يتوجه العالم اليوم نحو الحوار والتلاقي وقبول الاخر المختلف. وجلس المسلمون عل طاولة الحوار مع اخوانهم من شتى الديانات. وعقدت مؤتمرات وندوات وأولفت كتب وكتبت نشرات في هذا المظمار ، واخذ صوت الاعتدال والوسطية يعلو على صوت التطرف والعصبية وكانت اللقاءات والتقارب المسيحي الاسلامي هو سيد هذه المواقف والدعوات.
بينما هناك تقصير واضح من قبل الجهات الاسلامية المختلفة في الاهتمام في تقارب الاخوة في الدين الواحد. فلا يخفى على أحد موضوع اصلاح البيت الداخلي للمسلمين وما يحمل من اهمية كبيرة. لان الاصل والواقع يجب ان يحصل التقارب بين السنة والشيعة حتى ننطلق للتقارب بين المسلمين والمسيحيين. ولكن هناك تقصير واضح في هذا المجال جميع الاخوة غير معذورين منه. ولكن اذا اهمله البعض فلا يعني ان هناك من لم يهتم به ويدعو اليه واليوم نطالع دراسة مهمة تصب في هذا الاتجاه تحمل عنوان التقارب بين السنة والشيعة ضرورة اسلامية اسس لها النجف والازهر لكاتبة سنية من بيروت اسمها زينة الجانودي. سلطت المؤلفة في كتابها هذا الاضواء على عدة قضايا مهمة تخدم الحوار والتلاقي بين الطائفتين وتساهم في راب الصدع المفتعل بينهم.
ووضحت ان علماء الامه الاسلامية من المدرستين السنية والشيعية على قدر كبير من الوعي واسسوا قواعد التلاقي والحوار وبرهنوا المصداق الامثل للاخوة الاسلامية ونكران الذات.
تحمل هذه الدراسة اهمية كبيرة كونها تكشف عن وثائق تعرض لاول مرة تمثل رسائل متبادلة بين علماء النجف والازهر تبرهن عمق الاخوة والعلاقة الحميمة بينهما. وتضع العصا في عجلة الطائفية البغيضة. وكشفت عن حب اهل السنة لال البيت وحب الشيعة للصحابة وكشفت الزيف والخداع الممنهج في وجود قران اخر لدى الشيعة او غيرها من الاتهامات الباطلة وكشفت ذلك بالادلة من مصادر الطرفين. ووضحت عمق التلاقي في العقيدة والفقه والفكر بين السنة والشيعة ونادت بضرورة التعقل والاهتمام بالتلاقي.
نحن بحاجة الى امثال هذه الدراسات والكتب التي تدافع عن الاسلام وتحارب الارهاب وتحمل في طياتها المحبة والرحمة. شكرا للكاتبة وشكرا لكل الاقلام الشريفة التي تتحرق الما من اجل وحدة الاسلام ونبذ الطائفية |