• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يالَ غرابته .
                          • الكاتب : حسين علي الشامي .

يالَ غرابته

ارسم لوحة عباراتها فصول السنة ، يتورق في اشجارها ربيع العمر ، مرورا ببرودة الشتاء العالية ، متحولٌ بين فصولها الى خريف الصبر المراد من اهوال زمانه ، معتبرٌ جمال صيفها غاية وهدفا .
فيال غرابة وطني الممدوح بين كل العصور ، والاستاذ بحضارته لكل الحضارات السائدة بأرض السواد .
وطني الجميل بألوانه الفنانة على ارضه الغرية الخضراء , فحار على أثرِ الوصف . الفني من رسمه ، والكاتب المبدع عن كتابة ملامحه .
فصور لنا السلف تعابيره ليكون بن الوطن ميزةٌ للأوطان ، فصاحب أول قلم كتب على اوراق الدنيا الطينية هو ذاك بن بلدي ، وصاحب اول العبارات العلمية ذات الافكار العميقة هو ذاك بن بلدي فلِمَ هكذا يكون بلدي .
يالَ غرابة هذا الوطن . تحيطه الاعاصير وتنزل بين نهريه الاهوال فينزف اولاده الدم ليكون دائما مدرسة العطاء البشري والفداء الانساني ، وميداناً لتعليم الشجعان البطولة ، فمنه يستلهم المعبرين عبارتهم ليُفَقِهوا اوطانهم غاية العبرة ونهاية الغاية .
فتَأخذُ منه الحكماء اطراف الحديث ليزدادوا حكمةً في افكارهم .
نعم انه العراق الذي اجتمعت فيه كل التعابير الفكرية والانسانية والمادية والمعنوية صاحب اكبر حضارة ، وادق فكر ، وعلم وصل الى العالم الانساني ، وأُخذ من طي احرفه الانسان عنوانا .
لكن اليوم غير الامس والحاضر ليس كماضي اجدادي .
اليوم يومٌ أحمر اللون داكن بلا وضوح كثر الظلم والغي والتشريد والنهب .
على عكس ماكان بالسابق من حضارةٍ وبناءٍ وتقويمٍ واسلوبٍ انساني , فمتى تعود ايها الوطن الاب من غرابتك لتنقذ ابناءاً اعياهم جهد التفكير بغرابتك.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=86682
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28