• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : خوش وزارة وخوش حكومة .
                          • الكاتب : اياد السماوي .

خوش وزارة وخوش حكومة

يبدو إن أزمة عقود وزارة الكهرباء الوهمية قد سلّطت الأضواء على حكومة الفساد والنهب حكومة الشراكة اللاوطنية , هذه الحكومة التي أفرزتها عملية المحاصصة الطائفية والقومية اللعينة , فالجميع يعلم أن الوليد الذي أعقب عملية الولادة القيصرية لهذه الحكومة كان سقطا وليس وليدا .
فالشركاء في هذه الحكومة جميعا هم نصّابون محترفون لا يجمع بينهم رابط سوى رابط الفساد والنهب والسلب للمال العام , ففضائح الفساد تتوالى يوم بعد يوم وقد غطت الجميع دون استثناء , حيث الجميع قد اشترك في تدمير هذا البلد ونهب ثرواته , والجميع قد بانت عوراتهم القبيحة .
أريد في هذا المقال أن أقف على التصريح الذي أدلى به النائب الفلتة حيدر الملّا في أن (( عقود الكهرباء التي أثيرت إعلاميا حملت إضافة إلى توقيع وزير الكهرباء توقيعي المالكي ونائبه لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني , وإذا وجد خلل فيها لا يمكن أن يتحمله وزير الكهرباء وحده , مبينا إن آلية توقيع العقود تناقش في لجنة شؤون الطاقة برئاسة نائب رئيس الوزراء ويصوّت عليها , وبعد أن يوقع عليها الشهرستاني يوقع عليها الوزير ثم ترفع إلى مجلس الوزراء وتناقش ويوقع عليها رئيس الوزراء )) .
وبغض النظر عن صدق أو كذب هذا التصريح فالمواطن العراقي البسيط يتساءل كيف وصلت هذه الشركات الوهمية إلى وزارة الكهرباء ومن الذي أوصلها ؟وكيف استطاعت شركتان وهميتان إحداهما على الورق فقط والأخرى قد أعلنت إفلاسها قبل توقيع العقود أن تتسللا إلى وزارة الكهرباء وتتمكنا من توقيع عقود بهذا الحجم ؟ وماذا عن العقود القديمة التي وقعتها هذه الوزارة أيام الوزراء السابقون ؟ من المسؤول عن هذا الفلتان وهذا التسيب وهذا الفساد في عموم وزارات الدولة ومؤسساتها ؟ وما حجم الأموال التي أهدرت من ميزانية البلد على هذه العقود الوهمية والفاسدة ؟ وهل سيقوم البرلمان وهيئة النزاهة باعتبارهما جهات رقابية على صحة العقود التي أبرمتها هذه الوزارة والوزارات الأخرى ؟ وما هو موقف لجنة شؤون الطاقة ورئيسها الدكتور حسين الشهرستاني من هذه الفضيحة ؟ وهل درست هذه اللجنة هذه العقود دراسة مستفيضة قبل التوقيع على هذه العقود ؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهن الإنسان العراقي البسيط عن هذه الحكومة وهذا البرلمان وهذه القوى السياسية الفاسدة ؟ وبالرغم من الغصة التي تركتها قضية استجواب المفوضية العليا للانتخابات الفاسدة والتي بان فسادها أمام مرأى ومسمع الشعب العراقي وباعتراف كل القوى السياسية الفاسدة , إلا إن أبناء الشعب يتطلعون صوب هذا البرلمان الذي لا يهش ولا ينش , عله أن يستفيق من سباته ويصحو ويحس بتأنيب الضمير على الأقل على الثقة التي أولاها له الشعب ويبرر هذه الثقة باتخاذ موقف مشرف وحازم من هذا الفساد ومن هذه الفضائح التي زكم منها حتى سكان جزر القمر .
ولا أكتمكم القول فأنا شخصيا يائس وحزين وغير متفاءل , وأعتقد أن البلد  يمر اليوم بأصعب الظروف بسبب سيطرة قوى سياسية لصوصية وصلت إلى الحكم بالخداع والكذب ساعدها في ذلك معاناة الناس من النظام الديكتاتوري السابق وتزكية المرجعيات الدينية لهذه القوى السياسية اللصوصية , ولا أعتقد أن هذا البرلمان البائس سيتخذ موقفا مشرفا من هذا الفساد وهذا النهب والسلب للمال العام بعد فضيحة استجواب المفوضية العليا للانتخابات .
الدنمارك
aiad.alsamawi@gmail.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8515
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20