• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ماذا بعد الضجر ؟؟؟ .
                          • الكاتب : اسراء العبيدي .

ماذا بعد الضجر ؟؟؟

هذا الضجرُ المتمددُ على أسرةِ الأيّام ، يقتلُ فينا اشياء كثيرة ، ويُحيي ذكرياتٍ متعددة ، تلك الاشياء التي تموتُ شيئا فشيئا ، لم تكنُ توافهَ أمورنا ، كانت الأهم ، الأقوى ،الأحبّ إلى قلوبنا ذاتَ وقتٍ وذاتَ زمنٍ ..لكن خذلاننا لها ، أماتها وهيّ رضيعةٌ بين ذراعي حاضرنا ..فنحن لم نتشبث بها ، لم نقاوم تآكل صبرها أمام صدأ الملل ، ولم نُلملم قطعها المتناثرة أمام رياح الرتابة والروتين ..بل على العكس تقاعس الأمل فينا ، وشاخ التفاؤلُ بنا ، وتراجعنا قليلا نحو الوراء بل كثيراً ، ورأينا الدنيا من ثقبِ الباب سوداء، لونها قاتمٌ لا يشعُ منه نورُ الصباح ، إتسعت أحداقنا ، و جحظت أعيننا لكننا لم نغيّر ثقب الباب بنوافذنا بل العكس ، تشتت النظر ،ولم نحدد زاوية الفرح جيّدا- فاصطدمنا- بما يسمى الضجر ..

وبعد الضجر تغيّرت ملامحنا وشخنا داخليا قبل أن تشيخَ اوصالنا ، ورسمنا على جدران واقعنا دوائر لا تنتهي ، مُحكمة الاغلاق ، حتى لا ننفذ منها وكأننا نستسلم سريعا لليأس ... وننسى أنّ العالم يتغير ويندفعُ بقوته نحو الأمام ليرسلَ لنا رياح الربيع ، ونسائمهُ العذبة حتى تُحيي أمل التغيير بنا ، تزرع بذور الفرح ، تسقي أزهار الأمل  وتُفرج عن اسارير التفاؤل ، فنبتسم ، نأخذ قليلا من الورق ،وقلما حبرهُ لا يجفُ ، تتسخُ اصابعنا ونحن نكتب وندون قوتنا على بعض من الورق .. نتحسس ملامحنا المبتسمة ، نضعُ بصمة المداد على  خدودنا ، شفاهنا  ونبحث عن أقرب مرآةٍ فنبتسم ...

ويخرجُ الصوتُ شيئا فشيئا حتى يكسر جدارَ الحزن ونضحك بقلوب تملؤها السعادة ، نقهقهُ كأطفال يلعبون بالشارع ..فيتبسم كلّ ما حولنا ويرحلُ الضجر عنّا ، وتصبح الكتابة أول بابٍ ينفذُ منه الأمل ، 

كنافذةٍ يغزوها نور الصباح ، كذراعِ والدة تحتضننا بكلّ حنان أحرفها ، 

حتى نزفرَ الحزن بين أسطرها ، وكَدمعتنا السخيّة التي تشهدُ على آخر أوجاعنا ....

بعد الضجر هنالك الكتابة ثم الكتابة فالكتابة هي روح آخرى تسري بأجسادنا ..

فكم من ابتسامة بعد حزن وكم من حزن تخلف عن موعده فقط حينما

يرى أنّ الفرح زائر لا يرحل... والأمل صديقٌ لا يخون والتفاؤل كأبٍ يُغننيا عن الحلم ... ألم يحن الوقت بعد لكي نتبه لأنفسنا ؟  ونرى ماذا يفعل الضجر فينا ؟ أيعقل أن يحدث بعد الضجر تغيّر لملامحنا فنقول الوقت قد فاتنا وها نحن شخنا داخليا قبل أن تشيخَ اوصالنا ، نعم كل شيء معقول فالضجر إما ضجر الوحدة أو ضجر اللاوحدة … وماذا سيكون غير ذلك ؟؟؟ لربما هنالك أيام تنقضي وهموم تنجلي وأخرى تبقى في غياهب الفؤاد,  فنسير وبنا غصة ونحن نتحين الفرصة لنسقط دمعة 

تهوي وهي تصرخ لم ؟ فيجيبها القلب لا عن اليوم بل عن الأمس وتظل تهوي وهي حائرة أين المفر ؟ أين المفر ؟ 

وفي نهاية  المطاف قد يزول الضجر وتبقى آثاره فننسى السبب . ونحاول أن نبدأ بحديث جديد وشعور جديد فتذهلنا الشمس كل يوم حين تشرق  ونتمنى معها أن نشرق  ... وهكذا هي سنة الحياة الظلمة يعقبها النور فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة .....




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=84261
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28