• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح329 سورة الصافات الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح329 سورة الصافات الشريفة

 بسم الله الرحمن الرحيم
 
فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ{19} 
تنتقل الآية الكريمة لتبين (  فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ) , نفخة الصور الثانية , تزجر الناس زجرا الى الحشر , كما يزجر الراعي اغنامه , (  فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ ) , حينئذ يخرجون من قبورهم احياء مبصرين , او ينتظرون ما سيفعل بهم .   
 
وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ{20} 
تروي الآية الكريمة على لسانهم ذلك الحين (  وَقَالُوا ) , الكفار فقط , (  يَا وَيْلَنَا ) , يدعون على انفسهم بالثبور , (  هَذَا يَوْمُ الدِّينِ ) , الذي وعدنا به من قبل , فكذبناه .   
 
هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ{21} 
تروي الآية الكريمة جوابا لقولهم على لسان ملائكة العذاب (  هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ) , بين الخلائق , (  الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) , الذي كنتم تكذبون به في الحياة الدنيا .    
 
احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ{22} 
تستمر الآية الكريمة (  احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا ) , ظلموا انفسهم بإيرادها موارد العذاب , وايضا الذين ظلموا المؤمنين , (  وَأَزْوَاجَهُمْ ) , ومن هم على شاكلتهم , (  وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ) , من دون الله تعالى , يطرح الكثيرون اسئلة بخصوص تعذيب الالهة , فما ذنب الصنم ان يلقى في النار , فالذنب ذنب من عبده ؟ ! , في ذلك عدة اراء نذكر منها لا على سبيل الحصر : 
1- زيادة في التنكيل بالكفار , حيث يلقون في النار وتلقى معهم الهتهم , التي كانوا يعتقدون شفاعتها . 
2- الاصنام مادة , فلا يضرها ان ألقيت في النار او في اي مكان اخر . 
3- النار تحتاج الى وقود  , { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } البقرة24 .     
 
مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ{23}
تستمر الآية الكريمة (  مِن دُونِ اللَّهِ ) , كالأصنام وغيرها , (  فَاهْدُوهُمْ ) , سوقوهم , ادعوهم , ارسلوهم , (  إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ) , الى الطريق المؤدي الى جحيم النار .     
( عن الباقر عليه السلام يقول ادعوهم إلى طريق الجحيم ) . "تفسير القمي" .     
 
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ{24} 
تستمر الآية الكريمة (  وَقِفُوهُمْ ) , احبسوهم عند الطريق , ان الطريق الى جهنم ليس ميسرا ايضا , بل هناك عدة مواقف فيه , (  إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) , عن عقائدهم او اعمالهم او كلاهما , وهذا احد تلك المواقف .    
 
مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ{25} 
تستمر الآية الكريمة بمزيد من التنكيل والتوبيخ للكفار (  مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ ) , لا ينصر بعضكم بعضا كما كنتم تتناصرون في الدنيا , طالما تحزبتم وتناصرتم في الدنيا ضد الرسل والانبياء "ع" والمؤمنين .  
 
بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ{26} 
تستمر الآية الكريمة (  بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ) , منقادون , خاضعون للأمر الالهي القاضي بعذابهم .   
 
وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ{27} 
تستمر الآية الكريمة كاشفة عن حالهم عند ذاك (  وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ ) , يلوم بعضهم بعضا , يوبخ بعضهم البعض ... الخ .   
 
قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ{28}
تروي الآية الكريمة قول بعضهم لبعض (  قَالُوا ) , الاتباع للمتبوعين , (  إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ ) , كنتم تأتوننا من الجهة التي نأمنكم فيها لحلفكم انكم على الحق واصراركم وتعصبكم لمواقفكم , الامر الذي اقنعنا بإتباعكم وإتباع نهجكم .   
 
قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ{29} 
تروي الآية الكريمة رد المتبوعين على التابعين (  قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) , بالأصل انكم لم تكونوا مؤمنين , قلوبكم كانت تميل الى الكفر , نافرة عن الايمان .   
 
وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ{30}
يستمر في الآية الكريمة كلام المتبوعين للتابعين (  وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ ) , نقهركم ونجبركم به على متابعتنا , بل اتبعتمونا بمليء ارادتكم , (  بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ ) , بل كنتم ضالين مثلنا , فرقنا عنكم انا سدنا وتأمرنا عليكم .  
 
فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ{31} 
يستمر في الآية الكريمة كلام المتبوعين للتابعين (  فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا ) , فوجب علينا قول ربنا , (  إِنَّا لَذَائِقُونَ ) , العذاب .   
 
فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ{32} 
تستكمل الآية الكريمة ذلك الحوار (  فَأَغْوَيْنَاكُمْ ) , اضللناكم وابعدناكم عن طريق الحق , (  إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ ) , انا كنا ضالين , حق علينا العذاب والهلاك , فوقع علينا بسبب كفرنا , واهلكناكم معنا .    
 
فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ{33} 
تقرر الآية الكريمة (  فَإِنَّهُمْ ) , الاتباع والمتبوعين , (  يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ) , مشتركون في العذاب كما كانوا مشتركون في الغواية والضلال .   
 
إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ{34} 
تقرر الآية الكريمة ايضا (  إِنَّا كَذَلِكَ ) , كما فعلنا بهؤلاء , (  نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ) , نفعل بالمجرمين غيرهم , ينزل العذاب على تابعهم و متبوعهم .   
 
إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ{35} 
تذكر الآية الكريمة سبب نوالهم العذاب (  إِنَّهُمْ ) , أي هؤلاء الكفار , (  إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) , اذا دعوا الى التوحيد , (  يَسْتَكْبِرُونَ ) , استكبروا واعرضوا  عنها وعمن جاءهم بها .  
 
وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ{36} 
تروي الآية الكريمة قولهم عندما يدعون الى التوحيد (  وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا ) , التي وجدنا اباءنا عابدون لها , (  لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ) , يعنون به النبي الاكرم محمد "ص واله" يتهمونه بالشعر والجنون , وهذا من جملة ما أتهم به (ص واله) .  
 
بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ{37}
تروي الآية الكريمة رده جل وعلا على مقالتهم تلك (  بَلْ جَاء بِالْحَقِّ ) , من عنده جل وعلا , الذي قام به البرهان والبينة , (  وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ) , وتطابق وتصادق على ما جاء به المرسلين قبله .   
 
إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ{38} 
يستمر الرد الرباني في الآية الكريمة (  إِنَّكُمْ ) , ايها المشركون , (  لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ ) , بسبب كفركم وتكذيبكم .  
 
وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{39}
يستمر الرد الرباني في الآية الكريمة (  وَمَا تُجْزَوْنَ ) , لا جزاء لكم يوم القيامة , (  إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) , الا بما كنتم تعملون به في الدنيا , كالشرك والمعاصي .    



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=84023
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20