• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رضوان الله عليك يا أمير المؤمنين .
                          • الكاتب : عباس لفته حمودي .

رضوان الله عليك يا أمير المؤمنين

في ليلة التاسع عشر من رمضان سنة ٤٠ هجرية وأثناء أنشغال الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بصلاة الفجر في مسجد الكوفة ، ضربه عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي بالسيف على رأسه وهو ساجد يصلي .

وتوفي الامام عليه السلام ليلة الحادي والعشرين من رمضان متأثرا بجراحه ، دفنه أبنه الحسن عليه السلام في الغري ، وأخفى قبره مخافة الخوارج ومعاوية ، وهو اليوم ينافس السماء سموا ورفعة ، يرقد على أعتابه الذهب النفيس.

وفي هذه الذكرى المؤلمة فأننا نقدم قبس يسير عن حياة هذا الامام الجليل.

هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبن عم الرسول الاعظم (ص) وأول من لبى دعوته وأعتنق دينه وصلى معه.

أمه : فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وأخوته : طالب وعقيل وجعفر.

أخواته: أم هاني وجمانه.

كانت ولادته في يوم الجمعة ١٣ من شهر رجب في الكعبة المكرمة بعد ولادة الرسول الاعظم (ص) بثلاثين سنة.

زوجاته: فاطمة الزهراء(ع) ، خولة بنت جعفر ، أم حبيب بنت ربيعة ، أم البنين بنت حزام ، ليلى بنت مسعود ، أسماء بنت عميس ، أم سعيد بنت عروة.

أولاده: الحسن ، الحسين ، محمد ، عمرو ، العباس ، جعفر ، عثمان ، عبد الله ، أبو بكر ، عبيد الله ، يحيى.

بناته : زينب الكبرى ، أم كلثوم ، رقيه ، أم الحسن ، رملة ، نفيسة ، زينب الصغرى ، أم سلمة ، ميمونة ، خديجة ، فاطمة.

كناه: أبو الحسن ، أبو الحسين ، أبو السبطين ، أبو الريحانتين ، أبو تراب.

ألقابه : أمير المؤمنين ، المرتضى ، الوصي ، حيدرة ، يعسوب الدين .

أهم خصائصه : - ولد في الكعبة ولم يولد بها أحد قبله ولا بعده.

-         أخي رسول الله (ص).

-         حامل لواء رسول الله (ص).

-         أمرّه على بعض سراياه ولم يجعل له أميرا.

-         بلغ عن رسول الله (ص) سورة براءة.

بيعته: بويع له بالخلافة في ١٨ ذي الحجة السنة العاشرة من الهجرة في غدير خم بأمر من رسول الله (ص). وأستلم الحكم في ذي الحجة سنة ٣٥ هجرية في الكوفة حيث كانت عاصمته.

نقش خاتمه : الله الملك وعلي عبده.

حروبه : الجمل ، صفين ، النهروان.

أهم آثاره : نهج البلاغة.

كاتبه : عبد الله بن أبي نافع .

روى مجاهد أن رجلا سأل أبن عباس فقال : ما أكثر فضائل علي بن أبي طالب؟ وأني لأظنها ثلاثة آلاف.

فقال له أبن عباس : هي الى الثلاثين ألف أقرب من الثلاثة آلاف ، ثم قال : لو أن الشجر أقلام والبحر مداد والانس والجن كتاب وحُساب ما أحصوا فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.

هو أول الناس أسلاما ، أكثرهم عبادة ،أزهدهم في الدنيا ، أسخاهم يدأ ، أكثرهم جهادا ، وأعلمهم بالكتاب والسنة وأفصحهم منطقا وأصفحهم عند المقدرة.

 كان عليه السلام يصلي في اليوم والليلة الف ركعة.

ولم تعرف الدنيا حاكما خضعت له البلاد ودانت له الدول مثله ، وهو يلبس ثوبا بثلاثة دراهم أذا وجد فيه طولا قطعه بشفرة ، ومن أسخى من رجل يقدم طعام أفطاره لمسكين ويطوي ليلته ويقدمه في الليلة الثانية ليتيم ويمسي طاويا وفي الليلة الثالثة يقدمه لأسير.

أما في الجهاد ، فأنه عليه السلام شهد مع الرسول الكريم (ص) المشاهد كلها ، ففي بدر الكبرى قتل ٣٥ من المشركين ، ويوم أحد قتل أصحاب الألوية كلهم ، ولما أنهزم المسلمون ثبت يدافع عن رسول الله (ص) وجاء نداء جبريل عليه السلام في ذلك اليوم ( لافتى ألا علي ولا سيف ألا ذو الفقار).

وفي خيبر أستلم الراية ودحا باب حصن خيبر وقتل من اليهود مقتلة عظيمة وأنتصر المسلمون.

وفي يوم الاحزاب قتل عليه السلام قائد المشركين ( عمرو بن عبد ود العامري) فأنهزم الجمع.

وفي يوم حنين فرّ المسلمون بأجمعهم ألا عشرة ، تسعة من بني هاشم وثبت هو يدافع عن رسول الله (ص) حتى قتل حامل راية المشركين وفرّت هوازن وتم النصر للمسلمون.

أما علمه عليه السلام ، فهو القائل : علمني رسول الله (ص) ألف باب من العلم ، يفتح لي من كل باب ألف باب.وهو القائل : لو أثنيت لي الوسادة لذكرت في تفسير ( بسم الله الرحمن الرحيم ) حمل بعير.

وهو القائل : أسألوني قبل أن تفقدوني.

قال سعيد بن المسيب : ما كان أحد من الناس يقول ( سلوني ) غير علي بن أبي طالب.

أما في نظر الصحابه ، فقد قال فيه الخليفة أبو بكر الصديق (رض) : أمسيت يا أبن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة.

وقال فيه الخليفة عمر بن الخطاب (رض) : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن علي ، ولولا علي لهلك عمر ، وعلي أقضانا.

أما الخليفة عثمان بن عفان (رض) فقال : لولا علي لهلك عثمان .

ولقد نزل في علي بن أبي طالب (ع ) من القران الكريم ما لم ينزل في غيره ، قال عبد الله بن عباس : نزل في علي ثلاثمائة آية ، وقال أيضا :ما نزلت يا أيها الذين آمنوا ألا وعلي أميرها وشريفها.

أما أحاديث الرسول الاعظم (ص) في علي بن أبي طالب (ع) فهي أكثر من ان تحصى : علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، أنا مدينة العلم وعلي بابها ، علي مع الحق والحق مع علي .

أعتق الامام عليه السلام ألف عبد من كسب يده.

وللامام عليه السلام كلمات قصار ، نورد منها :

- يا أبن آدم أذا رأيت ربك يتابع عليك نعمه وانت تعصيه ، فاحذر.

- عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار.

- أفضل الاعمال ما أكرهت نفسك عليه .

- ندمت على الكلام مرارا ولم أندم على السكوت مرة.

- ومن شعره في الحكمة :

أذا جادت الدنيا عليك فجد بها           على الناس طــرا أنــها تتقلـب

فلا الجود يفنيها أذا هي أقبلت           ولا البخل يبقيها أذا هي تذهب

 

قام القعقاع بن زراره على قبر الامام (ع) فقال:

رضوان الله عليك يا أمير المؤمنين ، فوالله لقد كانت حياتك مفتاح الخير ، ولو أن الناس قبلوك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، ولكنهم غمطوا النعمة وآثروا الدنيا.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8837
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19