• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من يكون اتقى مني فهو أفضل مني. الإمام الرضا (ع). .
                          • الكاتب : صادق الموسوي .

من يكون اتقى مني فهو أفضل مني. الإمام الرضا (ع).

إن دين الله هو العدل لا ما يتصوره البعض من ان الدين هو مجرد الصلاة ،
كلا لان الصلاة علاقة وصلة ترتبط بين العبد وربه ، لان القسم المهم في الدين هو موازين العدل الإلهي في علاقة الناس بعضهم مع بعض وما يسمى بالعلاقات الاجتماعية،
فنصرة دين الله تعني إقامة العدل وتحكيم القوانين الإلهية ، ونصرة الرسول (ص وآله) تعني ان تسود القوانين المحمدية .
فالدين يعني تقديم المال والنفس في سبيل الله  وهو ما يصب في معنى العبودية لله عز وجل ،فالدين يعني  لا يملك العبد لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا .
(وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب)التوبة 111
ولهذا أشار أمير الموحدين(ع) فقال:
(من لا يقدم العون لدينه ،فهو ميت الإحياء، حتى وان كان فقيه عصره).
فمن لا يقدم هذا العون لن يثبت الله أقدامه (يثبت أقدامكم) ،
اي لن يكون الله في عونه عند ساعة الاحتضار والموت ،وعندما يحضره الشيطان ويسلبه إيمانه
لان هناك " إيمان مستقر وإيمان مستودع "، وتسمى العديلة وهي إشارة لقوله تعالى  "وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون".
لان عمله لم يكن خالصا لله تعالى ، ولم يعمل بالاعتقاد واليقين ،
فان اكثر الناس عقولهم في عيونهم ، في حين ان إدراك ما وراء الطبيعة يحتاج الى العقل الذي يرشده  وينقله نقلة نوعية في وجوده ليحصل لديه الاعتقاد  وهو الموصل الى التقى ومن بعدها الدرجات العلى من علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين وحقيقة حق اليقين .
فالتقى الذي يوصل الفرد الى هذه الدرجات  وهو مقياس لفضيلة التقوى
(إن أكرمكم عند الله اتقاكم).
ولهذا أشار الإمام الرضا (ع) حين قال له احد الرجال
(لا أجد من هو اشرف منك وأفضل على وجه الأرض)
فرد عليه الإمام(ع) ( من يكون اتقى مني فهو أفضل مني).
وقول الإمام علي(ع)
( ان التقوى مفتاح سداد ،وذخيرة معاد ، وعتق من كل ملكة ونجاة من كل هلكة )
 فالذي لم يتعلم بالتفكر والوصول الى الغاية التي خلقنا الله من اجله
فهو ميت الأحياء ،
 ومن آثار فضل الله  الذي يمنحه لمن يشاء هي العلم والمعارف الحقة الإلهية لتكملة العقل والنفوس الإنسانية التي تعتبر من الكمالات الإنسانية التي تمثل النور الذي يهبه الله لكل مؤمن متقي (والله ذو الفضل العظيم).
فكثير من الناس عندما تنصحهم بالابتعاد عن عمل المحرمات ، يكون جوابهم الله ارحم الراحمين ، رحمته وسعت كل شيء .
نعم فان رحمته تعالى وسعت كل شيء  وهو ارحم الراحمين ،ولكن في موضع العفو والرحمة ، ولكنه اشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة .
(رحمتي وسعت كل شيء ، فسأكتبها للذين يتقون ....).
فكل من يجد قسوة في قلبه فهو بعيد عن رحمة الله عز وجل ،وليس له نصيبا من الرحمة الإلهية.
فالإيمان يعني الاعتقاد ومعناه ان يجد قلب الانسان طريقه نحوة رب العالمين .

والحمد لله رب العالمين 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8478
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28