• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الشمس والريح والماء .
                          • الكاتب : عقيل الحمداني .

الشمس والريح والماء

 هوَ الماءُ .. 
يبحثُ عن شَفتيك .. 
ليرسُمَ ريّاً على جَمرَتيك .. 
قبلَ إنطفاءِ العطش.. 
وقبلَ انمحاءِ تضاريسهِ من على ثناياك .. 
وقبلَ أن تُطبعَ على نَحركَ .. قُبلةَ نَصلٍ أهوَج 
.. ولكنهُ لم ينلْ منكَ رَشفَة 
وحُزناً على الكبدِ الصَادِية 
في كلِّ مُنتَهَلٍ يَلقَ حَتفه 
قضى اللهُ جيشُ الجلامِيدِ 
يهوي على مَوجِكَ النبويِّ الملامحِ 
لتنثالَ مَشرعةٌ بعدَ أخرى 
فيُنحَرُ مَجرى ارتوائكَ 
وتُهدى الضفافُ سبايا 
حيث بلاط العَطش 
*** *** *** 
هيَ الريحُ.. 
يجرِفُها الشوقُ نحوَ الخِيام 
تُلقي بنفسِها في الأتُون 
ولا همها .. ما يكون 
ولم تدرِ أنَّ احتضانَ خيامِكَ سعَّرَ نارَ الضِرام 
فجاءتْ تجرُّ ذُيولَ نُسَيماتِها خَجلاً 
تستميحُ الإمام 
*** *** *** 
هيَ الشمسُ.. 
لأنكَ بدرٌ وبينكما أنهرٌ من ضِياء 
كأحلى مشيمةِ عِشقٍ 
ما بينَ أرضِنا والسَّماء 
هَالها قاتِلُوك .. 
وفوراً هَوَتْ 
حَالَما جَرَّدوك .. 
لتُسدِلَ مِعطفها فوقَ طُهرِك.. 
فعَابُوا عليها.. 
وقالوا بأنَّها أجَّجَتْ جذوةَ العطشِ المستبدِّ 
بأوداجِ نَحرِك 
فها هي تسألكَ الصفحَ والمغفرة 
على خطأٍ قِيل منها .. في ساعةٍ ذاهلة 
وإن لم تشيح بوجهِ الملامةِ عنها 
ستَجلدُ أنوارها بالظلام 
لتُصبحَ عاشقةٌ آفلة



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=87302
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18