• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : هل حقاً أفتى السيستاني بقتال الأجانب فقط ؟. .
                          • الكاتب : نجاح بيعي .

هل حقاً أفتى السيستاني بقتال الأجانب فقط ؟.

  كثيرون هم من يتشرفون بزيارة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) , وينهلون من معينه الذي لا ينضب , كوصايا ونصائح وارشادات , باعتباره المرجع الأعلى وبمقام النيابة المقدسة عن المعصوم ( ع ) . وكانت لزيارة مجموعة من الأطباء وأساتذة الكليات الطبية في مدينة النجف الأشرف , للمرجع الأعلى ( حفظه الله ) مؤخرا ً الصدى الواسع , حيث لمسنا ذلك من أحد أعضاء المجموعة التي تشرفت بالزيارة وهو ( د . باسم زوين ) الذي تفضل مشكوراً, ونشر عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ، في يوم الأحد الموافق 12 / 6 / 2016 م . مجمل وصايا المرجعية لهم , على شكل نقاط لتعميم الفائدة للجميع , ومنه انطلقت عبر صفحات التواصل الاجتماعي , فضلاً عن باقي المواقع الإلكترونية الأخرى والفضائيات . 
ولكن استوقفتني فقرة رقم ( 9 ) من تلك الوصايا المنشورة , والمتضمنة على توضيح المرجعية , من أنها إنما أفتت بقتال الأجانب وليس العراقيين من أهل السُنّة . والتي راح الإعلام يركز عليها بشكل ملفت للنظر , بل اندفعت بعض المواقع الإعلامية , وبعض الفضائيات واجتزأت تلك الفقرة دون غيرها , وابرزتها مراراً وتكراراً حتى ظننّا الظنونا , من الأمر راح يهدف ويشير , الى أمر خطير من باب (وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى ) . 
ونصّ فقرة د . باسم زوين هي : 
((9- عندما هجم داعش ومن يدفعهم على مدن العراق وقتلوا وعاثوا فساداً أفتيت بوجوب الدفاع عن النفس والمقدسات وجوباً كفائياً ضد الأجانب وليس ضد العراقيين من إخواننا أهل السنة. وأنتم الآن حينما تقاتلون في الرمادي وغيرها إنما تقاتلون دفاعاً عن إخوانكم لكي تخلصوهم من داعش ولستم فاتحين بل تضحون بأرواحكم ودمائكم كي تنصروا إخوانكم ضد الدخلاء )) .
رغم تحفظنا على تلك الفقرة المتضمنة للإشكال , نرد بعض التوضيحات التالية : 
1 ــ لم يخرج تأكيد بتلك الوصايا , بما فيها الفقرة رقم ( 9 ) التي تحوي على الإشكال , من مكتب سماحة السيد السيستاني , أو من خلال ختمه المبارك على اصل تدوينة الوصايا , أو من خلال من يمثله .
2 ــ من الإنصاف أن نحمل ــ د . باسم زوين ــ على حسن الظن في النقل , وأن لا نتهمه بأنه تقول على المرجعية بما لم تقله , وأنه اجتهد في فهم كلام سماحة السيد السيستاني , وصاغه على طريقته الخاصة وتم نشره على صفحته , وليس بالضرورة أن يكون ما ورد هو صادر من فم المرجع دامت بركاته .
3 ــ استغلّت جملة ( أفتيت بوجوب الدفاع عن النفس والمقدسات وجوباً كفائياً ضد الأجانب وليس ضد العراقيين من إخواننا أهل السنة ) الواردة بفقرة رقم ( 9 ) , ووجهت الى غير وجهتها , وجعلوها وكأنها توحي بأن القتال يجب أن يكون ضد الأجانب ( من الشيشانيين والأفغان والصين وغيرهم ) في الفلوجة وباقي مدن العراق , دون العراقيين من أهل السُنّة , وإن كانوا قد انضمّوا لتنظيم عصابات داعـش . متزامنة مع الانتصارات المتلاحقة للقوات الأمنية والحشد الشعبي , ضد إرهابيي داعـش في تلك المناطق . ووظفت لإيهام الذهن وصرفه عن قتال ( السُنّي ) حتى لو كان ( داعشياً ) .
4ــ إن خطبة فتوى الجهاد الكفائي , الصادرة من المرجعية الدينية العليا , وعلى لسان ممثلها الشيخ الكربلائي عبر منبر صلاة الجمعة في 13/6/2014م ، لم تحوي قطّ على لفظة ( أجانب ) أوعلى لفظة ( سُنّة ) . وإنما حوت على تعابير مثل : ( الارهابيين ــ كما في أولاً من الخطبة ) و ( المعتدين ــ كما في ثانياً ) و ( الارهابيين المعتدين ــ كما في رابعاً ) و (الارهابيين ــ كما في فقرة خامساً ــ الفقرة التي تضمنت ذكر فتوى الجهاد الكفائي ) .
بل على العكس من ذلك قد ذكرت خطبة وكما في الفقرة أولاً , حيث اوضحت من إن الارهابيين ( وعلى اطلاق هذه الكلمة ) لا يستهدفون السيطرة على بعض المحافظات .. بل صرّحوا بأنهم يستهدفون جميعَ المحافظات .. فهم يستهدفون كُلَّ العراقيين وفي جميع مناطقهم . في إشارة الى لهؤلاء الظلاميين المشار اليهم , ليسوا بالضرورة كلهم أجانب بل منهم سُنّة مغرر بهم , كما يحتمل أن يكونوا من باقي العراقيين . من ذلك أوجبت الفتوى التصدي لهم من مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفة دون اخرى او بطرفٍ دون آخر. 
 
5 ــ ورد في خطبة الجمعة الثانية الموافق 20/6/2014م , وعلى لسان ممثل المرجعية السيد أحمد الصافي , إيضاح للإيهام الحاصل والتساؤل المطروح : ( مَن هُم الإرهابيين ؟ ) , حيث ورد في الفقرة أولاً , من أن هدف فتوى الجهاد الكفائي هو ( لمواجهة الجماعة التكفيرية المسماة ــ بداعـش ــ ) . 
مع التفريق بشكل جلي ومهم , من أن الفتوى لم تكن من منطلق طائفي , ولا يمكن ان تكون كذلك . فالمرجعية برهنت عبر مواقفها المتعددة , انها بعيدة وبريئة من أي ممارسة طائفية , وهي القائلة بحق سُنّة العراق (لا تقولوا اخواننا بل قولوا أنفسنا ) . وبالرغم من أن هناك من أهل سنة العراق , من انضم الى تنظيم عصابات داعـش , وهو أمر لا جدال فيه ومفروغ منه, فإن المرجعية لا يمكن لها , وفي أيّ حال من الأحوال (ان تحرّض على الإحتراب بين أبناء الشعب الواحد , بل هي تحث الجميع على العمل , لشد أواصر الألفة والمحبة بينهم وتوحيد كلمتهم في مواجهة التكفيريين الغرباء ) .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79716
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18