• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح324 سورة يس الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح324 سورة يس الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ{28} 

تستمر الآية الكريمة في سرد تفاصيل قصة حبيب النجار (  وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ ) , من بعد موته , (  مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ ) , لإهلاكهم , (  وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ) , وما كنا منزلين الملائكة لإهلاك الامم الكافرة , بل كان يكفيهم ان نرسل لهم نوعا من انواع العذاب المدمر .  

 

إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ{29}

تستمر الآية الكريمة (  إِن كَانَتْ ) , عقوبتهم , (  إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً ) , صيحة من جبريل "ع" , (  فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ) , موتى , " شبهوا بالنار رمزا الى ان الحي كالنار الساطع والميت كرمادها" – تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني - . 

 

يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون{30}

تستمر الآية الكريمة (  يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ) , هؤلاء العباد ومن كان على شاكلتهم , (  مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ) , فأن المستهزئين الساخرين من الرسل الناصحين لهم المرشدين اياهم الى خير الدارين , أولى ان يتحسروا ويتحسّر عليهم .   

 

أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ{31} 

تستمر الآية الكريمة (  أَلَمْ يَرَوْا ) , يعلموا , يشاهدوا , يعاينوا , (  كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ ) , بيانا لكثرة الامم التي حق عليها الهلاك , (  أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ ) , (  أَنَّهُمْ ) , الهالكين , (  إِلَيْهِمْ ) , المكذبين , (  لاَ يَرْجِعُونَ ) , للعبرة والعظة .     

 

وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ{32} 

تقرر الآية الكريمة (  وَإِن كُلٌّ ) , الخلائق , (  لَّمَّا جَمِيعٌ ) , الجميع وبدون استثناء , (  لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ) , للحساب .   

 

وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ{33} 

تنعطف الآية الكريمة لتضيف (  وَآيَةٌ لَّهُمُ ) , علامة , دلالة لهم , (  الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ ) , التي لا نبات فيها , ولا حياة على ظهرها , (  أَحْيَيْنَاهَا ) , بماء المطر وغيره , (  وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ) , ثمار وحبوب مما هو صالح للأكل .  

 

وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ{34}

تضيف الآية الكريمة (  وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ ) , بساتين , (  مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ) , من النخل والعنب , (  وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ ) , نبعت فيها عيون المياه للسقي والشرب .     

 

لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ{35} 

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ ) , من ثمار النخيل والعنب , (  وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ) , ما يباشرونه بالأيدي , فيصنعون الدبس من التمر والعصير من العنب , (  أَفَلَا يَشْكُرُونَ ) , ان كل ذلك مما يستحق ويستوجب شكر المنعم جل وعلا .     

 

سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ{36}

تستكمل الآية الكريمة الموضوع (  سُبْحَانَ ) , تنزيها وتعظيما , (  الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا ) , الانواع والاصناف , (  مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ ) , من النبات , (  وَمِنْ أَنفُسِهِمْ ) , الذكور والاناث , (  وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ) , من سائر المخلوقات الاخرى , التي لا ترى بالعين المجردة او التي لم يكتشف وجودها بعد .    

 

وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ{37} 

تنعطف الآية الكريمة لتذكر دلالة اخرى (  وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ ) , نفصل ونزيل عنه النهار , (  فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ) , داخلون في الظلام .   

 

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ{38} 

تضيف الآية الكريمة دلالة "علامة" اخرى (  وَالشَّمْسُ تَجْرِي ) , تسير في فلكها , (  لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ) , فيه عدة اراء نذكر منها :      

1- لا تتجاوز فلكها . 

2- حدا معينا ينتهي به دورانها . 

3- ( عنهما عليهما السلام لا مستقر لها بنصب الراء اي لا سكون لها فأنها متحركة دائما ) . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني " . 

4- جميعها , فان تلك الآراء لا تتضارب فيما بينها .

جريانها في فلكه بتقديره جل وعلا (  ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ ) , في ملكه وملكوته , الغالب امره , (  الْعَلِيمِ ) , بخلقه .   

 

وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ{39}

تضيف الآية الكريمة دلالة "علامة" اخرى (  وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ ) , قدر الله تعالى مسير القمر في فلكه في ثمانية وعشرون منزلا , في كل ليلة ينزل في واحدا منها , (  حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) , في اخر منازله كالشمراخ العتيق , يعوج ويصفر لونه .       

 

لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ{40}

تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقاتها (  لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ ) , لا يصح للشمس ان تلتقي بالقمر في ليل او نهار , او لا يمكن للشمس ان تؤثر في القمر فتمحوه او تغيير مساره , (  وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ) , يأتي قبل موعده فيسبق النهار , (  وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) , جميع الكواكب تسير في افلاكها بسلاسة ويسر وانبساط , دونما عوائق .    

( عن الباقر عليه السلام يقول الشمس سلطان النهار والقمر سلطان الليل لا ينبغي للشمس ان يكون مع ضوء القمر في الليل ولا يسبق الليل النهار يقول لا يذهب الليل حتى يدركه النهار وكل في فلك يسبحون يقول يجئ وراء الفلك الاستدارة ) . "تفسير القمي" . 

( عن الرضا عليه السلام ان النهار خلق قبل الليل وفي قوله تعالى ولا الليل سابق النهار قال اي سبقه النهار . 

عن الصادق عليه السلام خلق النهار قبل الليل والشمس قبل القمر والارض قبل السماء وخلق النور قبل الظلمة ) . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني " .  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=82114
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 08 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20