• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أسرار صاحب الولاية العظمى علي بن ابي طالب في ذكرى استشهاده (ع). .
                          • الكاتب : صادق الموسوي .

أسرار صاحب الولاية العظمى علي بن ابي طالب في ذكرى استشهاده (ع).

 أسرار صاحب الولاية العظمى علي بن ابي طالب في ذكرى استشهاده (ع).

 
 
السلام عليك يا أمين الله في أرضه وحجته على عباده .
 السلام عليك يا يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين
يجب علينا الايقان بأننا لا نستطيع ان نصل الى معرفته مهما كتبنا وأوضحنا وبينا عن كشف اسراره 
كما قال رسول الله لعلي (ص) ( ماعرفك الا الله وانا).)
لأن علمه وتكوينه اوسع واعمق من ان تدركها عقولنا القاصره ،
وانه الجامع لكل علوم الكون ، وقد فاق علمه علم الاولين والآخرين وجميع المعصومين عليهم السلام)) 
عدا الرسول الكريم (ص) الذي هو مدينة العلم وعلي بابها ،
 ويفترض بالإنسان ان يتساءل حينما يقف أمام هذه الشخصية العظيمة المسمى  بالانسان الكامل والبشر الالهي :
 ما هو سر العظمة في هذه الشخصية الإنسانية المثلى؟
 التي لم ينجب التاريخ لها مثيلا، بعد سيدها ومعلمها الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ويفترض به، ان يتساءل، أيضا:
أية شخصية عظيمة هذه، التي أنطقت ألسنة الكثيرين ، فمدحوها الاعداء قبل الاصدقاء والمقربين ،
قائلين: علي الدر والذهب المصفى وباقي الناس كلهم تراب .
ان الله سبحانه، لم يكن ينعم على البشرية بهذا النور ألملكوتي المجسد في شخصية أمير المؤمنين سلام الله عليه، إلا لعبرة وسر مكنون ومقدس،
 وهذا السر  يمكننا ان نكتشف جوانب منه بقدر إيماننا واستلهامنا من نور الولاية الذي من الله تعالى به علينا.
ما هو سره، وما هو سر الأمر الإلهي المكرر والمؤكد بأن نحبه وأبناءه ونواليهم؟
 وما هو سر هذه الصلة الوثيقة، والعلاقة الوطيدة، بين حب الإمام صلوات الله عليه وبين أعظم نعم الله، وهي الجنة.
 
لا نتحدث اليوم عن قصة استشهاد الامام علي(ع) في المحراب بسيف ابن ملجم المرادي  لعنه الله ، لأنه فاز برضا الرحمن ونيل الجنان  حين قال فزت ورب الكعبة. ولكننا سوف نتحدث عن سر عظمته ومكانته لدى الباري عز وجل .
فعندما يقول رسولنا الكريم في حقه يا علي ما عرفك الا الله وانا ، كما جاء في حديثه
(عليه الصلاة والسلام) :
" يا علي ما عرف الله الا انا وانت وما عرفني الا الله وانت وما عرفك الا الله وانا "
اما قول الامام في نهج البلاغة :
" ظاهري امامة وباطني غيب لا يدرك "
 
وقوله (ص)(خلق الله الخلائق من نورنا ، فنحن صنائع الله ، والخلق من بعد صنائع لنا(
اي مصنوعين لأجلنا 
وقوله تعالى :
" وما أرسلناك الا رحمة للعالمين  " فالرسول هو الرحمة وعلي هو الفضل والنعمة 
كما قال تعالى "قل بفضله وبرحمته فبذلك فليفرحوا"
يعني بدين محمد(ص) وولاية علي(ع) ، لأن لأجلهما خلق الخلق وبهما  افاض عليه الرزق.
وقوله(ص) (انا من الله والكل مني ). 
فالكل من اجله وبأجله فهو الحسن والاحسان .
وهو المبدأ والمعاد ، فتقها منك ورتقها بيده ومن بيده الفتق والرتق له الحكم واليه ترجعون.
فهم الفيض الاول ، وجعل سائر الانوار تشرق منها وتتشعشع عنها ،
وجعل لها السبق الاول ، فلها السبق على الكل والرفعة على الكل ، والإحاطة بالكل ، والله من ورائهم محيط .
فهم نور واحد قديم ، انما انقسما تسمية ليمتاز النبي عن الولي كما امتاز الواحد عن الأحد ،
فكل احد واحد ولا ينعكس ، وكل نبي ولي ولا ينعكس .
وان حب الولي حسنة لا تضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة
واليه اشار بقوله تعالى:
" اولئك الذين يبدل سيئاتهم حسنات " وهم شيعته ومحبيه 
وقوله في مبغضيه (وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء" منثورا) 
اي كان لديهم عمل ولكنه لم ينفعهم لانه خالي من حب الولي الذي امر الله تعالى بحبه واتباع ،
والحب يعني الولاء والاتباع.
فهم الذين قال تعالى عنهم
(اولئك الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا").
لأنهم منافقون والمنافق لابرهان له لأن اعماله تكون بالظن والظن لا يغني من الحق شيئا"
 
 
حبه ايمان وبغضه كفر ، فليس هناك الا محب ومبغض ، فلا تثبت على الصراط قدم انسان الا بحب علي واليه الاشارة بقوله :
" يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة".
وقال (ص) لعلي (ع)
"ياعلي ما ثبت حبك في قلب مؤمن الا وثبت قدمه على الصراط حتى يدخل الجنة ..".
 
وقالوا (عليهم السلام (
" جنبونا آلهه تعبد واجعلوا لنا ربا"نؤوب اليه ، وقولوا فينا ما استطعتم "
وذلك كما قيل :
جنبوهم قول الغلاة وقولوا ما استطعتم في فضلهم ان تقولوا 
فإذا عدت سماء مع الأرض الى فضلهم فذاك قليل .
وقول الاميرعليه السلام 
ظاهري إمامة وباطني غيب لا يدرك.
فهم في الأجساد أشباح وفي الأشباح أرواح وفي الأرواح أنوار وفي الأنوار أسرار .
 
وقوله تعالى " فلا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون " (يفعل الله ما يريد).
فكيف يسأل المؤيد بالحكمة ؟ المخصوص بالعصمة الذي يريد الله ما يفعل لان فعله الحق والعدل ،
ويفعل الله ما يريد ، لانه لا يريد الا ما يريد الله ، لان قلبه مكان مشيئة الله،اوجد موجد الكل قبل الكل ،
واوجد لأجله الكل ، واختاره على الكل وولاه أمر الكل وحكمه على الكل ، 
فهو الكلمة التامة ، والحاكم يوم الطامة ، 
                                                                                   
فشيعته غدا بيض الصحائف، خضر الملابس آمنين من العذاب ، يدخلون الجنة بغير حساب .
واليه الاشارة في قوله تعالى:
" يومئذ لا يسال عن ذنبه انس ولا جان "  من شيعته الموالين الحقيقيين 
اما غيرهم فيسألون عن وليهم وعن جميع اعمالهم 
كما صرح القرآن الكريم
"وقفوهم انهم مسأولون"  
وقيل للأمام الصادق عليه السلام 
عن ماذا يسألون يابن رسول الله ؟
قال  والله ليسألن عن ولايتنا اهل البيت.
 
وقد جاء في الدعاء لافرق بينهما وبينك ،الا انهم عبادك وخلقك
كما جاء في الحديث القدسي :
عبدي اطعني اجعلك مثلي ـ 
انا حي لا يموت أجعلك حيا" لا تموت ،انا غني لا افتقر أجعلك غني لا تفتقر ،
انا مهما اشأ أجعلك مهما تشأ يكن .
وقال رسول الله (ص) لعلي عليه السلام :
" يا علي حبك حسنة لن تظر معها سيئة ، وبغضك سيئة لن تنفع معها حسنة " 
واليهم الاشارة بقوله تعالى:
" ليكفر الله عنهم اسوأ الذي عملوا ويجزيهم اجرهم بأحسن الذين كانوا يعملون". 
وهذا خاص 
وقوله تعالى :
ان يجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ) - وهو حب غيره) 
نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا" كريما ،وهو حب الولي 
ومن ذلك قوله تعالى:
"  الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور "
اذا كانوا آمنوا فأين الظلمات ؟
ومعناه يخرجكم من ظلمات الخطايا الى نور الايمان والولاية ,
 
"ممن اتبع هداي فلا يصلى ولا يشقى"
وقال بن عباس (رض) الهدى علي (ع) ،وقوله (بل اتيناهم بذكرهم )يعني بعلي 
"فمن اتبع هداي " يعني عليا" 
(فلا خوف عليهم ) اي باتباعه
(ولا هم يحزنون ) يعني يوم البعث بحبه 
مثل قوله (بل اتيناهم بذكرهم ،فهم عن ذكرهم معرضون)
واليه الاشارة بقوله (قل نبأ عظيم انتم عنه معرضون )
وقوله تعالى (لقد انزلنا اليكم كتابا" فيه ذكركم ) يعني نجاتكم ، وهو حب علي عليه السلام .
معرفة اسم ابا تراب 
قوله تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي )
ان وجود الاشياء كلها من الماء - فالماء ابو الاشياء كلها ، 
(هو أبوا تراب ، فهو سر الاشياء كلها ).
وقد اشار لهذا رسول الله (ص) بقوله :
(ليلة اسري بي الى السماء لم أجد بابا" ولا حجابا" ولا شجرة ولا ورقة ولا ثمرة 
الا مكتوب عليها علي علي ، وان اسم علي مكتوب على كل شيء..).
وقال (ص) :
(علي في السماء السابعة ، كالشمس في الدنيا لأهل الارض ، 
وفي السماء الدنيا كالقمر في الليل لأهل الارض ).
وقال (ص):
(اعطى الله عليا" من الفضل جزءا" لو قسم على اهل الارض لوسعهم ،
واعطاه من العلم جزء" لوقسم على اهل الارض لوسعهم واصبحوا علماء،
علي محمود عند الحق عظيم عند الملائكة ، علي خاصتي وخالصتي 
وظاهري وباطني وسري وعلانيتي ومصاحبي ورفيقي وروحي وانيسي ،
سألت الله ان لا يقبضه قبلي ، وان يقبضه شهيدا"
واني دخلت الجنة فرأيت له حورا" اكثر من ورق الشجر 
وقصورا" على عدد البشر .
علي مني وانا منه ، لم يمشي على وجه الارض ماشي اكرم منه بعدي 
مثله كمثل بيت الله الحرام يزار ولا يزور .......).
واشار بقوله:
(الذين آمنوا) يعني يوم العهد المأخوذ على جميع الخلائق كما جاء بقوله تعالى( واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم ، قالوا بلا ( ثم شهدت عليهم الملائكة بعد الاقرار فقالت شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين .
والذين آمنوا - وعملوا الصالحات) يعني في عالم التكليف ، كانت له جنات الفردوس نزلا"في عالم البعث والجزاء ، لأنهم وصلوا يوم المنادات بيوم الاعمال ، ( الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ) فوصله الله المجازات وحسن المآب ،
والدليل الآخر في سورة يوسف (عليه السلام)
في قوله تعالى عن قول يوسف ( معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده )
فيوم القيامة ينزع الله ما كان في طينة المؤمن من الخبيث المجاور لها بالأمتزاج معها من طينة النواصب من السيئات ، فيرد الى الناصب لأنها له ومنه وعليه ،
ثم ينادي (لا ظلم اليوم وماربك بظلام للعبيد)
واليه الاشارة والحكمة في قوله لأبراهيم (ع)
(فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك) حيث رجعت كل اجزاء الذرات الى اصلها .
ولأنه كان الله قادرا"ان يجعل كل جزء منها طيرأ بذاته ، ولكن القدرة والحكمة والعدل اقتضى وصول كل جزء منها الى جزئه واصله ،
وقوله تعالى (وماهم بحاملين من خطاياهم من شيء)
انما حملوا خطايا جوهر سنخيتهم وما هو منهم واليهم ،
اذ كل جزء يلحق بجزئه ساء ام حسن ......
 
 
من اسرار الرسول محمد (ص) والامام علي (ع) في سورة البقرة .
 
قوله تعالى :
(الم ، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون ، والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون، أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ).
 
ألم : في المعاني عن الصادق عليه السلام ألم هو حرف من حروف اسم الله الأعظم المقطع في القرآن الذي يؤلفه النبي صلى الله عليه وأله الامام فإذا دعا به اجيب . 
و فيه دلالة على أن الحروف المقطعات أسرار بين الله تعالى ورسوله ورموز لم يقصد بها إفهام غيره وغير الراسخين في العلم من ذريته والتخاطب بالحروف المفردة سنة الأحباب في سنن المحب فهو سر الحبيب مع الحبيب بحيث لا يطلع عليه الرقيب :
بين المحبين سر ليس يفشيه * قـول ولا قلم للخلق يحكيه .
 
والدليل عليه أيضا من القرآن قوله عز وجل : 
وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم . 
ومن الحديث ما رواه العياشي عن أبي لبيد المخزومي قال :
قال أبو جعفر عليه السلام يا أبا لبيد إنه يملك من ولد العباس إثنا عشر يقتل بعد الثامن منهم أربعة تصيب أحدهم الذبحة فتذبحه فئة قصيرة أعمارهم خبيثة سيرتهم منهم الفويسق الملقب بالهادي والناطق والغاوي
يا أبا لبيد إن لي في حروف القرآن المقطعة لعلما جما إن الله تبارك وتعالى أنزل ( الم ) ذلك الكتاب فقام محمد حتى ظهر نوره وثبتت كلمته وولد يوم ولد وقد مضى من الألف السابع مأة سنة وثلاث سنين 
ثم قال : وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار وليس من حروف مقطعة حرف تنقضي ايامه الا وقام من بني هاشم عند انقضائه ثم قال : الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون فذلك مائة وواحد وستون ثم كان بدور خروج الحسين بن علي عليهما السلام الم الله فلما بلغت مدته قام قائم من ولد العباس عند المص ويقوم قائمنا عند انقضائها بالمر ...........................
والمعنى الادق في علم التأويل هو: ا ل م ، الاحرف من حروف الاسم الاعظم ، والكتاب هو الامام علي لاشك فيه وهو هدى للمتقين ،
(الذين يؤمنون بالغيب ) الغيب هو يوم القيامة ويوم الرجعة ويوم القائم وهي ايام آل محمد واليه اشار تعالى (وذكرهم بأيام الله) ، فالرجعة لهم والقيامة لهم ويوم القائم لهم وحكمه اليهم ومعول المؤمنين عليهم ،
وقوله (الذين يقيمون الصلاة) الصلاة هي حب الولي علي ، لأنها الصلة بالله ، ولا صلة للعبد بعفو الرب ورحمته وجواره الا بحب علي (ع) ، فمن اقام حبه فقد اقام الصلاة وكل صلاة غيرها من المكتوبة المشروعة اذا لم تكن معها الولاية فهي مجاز بل ضلال ووبال ، لأنه قد عبد الله بغير ما امر ، فهو ضال في سلوكه عاصي في طاعته معاقب في عبادته .
وقوله تعالى (ومما رزقناهم ينفقون):-
الانفاق الواجب الذي تحيى بها النفوس ، وتنجوا به الارواح والاجساد من العذاب الأليم هو معرفة آل محمد 
(صلى الله عليهم) وكل انفاق غير هذا فهو مجاز وان كان واجب الانفاق 
( وما افعل بانفاق يقوى به النفاق).
وقوله تعالى (والذين يؤمنون بما انزل اليك ) اي في حق علي (ع) 
ودليله قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا آمنوا ) فذكر بانهم آمنوا وسماهم مؤمنين، ثم قال لهم آمنوا ، ومعناه يا ايها الذين آمنوا بمحمد آمنوا بعلي حتى يكمل ايمانكم .
وقوله تعالى (وما انزل من قبلك) يعني في حق علي 
وقوله (بالآخرة هم يوقنون )اي يصدقون ان حكم الآخرة لعلي (ع) كما ان حكم الدنيا مسلم اليه ,
(اولئك على هدى من ربهم ) اي بهذا الدين الذي اكمله بولاية امير المؤمنين 
(اولئك هم المفلحون ) اي بهذه المعرفة .
 
الاسماء والصفات وسر البسملة.
(اللهم اني اسألك باسمك الذي خلقت به كل شيء وكتبته على كل شيء ).
الاسماء والصفات ، وهي اعظم ثلاثة اسماء 
اسم الذات واسم الصفات واسم هو سر الذات وروح الصفات ، وهي الكلمة الجارية في سائر الموجودات ،
فهي سر الذات وسر الصفات والاسم المقدم على سائر الصفات ،
لأن الأحدية تعرف بالوحدانية فهو اسم (العلي العظيم )
واليه الاشارة بقوله في التخصيص (فاوحى الى عبده ما أوحى )
والمراد بالعبد هنا القرب ،لأنه في المقام الخاص فسماه بالاسم الخاص ،
وكان الوحي اليه في ذلك المكان ان عليا" امير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ....
 
** (سر البسملة - بسم الله الرحمن الرحيم)
ان اسرار الكتب الالهية وسر الولاية والهداية والرسالة والاسم الاكبر وسر الغيب ، موجود في فاتحة الكتاب ،
وسر الفاتحة في مفتاحها وهي( بسم الله الرحمن الرحيم) 
وفيها اشارات ثلاث:-----
* الاول : قوله سبحانه ( واذا ذكرت ربك في القرآن وحده)، والمراد من الذكر البسملة .
 
** الثاني : ان عدد حروف البسملة 19 ، وعدد اسم واحد هو 19 ، فهي محتوية من الوحدة والتوحيد والوحدانية ،
فالواحد صفة الأحد ، والواحد هو النور الاول ، وهذا ذكر الذات بظاهر اسمها الأعظم .
 
*** الثالث : قوله بسم الله ، هو اشارة الى باطن السين ، وسر السين الذي بين الباء والميم والذي قال فيه (ع) انا سر السين ، وهو الأسم المخزون ، وباطن الاسم الاعظم ،
ومن اسرار الكتاب اسما" جامعا" للذات والصفات وسر الذات والصفات ،
فذلك هو الاسم الاعظم الذي تجاب به الدعوات وتنفعل به الكائنات .
 
(ب س م ا ل ل ه) بسم الله:
اما سر الباء فانها للنبوة ، والنقطة الولاية ،
والسين عدده 10 وهي اسم (ع ل ي ) (ع) ، والميم عددها 92 وهي اسم محمد (ص) قاسم الله الذي به بدأ مساواهما، والالف المعطوف هو الكلمة التامة التي ظهر بها الوجود ، وفاض سرها كل موجود ، لأن عن الوجود ابسط كل معدود ،
وانه قسيم النور الواحد الفائض عن الاحد ، فما فوقه الا ذات رب الارباب وسائر العوالم تحته من المخلوقات ،
كما اشار اليه بقول الرسول (ص) ( علي لا يحجبه عن الله حجاب ).
 
وكما قال (ع)( لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا").
 
له معنيان 
المعنى الاول: 
انه اعلى الموجودات لأنه قسيم النور الواحد ،
فمعناه لو كشف الغطاء وهو الحجاب عن هذا الجسد الترابي او الغطاء من الجسم الفلكي ، ما ازددت يقينا" على ما علمته في العالم النوراني من قبل خلق العرش والكرسي .
 
المعنى الثاني :
وفيه سر بديع 
اي من عرفني من شيعتي بسرائر معرفتي ، وانني اسم الله الاعظم ووجهه الكريم وحجابه في هذا الهيكل الترابي
والعالم البشري ، وانني في الجسد المركب ،آية الله وكلمته في خلقه ، فانه غدا" اذا رآني لا يزداد في معرفتي يقينا" لأنه لم يرتب في من وراء الحجاب ، فكيف يرتاب عند كشف الحجاب ؟
واليه الاشارة ( ويوم يكشف عن ساق ..)
والبيان هذا - ان المخاطب بالقرآن النبي (ص) والمراد به الامة ، وكذلك الولي هو الناطق ، والمراد به عارفيه ، 
لأن الامة مضافة الى النبيين والتابعين مضافين الى الولي ، وايه الاشارة بقوله سبحانه عن مؤمن آل فرعون 
(ومالي لا اعبد الذي فطرني واليه ترجعون)، فهو المتكلم والمراد به قومه لأنهم مضافين اليه ، فقوله ما ازددت يقينا"
تكلم (ع) بلسان عارفيه من اوليائه ، انهم لا تتخالجهم الشكوك فيه ، فهم كالتبر المسبوك في حبه ومعرفته لا يزدادون فيه الحك والسبك الا خلاصا" ورفعة ,فمن عرف مولى الانام وولي يوم القيام بهذا المقام وجب عليه هجر الانام وحبس الكلام عن التام والعوام ، لأن العارف بهذا المقام ان قال لا يصدق وان قيل له لا يستمع ، فحظه في العزلة  وسلامته في الوحدة ، لأن من عرف الله كل لسانه ...
 
الرب في القرآن . ( انه من اهم المواضيع فأرجوا قرائته بتمعن )
 
الرب لفظ مشترك مرة يأتي بالقرآن بمعنى المالك والسيد , 
وتارة اخرى يأتي بمعنى المعبود ، فيكون المعبود لا شركة فيه مثل قوله :
(رب السموات ورب الارض - رب العالمين ) فهو ربهم وخالقهم ومالكهم ومولاهم ,
واما أسم الأله اذا جاء من هذا الباب فانه لا يكون الا بمعنى حذف المضاف لا غير 
مثل قوله تعالى :
(هل ينظرون الى ان يأتيهم الله ) اي امر الله 
وقوله ( فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا) معناه امر الله من حيث لم يشعروا .
وقوله (وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة)
هنا لم يقل الى الاهها ناظرة لأن الالوهية مقام خاص لا شركة فيه ،
والربوبية مقام عام يقع فيه الاشتراك لعمومه .
ثم قال (وجاء ربك) ولم يقل وجاء الهك ،
ثم قال (الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم)
ثم قال للنفس (ارجعي الى ربك )،
فخص النظر والرؤية والتجلي والملاقاة بالرب دون الاله ، لأن الرؤية والتجلي انما تكون من ذي الهيئة والمجيء ،انما يصدق على الاجسام والانتقال من حال الى حال ، وهذا على الله محال ،
فالمراد من النظر والرؤية والتجلي هنا الرب اللغوي ، ومعناه السيد والمولى ،
الذين هم صلوات الله عليهم 
( رسول الله والامام علي )
لأنهم سادة العباد ومواليهم ، وملام الدنيا والآخرة ومن فيها .
والله ربهم بمعنى معبودهم ، وهذا خاص وهو رب السموات والارض وما فيهن ومن فيهن،
ورب محمد وعلي (ص) ومولاهم الذي خلقهم واجتباهم واختارهم وولاهم ،
فهو الرب والمولى والاله والسيد والمعبود والحميد والمحمود ،
وهم الموالي والسادات العابدين لا المعبودين ، لكنه سبحانه استبعد اهل السموات والارض 
من اطاعهم فهو عبد حر قد عتق مرتين ، ومن عصاهم فقد أبق ولد زنا قد ابق الكرتين ،
والشاهد هو الحق بقوله :(الحق انهم ملاقوا ربهم) 
صريح في ملاقات آل محمد غذا" والرجوع اليهم.
فقد نطق القرآن بتسمية المولى ربا" في حكاية عن يوسف (ع) في قوله
(انه ربي احسن مثواي) وقوله (اذكرني عند ربك ) وقوله (ارجع الى ربك)
فكل هذا مقام لغوي
فالسيد وومالك يوم البعث محمد وعلي (عليهم الصلاة والسلام) منا" من الله الرب المعبود الخالق
تولية ورفعة وكرامتة لان الله سبحانه وتعالى اصطفاهم وولاهم ، فهم موالي الدنيا واللآخرة ، ذلك فضل من الله واليه الاشارة (وان الى ربك المنتهى ) والمراد بالرب هنا الولي ، والموالي هم فهم المبدأ واليه المنتهى ،
وان كان المراد هنا حذف المضاف فمعناه (الى عدل ربك المنتهى)
والى حكم ربك والى عفو ربك والى رحمة ربك فهم عدل الله ورحمته ولطفه وأمره وحكمه ، فالمرجع اليهم والحساب عليهم .
فهم بالنسبة الى حضرة الخلق موالي ومالكين 
وبالنسبة الى حضرة الحق عبيدا" مختارين وحجبا" مقربين ، والاشارة الى هذا هو قوله :
(ان كل من في السموات والارض ان اتى الرحمن عبدا")
وقوله (واسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة ).
النعمة الظاهرة الرسول محمد (ص) والنعمة الباطنة الامام علي(ع).
فالرسول (ص) لأنه زين القيامة وصاحب الوسيلة وذو الكرامة ، فالوجوه يومئذ ناظرة الى جماله وكماله وعلو مقامه ،
وامير المؤمنين علي (ع) النعمة الباطنة ، فالوجود يومئذ ناظرة الى حقيقة معناه فيرون حكمه النافذ في العباد بأمر الملك الذي يختار من عباده من يشاء .
وكما صرح بهذا سيد الخلق (ص) لقوم تكلموا عن علي واهل بيته فقال (ص):
(مالكم وعلي ...... لا يحبه الا مؤمن ولا يبغضه الا كافر ، ولا يرتاب فيه الا مشرك وهو رب الارض وسكنها وكلمة التقوى ، فما بال قوم يريدون ان يطفؤا نور اخي والله متم نوره.....).
اختلاف العقول في معرفة الولي :
ان اختلاف العقول في معرفة ولي الله وحجته تنقسم الى عدة اقسام منها :
- قوم جحدوه - وقوم عبدوه - وقوم تبعوه - وكلهم ما عرفوه 
لأن الذين عبدوه كفروا بعبادته ، لأن المعبود واجب الوجود هو الله خالق الخلق ولا اله الا هو ،
والذين جحدوه ايضا ماعرفوه وكفروا بجحوده ، وكيف يجحدون مولاهم ومعناهم ونهج هداهم ؟
والذين تبعوه ايضا ما عرفوه ، اذ لو عرفوه ما ارتابوا في فضله وانكروا وانزلوه عن رفيع قدره وصغروه ،
فهم في معرفته كسائر الى مرام فخبته الظلام فرآىضياء قد لاح فيممه فما ادركه حتى طلع الصباح .
فهو السر الخفي الذي حارت في وصفه العقول 
ماذا اقول وقد جلت مناقبه ***** عن الصفات واضحى دونه الشرف
هذا الذي جاز عن حد القياس علا**** فتاهت الناس في معناه واختلفوا
غال وقال عنده وقفوا ***** وكلهم وصفوا وصفا" وما عرفوا .
 
وقول صاحب بن عباد 
اذا انعمت روحي فمنك نعيمها *** وان شقيت يوما" فأنت رحيمها 
باسمائك الحسنى اروح مهجتي *** اذا فاض من قدس الجلال نسيمها .
 
قوله تعالى (كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )
لأنهم اليوم في ريبهم يترددون فأنى يبصرون ،
فما آمن بعلي من انكر حرفا"من فضله وان ابتعد عن عقله القديم وخفى عن ذهنه السقيم ، 
لأن امرهم صعب مستصعب لا يحمله الا نبي مرسل او ملك مقرب او مؤمن امتحن الله قلبه للايمان 
ومالهم ( في آيات الله يلحدون )وعلي هو اكبر آية لدى الله عز وجل ، فما لهم وبها يجحدون وعنها يصدون ويصدفون 
(وهم يحسبون انهم يحسنون) وهم من التذكرة معرضون ،
وللناطق بها يبغضون ومكذبون ، فاذا استنشقوا روائح العرفان من عبد انعم الله عليه توجهوا الى تكذيبه وانكاره وابعاده وحذروا الناس من اعتقاده وصدوهم حبه ووداده .
(هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب ) واتمنى كل الناس ان تعلم هذه الحقائق لكي ينجون من عذاب الخالق 
والذ ي او قف حيرتي قوله تعالى (انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء) 
لا يضركم شيء اذا اهتديتم لأنفسكم ،
والحقيقة هي :
لا اله الا الله ، والملك المرفوع في يوم القيامة هو الرسول محمد (ص) (في مقعد صدق عند مليك مقتدر)
والحاكم المتصرف عن امر الملك هو الامام علي (عليه السلام ) 
وهذا الكلام صعب على العقول التي انغمست في حب الدنيا وشهواتها فينكرون هذا الفضل والنعمة 
(وبنعمة الله يكفرون) ولما صدقته آراؤهم يصدقون ولما صعب عليهم علمه ومعرفته يطرحون ، وبه يكذبون وبآيات الله يستهزؤن ، وهم له من طريق آخر يصدقون ويعتقدون(اي في الاول والثاني) وبه يتعبدون ولا يشعرون
(كلا سوف يعلمون ثم كلا سوف يعلمون) وهم (يجادلون في الله بغير الحق).
وتمعنوا بالحديث القدسي (كل شيء لعبدي الا الصيام انه لي وانا اجزي عليه) اي كل شيء يجازي عليه الولي المتصرف في الجزاء والاحسان ، وكلمة عبدي هو مكان القرب ، واوحى الى عبده ما اوحى ، وهو قرب الذات من الصفات .
 
 
اما في قوله (ع) (انا الوارث علوم الانبياء الا محمد (ص) علمته علمي وعلمني علمه).
نحن نعلم بان الرسول علم علمه لأمير المؤمنين في حياته وبعد رحيله عن هذه الدنيا عندما كان في النزع الاخير نادا عليا فقال (ص) لعلي : ياعلي ضع لسانك في فمي ، فانتقل علم رسول الله (ص) الى صدر علي فزاده علم فوق علمه ، من خلال انتقال روح القدس من الرسول الى علي ،
وهنا نسأل هذا السؤال :فكيف علم امير المؤمنين الرسول علمه 
واشار بانه اول من علم الرسول علمه في الحديث ؟
الجواب هو: عند ولادته في الكعبة المشرفة (ونقول ولادة للعام الظاهر الا انه ليس كما يولد الناس )
لقوله انا مع الكون قبل الكون ، انا مع القلم قبل القلم ، انا مع اللوح قبل اللوح ، وانا لا نلج ولا نولد في البطون .
فعندما خرجت فاطمة بنت اسد (عليها السلام) حاملة وصي نبي رب العالمين وخليفته في ارضه ، ناداها رسول الله (ص) الي يافاطمة اي يااماه انه اخي ووصي وخليفتي من بعدي ، فاخذه الرسول ووضع لسانه في فم علي فاقتبس واخذ منه ما حمل به لأيصاله للرسول من رسالات ربه .
وعند وفات الرسول انعكست الصورة ووضع الامام لسانه في فم الرسول (ص) ، ولهذا قال عليه السلام 
علمني رسول الله الف باب من العلم يفتح الي من كل باب الف باب .
وان امير المؤمنين اعلى مراتب الوجود ، فهو الواحد الذي لا يضاهيه وهو نفس رسول الله ، ويكون صدور الواحد عن الواحد كما جاء في الفلسلفة الالهية ،
فبالضرورة يخلق الله واحدا"في المرتبة الاولى التي تتنزل عن ذاته سبحانه ، ثم هذا المخلوق الواحد يخلق الكثرة ( اي يوجد المتعدد) فهو بسيط ولكنه بالتحليل يكون أمرين (محمد وعلي) لأنهما نفس واحدة بدليل قوله تعالى في آية المباهلة (وانفسنا وانفسكم )فهو نفسه ولكن غيره.
وقوله (ع) (كنت ومحمدا نورا نسبح قبل المسبحات والمخلوقات فقسم ذلك النور الى قسمين نبي مصطفى ووصي مرتضى، فقال سبحانه لذلك النصف كن محمد وللآخر كن علي ).
ولذلك قال رسول الله انا من علي وعلي مني ولا يؤدي عني الا انا او علي .
وفي ختام الجزء الاول نقول :
ان هذه الحقيقة النورية العليا هي اول الموجودات واشرفها واقدرها واعلاها واعلمها ، وهي مسيطرة 
على جميع الموجودات باقدار من الله سبحانه وتعالى ، وان روحه (ع) العليا متضمنة لكل علوم الكون .
يتبع في الجزء الثاني بعون الله تعالى
 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : المهندس احمدالجبوري ، في 2012/03/04 .

شريد اوصفك ياعلي قليله والله ابحقك الوصفه ضحيت محد قبلك الضحه وفيت نعم الوفه الفاطمه الزهرة
عانيت من اهل الكفر والنفاق والضحيه انته وبيت اهل العترة
نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــسئلك الشفاعه يا علي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8712
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29