• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حكومة حانة ومانة .
                          • الكاتب : اياد السماوي .

حكومة حانة ومانة

 المثل الذي يقول مابين حانة ومانة ضاعت الحانة ينطبق تماما على الوضع السياسي القائم الآن في البلد , فحانة ومانة هم لعنتان حلتا على هذا الشعب المسكين الذي كان يتطلع للخلاص والتحرر من الديكتاتورية وإقامة النظام الديمقراطي وتحقيق الرفاه والاستقرار .
فأحزاب حانة ومانة التي حكمت البلد بعد سقوط الديكتاتورية , حولت هذا الحلم الجميل إلى كابوس مرعب , فحانة التي اختبأت وراء المظلومية والتمايز الطبقي الذي عانت منه خلال العقود الماضية , قدّمت من خلال أحزابها الإسلامية أبشع وأقذر وأفسد إدارة توالت على حكم العراق منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى هذه اللحظة , فتجربة الشعب مع أحزاب حانة الإسلامية لا تنحصر بالفساد والنهب والسلب للمال العام فحسب , بل تعدت بسلوكها الإجرامي إلى القتل وسفك دماء الأبرياء وتقويض الأمن ونهبها للممتلكات الخاصة والعامة والتحايل والتزوير الذي لم يشهد له البلد مثيلا عبر تاريخه .
أما أحزاب مانة التي حكمت البلد لعشرات من السنين والتي انتهت بأبشع نظام ديكتاتوري عرفته الإنسانية , لم تبقى مكتوفة الأيدي لفقدانها السلطة على يد القوات الأمريكية المحتلة ومجيء أحزاب حانة للسلطة , بل عمدت إلى تجييش كل القتلة والمجرمين والإرهابيين في العالم العربي والإسلامي وتبدأ بأقذر حرب طائفية ولتكون سببا في نزيف دم لم يشهد له الشعب العراقي مثيلا في تاريخه الحديث .
وقد استطاعت أحزاب مانة أن تجمع كل المتضررين من سقوط النظام الديكتاتوري السابق والحانقين على أحزاب حانة الطائفية في كتلة سياسية واحدة ولتدخل الانتخابات البرلمانية وتحقق فوزا باهرا في هذه الانتخابات بالرغم من المعلومات التي تقول بتزوير نتائج هذه الانتخابات لصالح أحزاب كتلة مانة , وبعد صراع سياسي طويل على من الذي سيشكل الحكومة , نجحت حانة بتشكيل حكومة حانة ومانة الوطنية .
وحكومة حانة ومانة الوطنية تنحدر اليوم من سيء إلى أسوء بسبب العداء الشخصي بين قائدي كتلتي حانة الشيعية ومانة السنيّة , فقائد كتلة حانة الشيعية لا يروق له إطلاقا أن يتقاسم القيادة والمسؤولية مع قائد كتلة مانة السنية , شريكه في حكومة حانة ومانة , بل جلّ ما يريده رئيس حكومة حانة ومانة أن يكون قائد كتلة مانة في موقع سياسي برتوكولي لا يهش ولا ينش وليس له أي تأثير في عملية صنع القرار .
وبسبب هذا الخلاف بين قائدي كتلتي حانة ومانة يستمر نزيف الدم ويدفع الشعب العراقي ثمننا باهظا , فالأمن يتدهور من سيء إلى أسوء والخدمات التي أوعدوا الشعب بها لم تتحقق لا بمائة يوم ولا بألف يوم , والفساد يزداد وينتشر أكثر من السابق , وأموال البلد تنفق بطريقة عشوائية بعيدة عن كل ما يمت بصلة للحرص على المال العام , والعناصر الفاسدة وغير الكفوءة تحكم بقبضتها على كل وظائف الدولة الحساسة , والبلد بأسره غارق في الفوضى , والناس أصبحت تلعن الساعة التي جاءت بحكومة حانة ومانة .
في الختام نقول فلتذهب حكومة حانة ومانة إلى الجحيم 
أياد السماوي / الدنمارك
aiad.alsamawi@gmail.com 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8770
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18