهم السلام الخامس والعشرين من شهر رجب الأصب ليصبوا إلى باب الحوائج إلى الله الإمام موسى الكاظم عليه السلام في يوم استشهاده، توجهت الحشود المليونية من الزوار من محافظات العراق كافة، فضلاً عن الزوار الوافدين من البلاد العربية والإسلامية إلى الحضرة الكاظمية مرقد الإمام الكاظم والجواد عليهما السلام، لإحياء الذكرى، غير آبهين بالحر الشديد، ولا بالخطر التكفيري المحدق بهم.
وإحياء للمناسبة، غصَّت شوارع العاصمة بغداد المؤدية إلى مدينة الكاظمية المقدسة بالزوار، واتشحت بالسواد، وبدأت الجموع المليونية سيرها على الأقدام للوصول إلى الكاظمية، انتشرت سرادق العزاء لتقديم الخدمات للزائرين المتوجهين إلى المرقد الشريف، في ظل استنفار الأجهزة الأمنية والخدمية والطبية لجميع إمكانياتها وكوادرها استقبالًا للجموع الغفيرة في هذه الذكرى الأليمة، حتى بلغ عدد القوى الأمنية 90 ألف عنصر، فضلاً عن 3500 موكب داخل العاصمة العراقية، منها 1200 موكب داخل مدينة الكاظمية و 2600 موكب في عموم مناطق بغداد، فيما انتشرت 170 مفرزة طبية في بغداد وأطرافها، واستنفرت الكوادر الطبية بدوام فعلي بنسبة 100 %، مع تخصيص 65 سيارة اسعاف للطوارئ.
وجريًا على إصرار التكفيريين في استهدافهم للزوار، تبنى تنظيم “داعش الإرهابي” سلسلة تفجيرات أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى في صفوف الزوار المتوجهين إلى باب المراد جلهم من النساء والأطفال، كان أبرزها انفجار سيارة مفخخة في حي السيدية جنوب بغداد أحد المعابر الرئيسية التي يستخدمها القادمون من جنوب البلاد، ولأن التنظيم التكفيري لم يستطع الوصول بانتحارييه وإرهابه إلى الكاظمية_بسبب الإجراءات الأمنية المشددة_ زرع عناصره متفجرات على الطريق في بلدة الطارمية على بعد 25 كيلومترًا شمالي بغداد بمقتل شخصين وإصابة ستة بينما أسفرت قنبلة زرعت على جانب طريق في بلدة الخالص على بعد 30 كيلومترا جنوبي المدينة عن مقتل شخص وإصابة اثنين.
أما الحشود الغفيرة، فبلغت أكثر من 12 مليون زائراً بحسب ما أعلن الوكيل الاداري والمالي لديوان الوقف الشيعي سامي المسعودي، داعيًا أصحاب المواكب إلى التعاون مع الاجهزة الامنية والابلاغ عن أي خرق أمني، وحث جموع الزائرين على أخذ الحيطة والحذر. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد وجه الأحد بتعطيل الدوام الرسمي في بغداد لليوم الثلاثاء لتأمين الزيارة.
|