
شهدت محافظة ميسان، صباح أمس الأربعاء، تظاهرات طلابية غاضبة واحتجاجات على تعيينات للكوادر التدريسية بسبب "فوضى" القرارات في وزارة التربية، فيما نظم ناشطون وطلاب في محافظة البصرة، أمس الأول، وقفة احتجاجية ضد نقص الكتب المدرسية.
تظاهرات في ميسان!
وبحسب الانباء الواردة من محافظة ميسان، فإن "العشرات من المتقدمين إلى التعيين بصفة مدرس ومعلم على الملاك الدائم تظاهروا صباح أمس أمام مبنى مديرية التربية، احتجاجاً على القبولات والغبن فيها"، على حد وصفهم.
وقال أحد المتظاهرين لوكالة "أين"، أن "عدد الدرجات الوظيفية المخصصة من وزارة التربية للمحافظة 167 بصفة مدرس و130 بصفة معلم".
واضاف: ان التقديم على التعيينات استمر لأربعة أشهر، ولما ظهرت نتائج القبولات، اكتشفنا فيها محاباة، حيث تم قبول معدلات أدنى من غيرها".
وأشار متظاهر آخر إلى "إضافة 10 درجات إلى معدل الخريج اذا كان والده مشرفا تربويا تقاعد هذا العام وهذا أمر مجحف، كما ان بعض الاسماء المقبولة كانت دون المعدلات التنافسية". من جانبه، انتقد رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس ميسان عبد الحسين عبد الرضا تعليمات التعيين على ملاك التربية في ميسان ووصفها بـ "الظالمة".
وقال ان "تعليمات وزارة التربية غير منصفة وظالمة في التقسيم الجغرافي في احتياجات الاقضية والنواحي والمركز".
ولأن هذه التظاهرات مستمرة منذ أيام، وقرر مجلس محافظة ميسان في جلسته المنعقدة أمس الأول تشكيل لجنة للتحقيق في هذه التعيينات.
كما تظاهر طلاب الدراسة المسائية اليوم أمام مبنى تربية ميسان أيضاً بسبب قرار الوزارة في عدم استمرار الطلبة من الاعمار الكبيرة رغم مرور سنوات عليهم في الدراسة وبدون رسوب، متسائلين عن هذا "القرار الغريب".
واحتج طلاب غاضبون على قرار وزارة التربية، شطر طلبة فرع السادس الأدبي عن الفرع العلمي ونقلهم الى مدارس لا تتوفر فيها الكوادر التدريسية لمناهجهم.
وقفة احتجاجية في البصرة
وفي محافظة البصرة، نظم ناشطون وطلاب وبدعوة من تنسيقية الشباب المدني أمس الأول وقفة احتجاجية لعدم توفير الكتب المنهجية للدراسين في كافة المراحل.
الوقفة التي أقيمت أمام مديرية تربية محافظة البصرة ، حضرها ناشطون مدنيون وطلاب وأولياء أمور، طالبوا فيها بتوزيع جميع الكتب المدرسية، ومحاسبة المقصرين والفاسدين.
وقال الناشط جاسم البصري وأحد المشاركين في التظاهرات لــ "طريق الشعب": خرجنا اليوم من أجل مطالب أبنائنا الذي عانوا من عدم توفير ابسط حقوقهم الطلابية، وهذا أثر على مسيرتهم التعليمية والتربوية، مطالباً بأن تقوم وزارة التربية بإجراءات سريعة بتوزيع وتوفير جميع الكتب الدراسية وأن لا نتحمل نحن شراء الكتب وبأسعار باهظة الثمن.
نقابة المعلين تتحرك
من جانبها، قررت نقابة المعلمين اقامة تظاهرة أمام وزارة التربية يوم الثلاثاء المقبل، يشارك فيها جميع فروع نقابة المعلمين على مستوى المحافظات احتجاجاً على نقص الكتب المدرسية.
وجاء في بيان المجلس المركزي للنقابة، وتلقت "طريق الشعب" نسخة منه، أنه "من مفارقات القول وعجائب الاحداث ان نتحدث عن نكسة التعليم في العراق بلد الحرف الاول الذي علم الكون ابجدية العلم، والحضارة والى وقت قريب كانت المدرسة العراقية ونظام التعليم يحتذى به في المنطقة كلها".
وعبرت النقابة عن أسفها من "تراجع كل شيء وتدهور المستوى العام للطلبة والتلاميذ حتى انحدر إلى ادني الدرجات وأخيرا نضبت الروافد العذبة للمدرسة العراقية حتى وصلت الى شحة الكتب المدرسية وقلة الكوادر في اغلب الاختصاصات ناهيك عن الابنية المدرسية المتهرئة والآيلة إلى السقوط مع وجود نقص فعلي في مجال الابنية المدرسية يبلغ اكثر من 7000 آلاف بناية مدرسية".
واضافت: كل هذه الامور وغيرها ادت الى فشل نشهد آثاره هذه الايام بالضبط مع بدء العام الدراسي الذي لم تسبقه اية تحضيرات تحتاجها المدارس والطلبة والتلاميذ والمعلمين..
وقرر المجلس المركزي للنقابة، في اجتماعه المنعقد يوم أمس إقامة تظاهرة أمام وزارة التربية يوم الثلاثاء المقبل، للمطالبة بـ "استجواب السيد وزير التربية في البرلمان العراقي بغية معرفة أسباب إخفاق الوزارة".
كما طالب المجلس الحكومة بـ "توفير التخصيصات المالية الكافية لطبع الكتب والمستلزمات الدراسية بعيدا عن الوضع الاقتصادي الذي يمر به البلد لان التعليم يشكل الركيزة الاساسية في بناء الاوطان".. و"تفعيل دور لجنة التربية البرلمانية والقيام بمهماتها الوطنية ومتابعة ما يجري في وزارة التربية".
وطالبت النقابة بـ "ابعاد وزارة التربية عن المحاصصة الحزبية والطائفية واسنادها الى عناصر مستقلة ووطنية ومهنية وكفوءة".
|