• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : خريف السياسة العراقية .
                          • الكاتب : اسماعيل البديري .

خريف السياسة العراقية

السياسة علم ولا تمارس على انها هواية أو ملئ منصب معين، التعريف العام للسياسة هي فن الممكن او فن أدارة السلطة وقد عرف علم السياسة "هو علم الحكم وفنه، وهو العلم الذي يتعامل مع شكل الدولة وتنظيمها وإدارتها او جزء منها طبقا لقوانين هذه الدولة فضلا عن تنظيم علاقاتها بالدول الأخرى" ( معجم اوكسفورد الموجز).
علم السياسة يختلف عن تعريف السلطة فقد جاء في كتاب اساسيات علم السياسة لمؤلفيه ستيفن تانسي ونايجل جاكسون (السلطة هي ممارسة القوة وفقاَ للقانون) والمقصود هنا هو القوة الانتخابية (نتائج الانتخابات).
إن العملية السياسية في العراق تدار من قبل مجموعة أحزاب حصلت على سلطتها نتيجة إنتخابات محلية وإتحادية كان العامل المشترك بينها هو العامل الطائفي والأثني وليس البرامج الخدمية والادارية كما في النظم الديمقرطية الأخرى وهذا ليس مذموما في نظام ديمقراطي هجين في بلد متحول من الديكتاتورية المحضة لديمقراطية غير منظبطة مع إدارة غريبة عن المجتمع العراقي برغم المستشارين العراقيين الذين كان همهم التسويق لإسقاط النظام الدكتاتوري فقط دون تقديم دراسات عن واقع المجتمع العراقي وكيفية ممارسة السلطة والحكم بعد التغيير وما التخبط الاداري والمالي بعد التغيير الا مثالا واضحا عن تلك المرحلة التي اسست لواقع عراقي جديد ماركته المسجلة هي الطائفية والانقسام المجتمعي نتيجة الانقسام السياسي وتأسيس اول مجلس حكم على أسس طائفية مما جعل الوصول للحكم هي الشغل الشاغل لممارسة السلطة .
الدور السياسي للعراق وخاصة في العهد الملكي كان بارزا على المستويين الاقليمي والدولي وكان لاعبا اساسيا في تدوير الزوايا الاقليمية والدولية سياسيا نتيجة الاستقرار السياسي وان كانت هناك تغييرات حكومية مستمرة لكن الوضع العراقي يسمح لبروز رجال دولة بالمعنى الذي يسمح لهم بالتفاعل وتقديم الخبرة لايجاد افضل العلاقات الدولية.
في خضم هذا الاعصار الجارف من التغييرات الدولية سياسيا وأقتصاديا وبروز الحركات التكفيرية وإحتلالها لإجزاء مهمة من العراق وعدم التفاعل الاقليمي مع التغيير العراقي ضعف التاثير العراقي مما أدى الى التوجه للأهتمام بالوضع الداخلي المنقسم للحفاظ على وحدة العراق برغم التحديات الكبيرة المؤيدة للتقسيم نتيجة إقرار الساسة في العراق بالتقسيم من خلال نص الدستور العراقي على الفدرالية التي ستكون القشة التي تقسم العراق وإلا لماذا الاصرار على فدرلة العراق وهو وحدة جغرافية واحدة مرسمة الحدود.
الوضع العراقي الراهن مع التغيير الأمريكي وخطابات ترامب اللاهبة تستدعي وضع خطط وبرامج عملية لمعرفة الاولويات للإدارة الامريكية المقبلة من خلال إيجاد فريق عمل حكومي مدججا بالخبرات السياسية والاقتصادية والاعلامية وخبراء على مستوى العلاقات الدولية تعكس الواقع السياسي العراقي مع إيلاء الشق الدبلوماسي الاهتمام العالي وخاصة سفارتنا في واشنطن وممثلية العراق لدى الامم المتحدة اللذان هما الآن خارج التغطية، العراق لديه من أوراق اللعب السياسي والاقتصادي والجغرافي الكثير تجعله لاعبا مؤثرا أقليميا ودوليا وليس متأثرا كما هو الآن.  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=86588
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19